يبدو أنّ مجموعة أطباء متخصّصين في المركز الطبي للجامعة اللبنانية الأميركية – مستشفى رزق، قد توصّلوا إلى اكتشاف علاجي يخفّض احتمال الوفاة على إثر الإصابة بفيروس كورونا، ربطاً بصيانة الأوعية الدموية، التي يسبّب ضيقها في جلطات تؤدّي إلى الوفاة.
إذ أنّ “فريقاً من الأطباء ومساعديهم الأطباء المتدرّجين في المركز يعمل حالياً على بروتوكول جديد لعلاج الخلل الوظيفي للخلايا البطانيّة تحديداً، والذي يمكن أن يسببه هذا الفيروس”، بحسب بيان أصدره المركز.
وفي التفاصيل أنّ “الخلل الوظيفي للخلايا البطانيّة هو نوع من أمراض الشريان التاجي غير الانسدادي (CAD) حيث لا يوجد انسداد في شريان القلب، لكنّ الأوعية الدموية الكبيرة على سطح القلب تضيق بدلاً من أن تتوسّع (تفتح). وهذه الحالة تسبّب ألماً مزمنًا في الصدر ويمكن أن تؤدي إلى عواقب أكثر خطورة، إذ أثبتت المزيد من الأدلّة حول عدوى الكوفيد -19 أن أحد الأسباب الرئيسية للوفيات ولانتشاره هو الخلل الوظيفي للخلايا البطانيّة، الناجم عن هذا الفيروس”.
ووفق البيان فإنّ البروتوكول يتألف من مجموعة أدوية تساعد في تحسين وظيفة بطانة الأوعية الدموية لدى مرضى الكوفيد -19، وأنّ المركز بصدد التعاون مع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب لتأكيد النتائج التي توصل إليها.
الخلل الوظيفي للخلايا البطانيّة هو نوع من أمراض الشريان التاجي غير الانسدادي (CAD) حيث لا يوجد انسداد في شريان القلب، لكنّ الأوعية الدموية الكبيرة على سطح القلب تضيق بدلاً من أن تتوسّع (تفتح). وهذه الحالة تسبّب ألماً مزمنًا في الصدر ويمكن أن تؤدي إلى عواقب أكثر خطورة
مستشفى رزق بدأت بتطبيق هذا البروتوكول الطبي بعدما حصلت على الموافقة من مجلس أخلاقيات البحوث (IRB)، وتمّ إشراك 80 مريضاً في هذه الدراسة بعد نيل موافقتهم، وذلك بحسب المدير الطبي ورئيس قسم القلب في مستشفى رزق، الدكتور جورج غانم.
غانم وفي حديث مع “أساس”، أوضح أنّه “بعد العمل لشهور مع مرض الكوفيد-19، لحظنا وجود مشكلتين أساسيتين، الأولى تتعلّق بالجهاز التنفّسي وتؤدّي إلى ارتفاع الحرارة وآلام الجسد، والسعال، والتهاب الرئتين الذي يؤدي إلى نقص في الأوكسجين. أما المشكلة الثانية فتتعلق بالأوعية الدموية، وهذا يؤدي إلى مشاكل صحية تكون أحد أبرز عوارض المرضى بعد أسبوع أو اثنين من الإصابة”.
ويشرح غانم أنّ “الأمراض التي تصيب الأوعية الدموية تتعلق باشتراكات مختلفة، من بينها الالتهاب. فالأوعية الدموية ليست عبارة عن “قسطل” يمرّ فيها الدم. هي عضو بحد ذاته، لديه إفرازات، كما أنه يتسع ويضيق ويتفاعل مع الجسم ومع المرض”، مضيفاً: “عندما يضرب الالتهابات هذه الأوعية تنشط فيها الإفرازات السامة التي تؤدي إلى تجلّط الدم. وبالتالي إلى جلطات في الشرايين الصغيرة، أي شرايين الكلى والقلب والدماغ وحتّى الرئتين، وهذه يمكن محاربتها بأدوية السيلان، ونحن بدأنا باستعمال الأسبرين وأدوية اقوى من الأسبرين كي نحمي المريض. مثل الـ heparin والـnovonix”.
بعد العمل لشهور مع مرض الكوفيد-19، لحظنا وجود مشكلتين أساسيتين، الأولى تتعلّق بالجهاز التنفّسي وتؤدّي إلى ارتفاع الحرارة وآلام الجسد، والسعال، والتهاب الرئتين الذي يؤدي إلى نقص في الأوكسجين. أما المشكلة الثانية فتتعلق بالأوعية الدموية
أما البرتوكول الأهم الذي يتم العمل عليه وفق غانم، فهو “Endothelial Dysfunction”، أي الخلايا البطانية أو ما يعرف بالجدار التابع للشريان، موضحاً أنّ “هذه البطانة بعد الإصابة بالفيروس تتغير وظائفها. فتضيق الشرايين، ولا تعود الشرايين الرفيعة قادرة على ضخ الدم وتغذية أعضاء الجسم، بل على العكس تفرز سموماً عديدة تؤدي إلى خلل في وظائف القلب والدماغ والكلى والرئتين…”.
إقرأ أيضاً: مفاجأة كورونية: “الكولشيسين” يقلّل الوفيات 40% و”الأوكسجين” 50%
ويشير غانم إلى أنّ الـ”Endothelial Dysfunction”، ليست جديدة: “هي معروفة لدى أطباء القلب. ونحن نحاول اليوم تطبيق المعرفة التي لدينا على مرضى الكوفيد. كي نساعد شرايين الجسم على القيام بوظيفتها بشكل صحيح ونحمي المريض من الاشتراكات التي قد تؤدّي إلى الوفاة خلال الأسبوعين الأوّل والثاني من تاريخ الإصابة”. الدراسة التي تعدّها مستشفى رزق يتوقّع أن تنتهي خلال 40 يوماً. ويشير الدكتور جورج غانم إلى أنّه “في حال كانت النتائج إيجابية، سنبطق هذه العلاجات، وسنحمي مريض الكوفيد-19 من الاشتراكات المتعلقة بالأوعية الدموية التي تزيد من احتمالات الوفاة ومن نسبة الوفيات”.