هذه المقاعد التي ستشهد منافسة اليوم

مدة القراءة 5 د

حلّ موعد الاستحقاق النيابي ضارباً عرض الحائط بكلّ التكهّنات بإمكانية تأجيل فتح صناديق الاقتراع، ليعيد تركيب توازنات المجلس النيابي من جديد في ضوء النتائج التي سيفرزها اليوم الطويل، والتي ستتأثّر بأكثر من عامل، أبرزها:

أولاً، نسبة مشاركة المقترعين بشكل عامّ، خصوصاً أنّ كلّ التقديرات تشير إلى أنّ ارتفاعها سيكون لمصلحة الوجوه الجديدة التي تطلق على نفسها اسم “القوى التغييرية” أو “الثورية”.

ثانياً، نسبة مشاركة أبناء الطائفة السنّيّة المتأرجحين بين محاولات رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لدفعهم إلى صناديق الاقتراع، وبين اعتكاف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري وتشجيعه، ولو صامتاً، على المقاطعة من باب تثبيت مكانته على الساحة اللبنانية، من خلال إبراز صورة غيابه المعبّرة في صناديق الاقتراع.

ثالثاً، نسبة مشاركة غير المقيمين التي إن لم تسجّل أرقاماً كبيرة من حيث النسبة المئوية، لكنّها رفعت بالنتيجة عدد المقترعين في كلّ الدوائر الانتخابية على نحو معبّر من شأنه أن يؤثّر على النتائج، ولا سيّما في تلك التي تشهد معارك حامية على الكسر الأعلى.

يشهد هذا الاستحقاق بعض المعارك التي لا تشبه غيرها لأنّها تتّسم بأهميّة بالغة وذات دلالات سياسية، منها مثلاً معركة جبران باسيل، ومعركة وئام وهاب، ومعركة أنطوان حبشي، ومعركة الثنائي الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة

مع ذلك، يشهد هذا الاستحقاق بعض المعارك التي لا تشبه غيرها لأنّها تتّسم بأهميّة بالغة وذات دلالات سياسية، منها مثلاً معركة جبران باسيل، ومعركة وئام وهاب، ومعركة أنطوان حبشي، ومعركة الثنائي الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة، لأنّ نتائج هذه المعارك لها رمزيّتها الخاصّة، فيما تشير بعض مراكز الاستطلاع إلى أنّ بين 15 إلى 20 مقعداً ستشهد منافسة جدّيّة، في حين المقاعد الأخرى شبه محسومة.

في جولة أخيرة على الدوائر الانتخابية، يمكن تسجيل الملاحظات الآتية:

– في دائرة بيروت الأولى، تبدو المنافسة محصورة على مقعد الأقلّيّات وأحد المقاعد الأرمنيّة الأرثوذكسية.

– في دائرة بيروت الثانية التي تتنافس عليها عشر لوائح، تتجّه المنافسة إلى أكثر من مقعد سنّيّ، خصوصاً أنّ نسبة مشاركة أبناء هذه الطائفة لا تزال غير محسومة، والمقعد الأرثوذكسي ليس محسوماً.

– في دائرة المتن لا تزال المنافسة على أحد المقاعد المارونية، خصوصاً أنّ أيّاً من اللوائح المتنافسة لم تثبت أيّ تقدّم جدّيّ في جذب الرأي العام، فيما يبدو أنّ جاد غصن (مرشّح “مواطنون ومواطنات”) مؤهّل لتحقيق رقم نوعيّ.

– في دائرة بعبدا لا يزال أحد المقاعد المارونية موضع تجاذب، والأرجح أن يكون من نصيب إحدى اللوائح الثورية، وهو أقرب إلى لائحة “بعبدا تنتفض” التي بيّنت حضوراً شعبياً في الأوساط المسيحية (نعيم عون وخليل الحلو وجان أبي يونس)، وتمكّنت من تحقيق خرق في البيئة الشيعية (مرشّحها رمزي كنج)، إلى جانب الحاضنة الدرزية بفعل تأييد عدد من الفاعليّات الدرزية.

نسبة مشاركة المقترعين بشكل عامّ، خصوصاً أنّ كلّ التقديرات تشير إلى أنّ ارتفاعها سيكون لمصلحة الوجوه الجديدة التي تطلق على نفسها اسم “القوى التغييرية” أو “الثورية”

 

– في دائرة كسروان-جبيل لا تزال الضبابيّة تسود آخر المقاعد الكسروانية، مع العلم أنّ أسهم ندى البستاني انخفضت في الأيّام الأخيرة.

– في دائرة الشوف-عاليه يبدو أنّ اللائحة التغييرية تواصل تقدُّمها، وقد تسجّل خرقاً في أحد المقاعد المارونية أو الأرثوذكسية التي لا تزال فلتانة، مع العلم أنّه خلال الساعات الأخيرة تردّد أنّ أصوات حركة أمل ستقترع للائحة تحالف التيار الوطني الحر- طلال أرسلان- وئام وهاب، وهذا ما يؤكّد قرار الثنائي الشيعي تطويق وليد جنبلاط في عقر داره ونزع المقعد الدرزي الثاني في الشوف.

– في دائرة عكار، ثمّة منافسة محمومة على المقعد الأرثوذكسي الثاني، خصوصاً أنّ من المستبعد أن تستعيده القوات.

– في طرابلس-المنية-الضنّية لا يزال أكثر من مقعد سنّيّ قيد المنافسة الجدّيّة، خصوصاً أنّ ماكينة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لم تتحرّك بكامل قوّتها، ولا يبدو أنّها بصدد خوض معركة لتحصين المقاعد السنّيّة.

– في دائرة زغرتا-بشرّي-البترون- الكورة لا تزال الأنظار موجّهة إلى مقعدين أرثوذكسيَّين في الكورة، خصوصاً أنّ خلطة أصوات المغتربين لم تُفرَز بعد لتبيّن من هو صاحب الحظّ في رفع حواصله.

– في دائرة زحلة، لا يزال مقعد سنّيّ قيد المنافسة، مع العلم أنّ حصّة القوات في هذه الدائرة انخفضت إلى حاصل واحد، فيما يبدو أنّ لائحة مريام سكاف لم تعد بعيدة عن الحاصل.

– في دائرة البقاع الغربي يبدو تحالف حسن مراد-حزب الله-التيار الوطني الحر- إيلي الفرزلي الأكثر سيطرة، وقد يفوز بأربعة مقاعد مقابل مقعدين لتحالف محمد القرعاوي ووائل أبو فاعور.

– في دائرة بعلبك-الهرمل العين على أنطوان حبشي ومدى قدرته على رفع نسبة الصوت السنّيّ المقترع ليحافظ على مقعده الماروني.

إقرأ أيضاً: انتخابات نهاية العهد “تُشتّي” دولارات

– في دائرة صيدا-جزّين، وحده المقعد الكاثوليكي قد يكون موضع منافسة جدّيّة، وسيشهد “التيار الوطني الحر” حرباً شرسة بين زياد أسود وأمل أبو زيد.

– في دائرة صور-الزهراني قد لا يكون هناك أيّ منافسة جدّيّة للائحة الثنائي الشيعي. وقد تدخل كتاب الأرقام القياسية لنتيجتها: 7-0.

– في دائرة النبطية-بنت جبيل- مرجعيون- حاصبيا، قد يُسجَّل للمرّة الأولى خرق في لائحة الثنائي الشيعي، ولا سيّما في أحد المقاعد غير الشيعية، مع العلم أنّ الحاصل الانتخابي مرشّح ليتخطّى 20 ألف صوت.

مواضيع ذات صلة

هل يستبدِل برّي حليفه فرنجيّة بأزعور؟

يدور الاستحقاق الرئاسي في حلقة مُفرغة، أحد أبرز عناصر كَسرِها التوصّل داخلياً إلى تسوية تَمنع الثنائي الشيعي من أن يكون في جلسة التاسع من كانون…

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…