هجرة لبنانية للحصول على لقاح كورونا

مدة القراءة 5 د

في الوقت الذي يبكي المواطنون على أبواب المستشفيات وهم يشاهدون أفراداً من عائلاتهم يحتضرون ويبحثون عن سرير شاغر داخل المستشفى أو عن مكنة تنفّس تنقذ حياتهم، ظاهرة جديدة بدأنا نشهدها.. فبعد هجرة الأطباء، بدأت تتفاقم ظاهرة السعي للسفر بهدف الحصول على لقاح كورونا في الخارج. بالتزامن مع ذلك هناك عدد من المسؤولين استحصلوا على اللقاح لحماية أنفسهم وعائلاتهم.

فهل إقرار القانون في مجلس النواب أمس، سينظّم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا؟ وسيعجّل من وصول اللقاح؟ أم أنّنا ستشهد المزيد من العراقيل؟ وهل سيقع الفقراء في محرقة لقاح كورونا؟

ويُعنى هذا القانون وفق النص بتحديد المسؤوليات القانونية للأشخاص والكيانات العاملة في قطاع الصحة في لبنان في إطار مواجهة جائحة كورونا، والتي نتج عنها ويخشى أن ينتج عنها أضرار كبيرة تمسّ بالسلامة العامة في لبنان، ويقول في أحد بنوده إنّه: “لا يمكن ملاحقة الأشخاص أو الكيانات التالية العاملة في قطاع الصحة قضائياً جرّاء المسؤولية الناتجة عن تطوير أو إدارة أو استعمال أي منتج للعلاج الطبي في إطار جائحة كورونا والمتعلقة بأفعال حاصلة في الفترة الممتدة لأربعة وعشرين شهراً اعتباراً من تاريخ نفاذ هذا القانون”، ويشير في بند آخر إلى أنّ ” تطوير أو إدارة أو استعمال أي منتج للعلاج الطبي في حالة جائحة كورونا مفتوح للقطاع الخاص عموماً بموجب ترخيص يصدر بقرار من وزير الصحة العامة وفقاً للأصول ذات الصلة بالاستخدام الطارئ”.

هل إقرار القانون في مجلس النواب أمس، سينظّم الاستخدام المستجد للمنتجات الطبية لمكافحة جائحة كورونا؟ وسيعجّل من وصول اللقاح؟ أم أنّنا ستشهد المزيد من العراقيل؟ وهل سيقع الفقراء في محرقة لقاح كورونا؟

الاختصاصي في الأمراض الجرثومية وعضو “اللجنة العلمية لمتابعة كورونا” ورئيس “اللجنة العلمية لمتابعة اللقاح” الدكتور عبد الرحمن البزري أوضح لـ”أساس” أنّ ظاهرة السفر إلى الخارج من أجل تلقّي لقاح كورونا ليست حلّاً: “نسبة قليلة جدا من المواطنين يستطيعون تحمّل نفقات السفر. ولا يتخطى عددهم أكثر من 5000 سخص، وهؤلاء يملكون إما اقامة في الخارج او لديهم اتصالات ومعارف”.

وأضاف: “الحل بوصول اللقاح أو عدة لقاحات إلى لبنان ويتوزعون ضمن آلية عادلة وسيتم الكشف عنها في وقت لاحق. لكن المشكلة الوحيدة التي نواجهها ومثلنا مثل بقية دول العالم اللقاحات ستصل على دفعات فمثلاً 5 ملايين جرعة لا يصلون باليوم نفسه”.

وكشف البزري عن موعد وصول أولى جرعات لقاح فايزر إلى لبنان: “مليونان ومئة ألف لقاح من فايزر ستصل إلى لبنان على 4 مراحل، الدفعة الأولى بين7 و14 شباط ومؤلفة من 250 ألف لقاح. وأيّ تخلف عن المواعيد المحدّدة يمكننا عندها ملاحقة الشركة قانونياً. وهذا اللقاح سيشمل مع نهاية 2021 ربع من يجب أن يشملهم برنامج التطعيم. وهناك ومساهمة من منظمة “كوفاكس” في النصف الثاني من العام الجاري سترفع كمية اللقاحات إلى 40 أو 50% من المستهدفين”.

وتابع: “نحن مقبلون على مرحلة جديدة لإعادة التوازن مع الفيروس، فاللقاح البريطاني على الطريق، وثمة حديث عن هبة كبيرة من اللقاح الصيني، وبدأنا حواراً مع الروس، والمستقبل ليس قاتماً”.

مليونان ومئة ألف لقاح من فايزر ستصل إلى لبنان على 4 مراحل، الدفعة الأولى بين7 و14 شباط ومؤلفة من 250 ألف لقاح

رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي رأى أنّ “الشعب اللبناني اليوم ليس لديه الكثير من الخيارات، وعلى الرغم من الوضع الاقتصادي المتردّي تبقى صحة الإنسان هي الأولوية. وليس بمقدور جميع اللبنانيين السفر إلى لخارج فهذا ليس حلاً”.

إقرأ أيضاً: رحلة مع فراس الأبيض في مستشفى الحريري: اللقاح لن يتأخر

وذكّر عراجي بأنّ “وصول اللقاح لا يعني انتهاء الجائحة، وبحسب المعطيات قد نحتاج حتى نهاية العام 2021 لتكوين مناعة مجتمعيّة”، مشيراً الى أنّ “وزارة الصحة شكّلت لجنة مختصّة لإدارة هذا الملفّ برئاسة الدكتور عبد الرحمن البزري?، وهي مكلّفة بوضع استراتيجية شاملة ومن المفترض أن نطّلع عليها الأسبوع المقبل”، نافياً أن “تكون الأولوية بالتلقيح للسياسيين، بل تحدّد الأولويات بحسب المعايير العالميّة، وبطبيعة الحال فإنّ القطاع الطبي لديه أفضليّة ليتمكّن من الاستمرار في عمله. وليس لدى لبنان فيتو على أيّ لقاح حائز على موافقة عالمية”.

على المستوى العملي، هل هناك إمكانية لشركات خاصة أن تستورد اللقاح؟ أو يُسمح لكلّ من يرغب بالحصول عليه؟

نقيب مستوردي الادوية كريم جبارة أوضح أنّ “وزارة الصحة متعاونة لفتح المجال أمام القطاع الخاص لاستيراد كافة أنواع اللقاحات، لكنّ التوزيع ليس عشوائياً بل يجب أن يكون بحسب إرشاداتها وتوصياتها، والأولويات التي حدّدتها، وبالتالي يكون القطاع الخاص في تكامل مع القطاع العام في صرف وتوزيع اللقاحات”.

أما رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي فأعلن أنه “بمجرد إقرار إقتراح قانون تنظيم الاستخدام المستجدّ للمنتجات الطبّية لمكافحة جائحة كورونا? باتت الشركات الخاصة قادرة على استيراد اللقاح بعد أخذ الإذن اللازم من وزارة الصحة”.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…