لا يمكن لحليف أو صديق أو خصم أن يحسم أمر وصول سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية. الرجل مرشّح فوق العادة، وبكلمة أدقّ هو من المرشّحين القلائل المتقدّمين على غيرهم في السباق إلى قصر بعبدا. لكن ما يمكن للجميع أن يؤكّده حاسماً أنّ سليمان فرنجية مرشّح لرئاسة الجمهورية اليوم وفي كلّ يوم، أي في حال فشله في الوصول إلى الرئاسة الأولى كما حصل معه عام 2016 سيبقى بعد 6 سنوات ثمّ بعد 6 سنوات أخرى وهكذا دواليك مرشّحاً للرئاسة.
هو ابن فرنجيّة، ووالده شهيد قضيّة، وجدّه رئيس للجمهورية، وجدّ والده زعيم على مستوى الوطن. يستطيع سليمان فرنجية أن ينام 6 سنوات، وعندما يستيقظ يكون مرشّحاً للرئاسة. القلقون هم تلك القامات الطارئة التي لا جذور لها ولا عمق تاريخياً أو حضارياً يؤسّس لوجودها. لذلك يمكن لسليمان فرنجية أن يطمئنّ مثله كمثل كلّ أبناء العائلات السياسية العريقة الذين لا أحد قادر على أن ينزع منهم ألقابهم.
بعيداً عن فُرص الوصول إلى قصر بعبدا أو انعدامها، يكتنز سليمان فرنجية، مرشّحاً لرئاسة بعبدا، في شخصه 4 نقاط إيجابية:
1- ثقة حزب الله به التي تمكّنه من إطلاق حوار جدّيّ يوصل إلى اتفاق وطني على استراتيجية دفاعية تُرضي المطالبين برفع سلاح حزب الله، وتُطمئن الأخير إلى عدم استهداف دوره وأمنه الذي يعتقد أنّ السلاح يضمنه.
في حال فشله في الوصول إلى الرئاسة الأولى كما حصل معه عام 2016 سيبقى بعد 6 سنوات ثمّ بعد 6 سنوات أخرى وهكذا دواليك مرشّحاً للرئاسة
2- ثقة النظام السوري به، التي تسمح له بإرساء مسلك تفاوضي إيجابي بين الحكومتين اللبنانية والسورية لترسيم الحدود البحرية بين البلدين، مع رضى روسيّ عنه.
3- يمتلك سليمان فرنجية قدرة على إحداث خرق إيجابي للمزاج السنّيّ بسبب موقعه السياسي والجغرافي والديمغرافي بالنسبة إلى السُّنّة، وتحديداً في طرابلس والشمال. فهو قادر على منح الاطمئنان لهذا المكوِّن الذي لطالما شعر بالاستهداف والممارسات الكيدية بحقّه من قبل النظام السياسي والأمنيّ.
4- وجود سليمان فرنجية في قصر بعبدا يمثّل إعلاناً رسمياً لبداية نهاية استئثار الثنائي المسيحي التيار العوني والقوات اللبنانية بالساحة المسيحية، ويُشرِّع بداية جديدة لطرفين ثالث ورابع ربّما هما رئيس الجمهورية والقوى المستقلّة المسيحية الحيّة.
أربع نقاط إيجابية يكتنزها فرنجية بوصوله إلى الرئاسة الأولى. اثنتان منها افتراضيتان، وهما الأولى والثانية المتعلّقتان بحزب الله والنظام السوري، واثنتان صلبتان، وهما الثالثة والرابعة المتعلّقتان بالمكوّنين السنّيّ والمسيحيّ.
في مواجهة الإيجابيات الأربع توجد ثلاث نقاط سلبية يحملها سليمان فرنجية في بنيته السياسية تشكّل عامل قلق في حال وصوله إلى الرئاسة، وهي:
1- يتّصف سليمان فرنجية بـ “الكسل السياسي”. هو متمّهل لدرجة الجمود في المبادرة تجاه الآخرين، أو في اتّخاذ القرار في اللحظات الحاسمة. ينظر إلى لبنان جغرافيّاً من خلال نافذة قصره في زغرتا كما ينظر إلى اليوميّات السياسية من خلال ما يصله عبر القادمين من بيروت يوميّاً في فصل الصيف أو نهاية الأسبوع عند حلول فصل الشتاء. لا يسعى سليمان فرنجية إلى إثبات نفسه ولا يبذل جهداً يُذكر في ذلك.
2- ثقافته السياسية محليّة تبدأ من الخطّ السياسي الذي يتغنّى بالالتزام به عند كلّ إطلالة من دون نقاش أو تبديل، وتنتهي عند حدود دائرته الانتخابية في الشمال، وإن أراد التوسّع يتابع أخبار جيرانه في طرابلس من خلال الزائرين والمحبّين. أمّا ثقافته الدولية فبقيت محدودة نوعاً ما، إذ لم يمتلك فرنجية رغبة في تحصيل هذه الثقافة منذ انخراطه في الشأن العامّ السياسي.
3- سليمان الحفيد كسليمان الجدّ لا يملك رصيداً من العلاقات المتينة والخاصة دولياً. يستند فقط إلى انطباعات إيجابية لبعض الزعماء العرب عنه تُنقل إليه عبر وسطاء أو سفراء. جدّه عُرِف بصداقته لحافظ الأسد دون غيره من الزعماء العرب، وهو يُعرف بصداقته اليوم لبشّار الأسد دون غيره من الحكّام العرب.
إقرأ أيضاً: الحزب: فرنجية أو لا أحد
هل ما يحمله فرنجية من إيجابيّات أربع كفيل بإيصاله إلى سُدّة الرئاسة أم تحجب سلبيّاته الثلاث هذه الإيجابيّات حائلةً دون طموحه الرئاسي؟
لوقت طويل لن تكون هناك إجابة حاسمة لمرشّح دائم للرئاسة اسمه سليمان فرنجية.