نجح النظام الإيراني في خداع الولايات المتحدة وأوروبا منذ الغزو الأميركي للعراق، وأخذ الخداع منحى آخر بوصول الرئيس الأسبق باراك أوباما إلى سدّة حكم البيت الأبيض. ونجح الملالي في ذلك الخداع من خلال عاملين:
– الأوّل هو فرض الأمر الواقع مثل ما حدث في العراق من نشر ميليشيات واختراق للنظام العراقي عبر عملاء قبل الغزو وبعده.
– الثاني هو استخدام إيران لمجموعة من “البلهاء”، كما يصفهم الكاتب الإيراني أمير طاهري، شكّلوا لوبي إيرانياً في واشنطن استفاد من “سذاجة” أوباما الذي اعتقد أنّه يفهم العالم والمنطقة، وتحديداً إيران. ولذا تعاملت الولايات المتحدة وأوروبا مع النظام الإيراني بسذاجة تامّة، بل بجهل للداخل الإيراني.
ومن أجل ذلك حاول أوباما التواصل مع المرشد الأعلى وإيران على الرغم من اندلاع الثورة الخضراء هناك، ثمّ حاول الرئيس بايدن الهرولة لإحياء الاتفاق النووي مجدّداً، فجوبه بالاحتجاجات التي يصفها الآن الرئيس الفرنسي بـ”بالثورة”.
حتى الآن يعيش الرئيس بايدن وإدارته ومخابراته في حيرة حقيقية حيال التعامل مع إيران التي تنكّل بمواطنيها من النساء والأطفال والشباب
يقول لنا كلّ ذلك إنّ واشنطن، ومن خلفها أوروبا، تجهل الداخل الإيراني جهلاً حقيقياً، كما أوضح أمير طاهري حين لفت إلى أنّه “على مدى سنوات كانت طهران، من خلال جماعات الضغط التابعة لها والبلهاء المفيدين لها في واشنطن، تروّج لفكرة أنّ خامنئي أصدر فتوى تحظر إنتاج الأسلحة النووية بموجب الشريعة الإسلامية”، مضيفاً في مقاله الأخير في جريدة “الشرق الأوسط” أنّ “من المؤكّد أن لا أحد اطّلع على الفتوى المزعومة إلا أوباما الذي ادّعى أنّ لديه بعض المعرفة بها. لكن إذا كانت هناك فتوى ولا يعتزم الملالي صنع قنبلة نووية، فإذاً لماذا يحتاجون إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60 في المئة؟”.
تأكيداً على ذلك الجهل الأميركي-الغربي، نرى الآن أوباما يبدي الندم على تفويت فرصة الضغط على إيران إبّان الثورة الخضراء. وفي فيديو ظهر الرئيس الأسبق بيل كلينتون يدعم الإيرانيين ضدّ نظامهم.
حتى الآن يعيش الرئيس بايدن وإدارته ومخابراته في حيرة حقيقية حيال التعامل مع إيران التي تنكّل بمواطنيها من النساء والأطفال والشباب، وإزاء الجنون الإيراني الذي يكاد أن ينفجر خارجياً.
إنّ الخديعة الإيرانية للولايات المتحدة وأوروبا سببها تهوّر الرئيس جورج بوش الابن عندما غزا العراق وسلّمه لإيران على طبق من فضّة، كما قال الأمير الراحل سعود الفيصل حينذاك.
نجحت الخديعة أيضاً بسبب تواطؤ الديمقراطيين، وخصوصاً في أثناء ولايتَيْ أوباما، وفي ولايته الثالثة من خلال الرئيس بايدن. وما ساعد الديمقراطيين على ذلك هي سذاجة أوباما وجيش “البلهاء” من الأكاديميين والباحثين والصحافيين في واشنطن.
ولأنّ الشيء بالشيء يُذكر فقد سمعت من مطّلع دوليّ تقييماً مهمّاً نقله عن شخصية داخل إيران، وفحواه أنَّ “20 في المئة من مناصري نظام الملالي في إيران هم أيديولوجيون حمقى، و80 في المئة منهم دجّالون يبحثون عن مصالحهم الشخصية”.
إقرأ أيضاً: واشنطن وموسكو.. واللقاء السرّيّ
وعليه يمكن أن نقول إنّ خديعة الملالي نجحت مطوّلاً عبر “سذّج” و”بلهاء” و”حمقى” و”دجّالين”، وكذلك من خلال إرهابيّي إيران في المنطقة من الميليشيات والأبواق، ولم يكشف تلك الخديعة ويتصدَّ لها إلا الشعوب الإيرانية، ولذلك هي ثورة حقيقية.
لمتابعة الكاتب على تويتر: tariqalhomayed@