“أفادت دراسة كندية أجريت على آلاف مرضى كورونا أنّ دواء الـcolchicine الذي يستعمل عادة في علاج مرضى الروماتيزم وحمّى البحر الأبيض المتوسّط قد أثبت فاعلية ممتازة من حيث تقليل نسبة الوفيات 44% واحتمال دخول المستشفى بـ25% والحاجة إلى جهاز تنفّس اصطناعي بـ50%، فالدواء يعمل على تخفيف حدّة جهاز المناعة الذي يسبّب فشل التنفّس”. هذه تغريدة، تداولها بكثافة ناشطون، بعدما نشرها على “تويتر” الدكتور محمد الحجيري، وهو، وفق موقعه الالكتروني اختصاصي في جراحة الكبد والقنوات المرارية.
فما حقيقة هذه الدراسة الكندية؟
بعد قليل من البحث، نجد بياناً أصدره مساء الجمعة “معهد مونتريال لأمراض القلب”، أعلن أنّ دواء “الكولشيسين” (الذي يستعمل عادة من أجل التخفيف من أوجاع والتهابات المفاصل)، هو “أوّل عقار يؤخذ عبر الفم ويمكن استخدامه لعلاج مرضى الكورونا”.
وفق البيان نفسه، فإنّ هذا الدواء “خفّض مخاطر الوفاة والحاجة إلى دخول المستشفى بنسبة 21% عند المصابين بفيروس كورونا”.
وفي تعليق على هذه الدراسة قال مدير الأبحاث في “معهد مونتريال”، والباحث الرئيسي في هذه الدراسة، جان كلود تارديف، إنّ “الدواء كان فعالاً في منع متلازمات التهابية خطر، وقلّل من المضاعفات المرتبطة فيروس كورونا”.
الدواء خفّض مخاطر الوفاة والحاجة إلى دخول المستشفى بنسبة 21% عند المصابين بفيروس كورونا
الرئيس السابق لـ”الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية” الدكتور زاهي الحلو، أوضح بداية لـ”أساس” أنّ “دواء الكولشيسين هو من العلاجات القديمة التي تستخدم لعدد من الأمراض”، مشيراً إلى أنّ “الدراسة التي أجريت في معهد مونتريال في كندا أعطت نتائج جيدة، ولكن لا بد من توسيع رقعة الدراسات للتأكّد من فعالياته وهذا ما يحدث حالياً”.
ووفق الحلو، فإنّ “الكولشيسين أعطى نتائج مبشّرة بتقصير مدّة الإصابة بالمرض وتخفيف نسب الوفيات. لكنّها معطيات ما تزال أولّية”، مشدداً على أنّ “هذا العلاج الذي يستخدم في العديد من الحالات كالروماتيزم والالتهابات والأمراض المزمنة، لا يحبّذ استخدامه دون إشراف طبي لأنّه قد يسبب ضرراً على الكبد أو المعدة في حال استخدم عشوائياً”.
إلى ذلك فإنّ جهات عدّة بدأت بدراسة هذا الدواء، من بينها منصة “recovery trial” البريطانية، التي أعلنت عبر موقعها الرسمي عن “البدء باختبار الكولشيسين”، واصفة إياه بأنّه “دواء مضاد للالتهابات قد يكون مفيدًا في حالة الإصابة بفيروس كوفيد -19”.
الكولشيسين أعطى نتائج مبشّرة بتقصير مدّة الإصابة بالمرض وتخفيف نسب الوفيات. لكنّها معطيات ما تزال أولّية
وزير الصحة السابق الدكتور محمد جواد خليفة أوضح من جهته لـ”أساس” أنّ “الدواء قديم وموجود وهو يستخدم لأمراض عديدة، ويخفف حدّة الالتهابات”، موضحاً أنّ “الدراسة التي صدرت أمس من كندا تقول إنّه يخفّف بنسبة 20% من الحاجة إلى المستشفيات”.
إقرأ أيضاً: كورونا يضرب “دماغكم”.. وفيتامين “د” هو الحل
ويلفت خليفة إلى أنّه “في المبدأ فإنّ الأطباء والعلماء يعمدون إلى إجراء التجارب على الأدوية الموجودة والمتعلقة بعاصفة المناعة التي يخلقها فيروس كورونا. ومن الجيد أن يكون هناك محاولات، أما الدراسة عن دواء الكولشيسين فهي موجودة واضحة وتبنّاها معهد دراسات القلب في مونتريال وهم برأيهم أنّ الدواء مفيد ويجب استعماله مع متابعة طبية”.
ويرى خليفة في الختام أنّ “استعمال هذا الدواء يعود للمتخصّصين وأطباء الأمراض الجرثومية والأمراض المعدية. فالدواء موجود في لبنان وتقييم استخدامه يعود لهم”.