“الأرزة اللبنانية” تشارك في “تشويه” الديمقراطية الأميركية..

مدة القراءة 4 د

حسم الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمره، وقرّر أن يتحرّك في واشنطن “على الطريقة اللبنانية”. وبأسلوب “السّابع من أيّار”، اقتحم الآلاف من مناصري الرّئيس، “غير المُقتنع” بنتيجة الانتخابات الرئاسيّة، مبنى الكونغرس في مشهدٍ هو الأوّل في تاريخ الولايات المُتحدّة. كانت هناك ثلاثة أعلام يحملها المتظاهرون القادمين من خارج واشنطن، الأوّل العلم الأميركي والثاني العلم الذي يحلم اسم “ترامب 2020” والثالث الذي ظهر على شاشات التلفزة الأميركية والعربية، ويحمل صورة الأرزة الخضراء وفوقها كلمات غير واضحة.

لم يأبه ترامب بأعرق ديمقراطيّة في العالم، فطلب قبل أيّام من مناصريه أن يحتشدوا في 6 كانون الثّاني، موعد جلسة المُصادقة على نتائج الانتخابات الرّئاسيّة في الكونغرس. وبعد أن خطب ترامب بمؤيّديه، توجّهوا بالآلاف حاملين رايات التأييد لحملة “TRUMP 2020” و”MAKE AMERCIA GREAT AGAIN”، وقرّروا اقتحام المؤسسة التشريعيّة للاحتجاج على فوز جو بايدن، الذي اعتبره ترامب “غير شرعي، وفاز بأصوات الأغبياء”.

يقول مراقبون مُطّلعون إنّ موقف الجمهوريين من أداء ترامب تجاه نتيجة الانتخابات نابعٌ من كون الحزب هو حامل راية الدّستور الأميركي والمؤسسات. بالإضافة إلى أنّ الرّئيس ترامب في الأصل ليس “جمهوريًّا”، بل هو مُستجدٌّ عليه، واستطاع أن يفوز بترشيحه

أدّى الاقتحام الذي قام به “الترامبيّون” إلى تعليق جلسات مجلسي الكونغرس (الشّيوخ والنّواب)، وتزامن مع تغريدة غير مسبوقة بتاريخ البلاد أيضًا من ترامب وجّهها إلى نائبه مايك بنس الذي كان يرأس الجلسة، اتهمه فيها بأنّه “لم يمتلك الشّجاعة للحفاظ على البلاد والدّستور”، وذلك بعدما صرّح بنس بعدم امتلاكه صلاحيّة إبطال النتائج التي وصلت من المجمع الانتخابي الأميركي، وبعدما ردّت المحكمة العُليا الطعون التي قدّمها فريق ترامب القانون بنتائج عددٍ من الولايات الحاسمة.

 الضّربة الثّانية التي تلقّاها ترامب من البيت الجمهوري كانت من زعيم الأغلبيّة الجمهوريّة الحاليّة في مجلس الشّيوخ السيناتور ميتش ماكونيل الّذي اعتبر أنّ “الانتخابات تُشَوَّه من الجانبِ الخاسر (أي ترامب)” مضيفًا: ” إذا سرنا وراء تلك الادعاءات فنحن ندمّر ديمقراطيتنا”. موقف ماكونيل كان متطابقًا مع أكثريّة المُشرّعين الجمهوريين الذين أكّدوا رفضهم مواقف ترامب عن الانتخابات في سابقةٍ أيضًا هي الأخرى بتمايز المواقف بين الرّئيس وممثلي حزبه في المؤسسة التشريعيّة الأميركيّة.

ويقول مراقبون مُطّلعون إنّ موقف الجمهوريين من أداء ترامب تجاه نتيجة الانتخابات نابعٌ من كون الحزب هو حامل راية الدّستور الأميركي والمؤسسات. بالإضافة إلى أنّ الرّئيس ترامب في الأصل ليس “جمهوريًّا”، بل هو مُستجدٌّ عليه، واستطاع أن يفوز بترشيحه.

ويلفت مصدر من الحزب الجمهوري لـ”أساس” إلى أنّ الديمقراطيّة الأميركيّة باتت مهدّدة بالأفعال غير المألوفة في الولايات المُتحدّة، معربين عن أنّ الاصطفاف الجمهوري بوجه الأسلوب الذي اعتمده الرئيس ترامب ومناصريه يؤكّد أنّ عهد ترامب انتهى وأنّ تهديده لأسس الديمقراطية في البلاد سيؤثّر كثيرًا على حظوظه للفوز بترشيح الحزب في 2024 فضلاً عن حضوره السياسي، إذ إنّه من غير الممكن أن يدعم الجمهوريّون من يشكك بديمقراطيّة البلاد أو يعتدي على مؤسساتها التي تُعتبر ركيزة العمل في عاصمة القرار.

إقرأ أيضاً: أغرب سبع إقالات في ولاية دونالد ترامب

واشنطن شهدت أمس صور الفوضى واقتحامات مجلس الشيوخ ومنع التجوّل التي اعتاد عليها اللبنانيون، إلا أنّ ترامب اضطر إلى دعوة محازبيه إلى التعامل السلمي مع “تزوير الانتخابات الرئاسية”. الفارق أنّ كلمة الرئيس الأميركي السابق استمع إليها 7 ملايين شخص. الأهم أنّ الحزب الديمقراطي سيطر على مجلس الشيوخ والنواب بعد ظهور نتائج انتخابات ولاية جورجيا لصالح الرئيس المنتخب.

[PHOTO]

مواضيع ذات صلة

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…

الليلة الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”..

تحملُ ليلة هروب رئيس النّظام السّوريّ المخلوع بشّار حافظ الأسد قصصاً وروايات مُتعدّدة عن تفاصيل السّاعات الأخيرة لـ”ديكتاتور الشّام”، قبل أن يتركَ العاصمة السّوريّة دمشق…

فرنجيّة وجنبلاط: هل لاحت “كلمة السّرّ” الرّئاسيّة دوليّاً؟

أعلن “اللقاءُ الديمقراطي” من دارة كليمنصو تبنّي ترشيح قائد الجيش جوزف عون لرئاسة الجمهورية. وفي هذا الإعلان اختراق كبير حقّقه جنبلاط للبدء بفتح الطريق أمام…