علّوش: المناطق السنية انفجرت بسبب غياب القيادة

مدة القراءة 4 د

من يقف خلف ما شهدته مدينة طرابلس من احتجاجات شعبية في اليومين الماضيين؟ هل هو الجوع أم الضائقة الاقتصادية؟ أم أنها أجندات سياسية ينفذّها البعض لتحقيق أهدافه الخاصة؟

المدينة الأكثر فقراً على ساحل المتوسط عادت لتكون صندوق بريدٍ بكافة الاتجاهات.

نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش ذّكر بأنّ “الاحتجاجات مستمرة منذ اندلاع ثورة 17 تشرين وحتى اليوم بغض النظر إن كان هناك من يحرّك الشارع أم لا، لأنه من المؤكّد الذي يعلم حقيقة وتفاصيل ما يحصل على الأرض هي الأجهزة الأمنية التي عليها أن تحقق بالموضوع”.

واعتبر أنّ “وضع البلد وطرابلس تحديداً أصبح على حافة الانهيار. وكنّا قد حذّرنا منذ أكثر من سنة، أنّ المناطق الاكثر هشاشة في طرابلس على المستوى الاقتصادي، إضافة إلى الحجر وفقدان الأمل والأفق، أقل ما يمكنها فعله هو التحرّك واللجوء إلى الشارع. ومن المتوقع أن نشهد أشكالاً جديدة من الاحتجاجات التي تنفجر يومياً وربما ستكون أكثر عنفاً”.

الاحتجاجات مستمرة منذ اندلاع ثورة 17 تشرين وحتى اليوم بغض النظر إن كان هناك من يحرّك الشارع أم لا

وعن حصر الاحتجاجات بالمناطق السنيّة قال لـ”أساس”: “المناطق السنيّة هي الأكثر تأثراً بالفقر، بينما في المناطق الشيعية على الرغم من وجود وضع غير سويّ، لكن هناك انضباط حزبي، ودور مؤسسة القرض الحسن ومساعدات مالية من إيران. أما المناطق المسيحية فقدرتها على التحكم والتحمّل أكبر بكثير لأنّ هناك دعماً خارجياً والأوضاع الاقتصادية العامة تجعلهم يتمتعون بالاحتياط والحذر”.

وأضاف: “المناطق السنيّة التي هي الأكثر فقراً والأقل قدّرة على التحمّل. وهذا يعود إلى غياب الاحتياط وغياب القيادة والبدائل، إضافة إلى غياب الدّعم التاريخي الذي كان يحدث من خلال جمعيات ومؤسسات أصبحت الآن غير موجودة. والظاهرة اللافتة والأهم هي غياب المتموّلين تاريخياً والذين شاركوا في الانتخابات النيابية في المدينة ويبدو اليوم أنّهم “ضابين ومسكرين جيبتن ما بدن يساعدو”.

وختم علوش: “غياب الحلول الحكومية بالتأكيد يؤدي إلى فقدان الأمل، ولو كان هناك حكومة فاعلة وبدأت بإعطاء الأمل للناس، حينها يمكن أن نشهد تظاهرات مطلبية فقط وغير فوضوية، لمجرد التخريب”.

المناطق السنيّة التي هي الأكثر فقراً والأقل قدّرة على التحمّل. وهذا يعود إلى غياب الاحتياط وغياب القيادة والبدائل

الناشط السياسي في طرابلس الدكتور ?خلدون الشريف أشار إلى أنّ “الحريق يحتاج إلى شرارة النار ليندلع”، والنار هي حاجة الناس الرافضة للاقفال العام. فالذي يحدث في لبنان يحدث في بعض دول العالم كهولندا وفرنسا واسرائيل. ولكن ما يحصل في طرابلس أنّ الناس ضاقت بها سبل العيش، على المستوى المالي والاقتصادي. وبالتالي قطعاً بداية التحرك هي لاعادة استئناف حياتهم، بخاصة أنّ الدولة اللبنانية لم تؤدٍ واجباتها بما يتعلق بتأمين قوت لهؤلاء العاملين. في مدينة طرابلس تحديداً هناك عدد كبير من الناس يعيش من عمله اليومي “عرباية”، “كعك”، “قهوة” هذا السبب الاهم للتحرك. لكن بأي لحظة من الممكن أن تدخل السياسة على الخط لاهداف معينة ومصالح أخرى.

إقرأ أيضاً: طرابلس: الأحياء الشعبية تتمرّد على الإقفال.. والأمن سيواجه “الفقر”

وأضاف: “الاحتجاجات ليست فقط في طرابلس وصيدا وتعنايل بل في كافة المناطق السنية المرتبطة بالقاعدة الشعبية للرئيس الحريري. والمعلومات تقول أنّ سعد الحريري له مصلحة بهذه الاحتجاجات لدفعه لتاليف حكومة كما يشتهي الرئيس ميشال عون. لكن بالمقابل لا نستطيع أن نُلبس هذه التهمة للحريري بأنه هو من يحرّك الشارع فليس هناك من دليل على ذلك هذا احتمال فقط”.

وختم الشريف كلامه متمنياً أن لا تتعرّض المدينة وتعود لتكون صندوق بريد للصراعات وأن  تُعفى طرابلس من هذا الدور.

مواضيع ذات صلة

“إنزال” في البرلمان: التّمديد لقائد الجيش

يترافق سقوط مفاوضات وقف إطلاق النار مع انكشاف أمنيّ وعسكري وسياسي كامل، عبّر عنه بالسياسة النائب السابق وليد جنبلاط بقوله إنّ “آموس هوكستين تآمر علينا…

وقف إطلاق النّار… بين الضّغط الأميركيّ وضغوط الميدان

أُقفِل باب المفاوضات الدبلوماسية لتُترك الكلمة للميدان. بالأساس، لم يكن كبيراً الرهان على تحقيق خرق جدّي قبل أيام معدودة من فتح صناديق الاقتراع في السباق…

نعيم قاسم: هادئ وصلب ومتعدّد المشارب الفكرية

يختلف الشيخ نعيم قاسم عن سلفه السيّد حسن نصر الله، من حيث خصائص الشخصية ومشارب التنشئة، مع أنّ كليهما كانا عضوين قياديين في حركة أمل،…

“الحزب” لرئيس الحكومة: إصرِف من جيْب الحكومة!

بين الميدان وغرف المفاوضات المُحصّنة في تل أبيب و”الثلاثاء الأميركي الكبير”، سقطت الرهانات على وقف لإطلاق النار يسبق فتح صناديق الاقتراع في الولايات المتحدة الأميركية….