إلى الأمين العامّ لحزب الله، أحد رجال “السلام” الآن، وأوّل “ممانع ومقاوم” مطبِّع، تجارياً، وهذا هو التطبيع بعينه، وهو أهمّ من الاتفاق السياسي، الذي لا يرقى إلى أن يكون تطبيعاً. باركت السلام مع إسرائيل، واعترفت بها، وستحمي حدودها البحرية بـ”سلاح المقاومة” المزعومة.
يتطلّب كلّ ذلك طرح أسئلة، جلّها يدور في فكر اللبنانيين، وكذلك أبناء المنطقة الذين صدّعت رؤوسهم بحديثك عن “المقاومة والممانعة” وتحرير القدس، ومعادلة أنّ “السلاح” خارج نطاق الدولة هو لحماية الحدود من إسرائيل.
اليوم أنت شريك لإسرائيل، وحامي حدودها، وعليه فإنّ الأسئلة هي كالتالي:
– هل تقرّ بأنّ “سلاح المقاومة” يجب أن يعود للدولة بعدما انتفت موجباته لأنّ الكيان الإسرائيلي لم يعُد عدوّاً لكم بل شريكاً تجاريّاً؟
ثق أنّ الأسئلة أعلاه هي ما يدور في خلد اللبنانيين، وربّما لا يجرؤ بعضهم على طرحها، لكن إن غاب اللبنانيون حضر محبّوهم. وهذه رسالة لكم نيابة عن اللبنانيين ومحبّي لبنان
– هل تخرج معتذراً إلى كلّ من اتّهمتهم بالعمالة لإسرائيل، من اللبنانيين وغيرهم؟
– هل تعترف أنّ “المال الطاهر” لم يستطع الصمود، والآن وافقت على الشراكة مع إسرائيل لاستخراج الغاز، وبالتالي فإمّا أنّكم أمام مال غير طاهر، أو سيتطهّر بطريقتكم الإعلامية الخاصّة؟
– هل يمكن أن تقول للّبنانيين، ودعك منّا لأنّنا نعرفك جيّداً، لماذا من الأسهل عليكم مباركة اتفاق مع إسرائيل بينما من الصعب الاتفاق على رئيس جمهورية، أو رئيس وزراء، أو حتى تشكيل الحكومة اللبنانية؟
– هل يمكن أن تشرح لنا كيف من السهل عليكم مباركة الاتفاق الحدودي البحري “التجاري” مع إسرائيل، ورضيتم أن تتقاسموا معها لقمة العيش بينما ترفضون تماماً التعاون لإكمال تحقيقات المرفأ، التي أودت بحياة لبنانيين أبرياء؟
– هل يمكن أن تعترف الآن، وأنت مَن روّج وحاول تبرير “السلاح” بحجّة محاربة إسرائيل، وأنت شريكهم الآن تجاريّاً، بأنّك أوّل من سدّد ضربة لكلّ الشعارات الزائفة حول تحرير القدس، ومشروع إزالة إسرائيل من الخارطة؟
– هل يمكن أن تشرح لنا كيف باركت لكم طهران، وأنت من فاخرت بأنّك تتبع الوليّ الفقيه وأمره، وكيف أيّدتكم؟ وما هي الحجّة الشرعيّة التي اعتمدتم عليها لتسهيل الشراكة التجارية مع إسرائيل؟
– والآن يا سيّد حسن سؤال الأسئلة: هل تعتبر مداخيل الغاز المتوقّعة، التي ستشاركون فيها إسرائيل، مصدر دخلكم وتمويلكم، وبالتأكيد لديكم طرقكم غير الشرعيّة لتحقيق ذلك؟ هل تكون من مصادر تسليحكم؟ ولمواجهة مَن، وأنتم باركتم الاتفاق اللبناني الإسرائيلي؟
– وما دمتم أوّل ميليشيا تعترف بإسرائيل، وتحقّق سلاماً تجاريّاً معها، هل تُقنعون “حماس” و”الجهاد” و”عصائب أهل الحقّ” و”الحشد الشعبي” بالسير على خطاكم، وتمعنون في إلغاء مفهوم الدولة، إذ بات لدينا سلام ميليشيات الآن بحكم أنّك من يملك قرار لبنان، وبالسلاح؟
– السؤال الأخير هنا، وبعد اعترافكم بإسرائيل، من خلال مباركة الاتفاق البحري: هل تكون الأراضي السورية ساحة معركة الابتزاز المقبلة لتدعيم موقفكم؟ أم لن تشعلوا المعارك هناك، وستستغلّون مداخيل الغاز اللبناني لدعم مجرم دمشق؟
إقرأ أيضاً: روق يا سيّد
ثق أنّ الأسئلة أعلاه هي ما يدور في خلد اللبنانيين، وربّما لا يجرؤ بعضهم على طرحها، لكن إن غاب اللبنانيون حضر محبّوهم. وهذه رسالة لكم نيابة عن اللبنانيين ومحبّي لبنان.
على أمل سماع الأجوبة.