أثارت كلمة سفيرة الولايات المُتحدة الأميركيّة لدى لبنان دوروثي شيّا من قصر بعبدا، عقب لقائها الرئيس ميشال عون صباح الخميس، الكثير من اللغط، وتحديداً دعوتها إلى “التسوية”.
فما الذي قصدته؟ وهل صدر الضوء الأخضر الأميركي بإبرام “تسوية” في لبنان؟
السفيرة شرحت في حديث خاصّ لـ”أساس” ماذا قصدت بقولها: “ألم يحن الوقت للتخلّي عن تلك الشّروط والبدء بتسوية؟”، فقالت: “لبنان يمرّ بمأزِق في مسألة تشكيل الحكومة، ويواجه العديد من الأزمات وهو بحاجة لحكومة في أسرع وقتٍ ممكن. ومن الطّبيعي أن يشهد تشكيل الحكومة محادثات بين المعنيين والوصول إلى تسوية تؤدّي إلى تشكيل حكومة”.
وأوضحت شيّا: “هناك أطراف تحمل مطالب تؤدّي إلى عرقلة تشكيل الحكومة. وأنا أفهم جيّدًا كيف تسير أمور “التفاوض” عبر رفع سقف المطالب. ولهذا استعملتُ كلمة “تسوية”.
وبلسانٍ عربيّ وبلهجة لُبنانيّة، أضافت السفيرة: “خَلَص”. وتابعت كلامها بالإنكليزيّة: “يكفي المُطالبة بكلّ شيء. الشّعب اللبناني يريد حكومة ويريد من السّياسيين أن يضعوا خلافاتهم جانبًا وأن يقوموا بالإصلاحات وأن يوقفوا النزيف اللبناني”.
وكَشَفت السّفيرة شيّا أنّها التمست من “طرفي الخلاف” في تشكيل الحكومة تأييدهما المبادرة الفرنسيّة القائمة على تشكيل حكومة اختصاصيين، وأنّها تُشجّع على التركيز على محاربة كورونا ومعالجة نتائج انفجار مرفأ بيروت والوضع الاقتصاديّ الصّعب.
وأوضحت شيّا: “هناك أطراف تحمل مطالب تؤدّي إلى عرقلة تشكيل الحكومة. وأنا أفهم جيّدًا كيف تسير أمور “التفاوض” عبر رفع سقف المطالب. ولهذا استعملتُ كلمة “تسوية”
وجدّدت سفيرة الولايات المُتحدة التذكير بأهميّة القيام بالإصلاحات المطلوبة من المُجتمع الدّولي كشرطٍ لمُساعدة لبنان. واعتبرت أنّ لبنان يفوّت فرصًا مُهمّة بمليارات الدّولارات كمساعدات من المجتمع الدّولي الذي ينتظر تشكيل حكومة مسؤولة وتلتزم تنفيذ الإصلاحات وتفاوض الجهات الدّوليّة المعنيّة كصندوق النّقد الدّولي وحتّى الجهات المانحة التي تتردّد حتّى اللحظة عن مساعدة لبنان بسبب غياب الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة.
ولدى سؤالها ماذا سيكون موقف الولايات المُتحدة في حال شارك حزب الله أو شخصيّات خاضعة للعقوبات الأميركيّة في حكومة تنتج عن تسوية، قالت السّفيرة شيّا: “أنا لا أرى أنّ هذا يتطابق مع روحيّة المبادرة الفرنسيّة التي تنصّ على وزراء اختصاصيين غير حزبيين يقومون بما هو أصلح لبلدهم”.
وبعد التأكيد أنّها وبلادها لا تتدخّلان في مسألة تشكيل الحكومة، ختمت حديثها بتوجيه نصيحة إلى السياسيين، بدت مفاجئة، بضرورة الالتزام بمبادرة الرّئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
إقرأ أيضاً: السفيرة الأميركية في مواجهة حزب الله: صراع على مستقبل لبنان