رأى المحلل السياسي والكاتب السعودي محمد المختار الفال أنّ “إعادة القافلة الخليجية إلى طريقها الأصلي مطلب لدى الجميع في الخليج، والمصالحة الخليجية تعيد لمجلس التعاون روحه وطاقته وآلياته”.
الفال وفي حديث لـ”أساس” قال إنّ “المصالحة، من حيث المبدأ، ضرورة لهذه المنطقة لأنّها تعيد إلى مجلس التعاون الخليجي روحه وطاقته وآلياته للحفاظ على المبادئ والأسس التي قام عليها، وتساعده على تفعيل تأثيره ليتعامل مع الأحداث التي تواجه مجموعته، وكلنا يذكر الظروف التي نشأ فيها هذا المجلس ودعت إلى قيامه، منذ أكثر من أربعين عاماً. كما أن المصالحة تبقي الأمل حيّاً في نفوس أهل هذه المنطقة، ولا أقول شعوبها، فهم شعب واحد تجمعه ما ما يجمع الشعب الواحد من صفات وقيم مشتركة، وهم يشعرون أنهم ” أسرة واحدة” وأنّ الخلافات في هذه الأسرة يجب ألا تصل إلى ما يهدد تماسكها وصيانة أمنها واستقرارها. والخلاف الذي حدث شكّل سابقة وتحدّياً حقيقياً للجميع، وبالتالي فإنّ إعادة” القافلة” إلى طريقها الأصلي مطلب عند الجميع، رغم ما حدث في السنوات الماضية”.
المصالحة تأتي في ظلّ توتر علاقة دول المجلس مع إيران وعقب نتائج الإنتخابات الأمريكية وإدارة ديمقراطية لها أسلوبها ورؤيتها لما يجري في المنطقة، والصراع الدائرة في أكثر من بلد عربي: سوريا، ليبيا، اليمن، وتعقيد الوضع السياسي في العراق وتصاعد تيار التطبيع مع إسرائيل، قبل وضوح مآل القضية الفلسطينية، وكلّها عوامل موضوعية تزيد من أهمية وحدة الموقف في هذا التوقيت
وأكّد أنّ “هذه المصالحة ضرورية للجميع على المستويات: الأمنية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية. وإذا أريد لها النجاح والثبات والصمود أمام مهدّداتها، فهي تحتاج إلى إرادة صادقة مشتركة، تعمل على ترتيب الأولويات والاستفادة من “درس الخلاف” وتأكيد إيمان الجميع بأنّ وحدة الصف الخليجي وقوته لصالح أهله، وأنّ أيّ علاقات أو تحالفات خارجه تضرّ تماسكه، ليست في صالح أحد من أعضائه، وقد أثبتت التجربة أنّ الخلافات تسهّل على الطامحين الخارجيين ابتزاز المختلفين في داخل البيت الخليجي”.
وحول دور التحديات الدولية والإقليمية في الدفع نحو هذه المصالحة قال الفال: “ليس خافياً، على أحد ما تمرّ به المنطقة من تجاذبات إقليمية وأطماع دولية، مع ما تعيشه بعض دولها وشعوبها من اضطرابات وحروب داخلية ومنافسات نفوذ، ما يستدعي إعادة النظر في بعض المواقف، وتقدير الأولويات لمواجهة هذا الواقع”. وتابع: “جاءت جائحة “كرونا” لتحدث تغييرات جوهرية في جميع مرافق الحياة ودعت دوال العالم إلى إعادة ترتيب أولوياتها، ودول المجلس جزء من هذا العالم، ومطالبة بالتفاعل الإيجابي مع هذا الواقع المعقّد. وبشيء من التحديد نشير إلى أنّ المصالحة تأتي في ظلّ توتر علاقة دول المجلس مع إيران وعقب نتائج الإنتخابات الأمريكية وإدارة ديمقراطية لها أسلوبها ورؤيتها لما يجري في المنطقة، والصراع الدائرة في أكثر من بلد عربي: سوريا، ليبيا، اليمن، وتعقيد الوضع السياسي في العراق وتصاعد تيار التطبيع مع إسرائيل، قبل وضوح مآل القضية الفلسطينية، وكلّها عوامل موضوعية تزيد من أهمية وحدة الموقف في هذا التوقيت”.
إقرأ أيضاً: إيران: لا تنازل عن النفوذ العربي… نعم للحوار مع السعودية
وحول الخطوة التالية بعد المصالحة توقّع الفال أن “تدخل كلّ الأطراف في الخطوات العملية القادرة على تطوير هذه المصالحة على أسس تضمن صلابتها وانعكاس آثارها الإيجابية على الجميع، والتفاهم على أسباب الخلاف والتركيز على الأساسي منها ومعالجته وتجاوز الهامشي أو ما لم يعد مهمّاً لأيّ سبب كان”.