رحل وفيق سنّو.. غاب البروفيسور.
نخلة جديدة من نخيل بيروت، تحفر أسفل جذعها منتقلة إلى تحت التراب، وقد حانت عندها ساعة المغيب.
كلّ البيارتة ينادونه “البروفيسور”، وزملاؤه الأطباء يقولون عنه إنّه يستحقّ أرفع الألقاب وأرقى الأوصاف.
أحبّ بيروت ومؤسّساتها، وكان عضواً في جمعية المقاصد ومؤسسات دار الأيتام الإسلامية.
لاقى الدكتور سنّو تقديراً كبيراً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يستقبله ومعه زميله في الاتحاد الدكتور باسم يموت، قائلاً: “أهلا بالبروفيسور”. وكان ينصت باهتمام إلى رأيه ومشورته
آمن بقوّة روح العائلة البيروتية وفعّاليّتها، ورأس جمعية آل سنّو جاعلاً إيّاها مؤسسة تشكّل الضمانة لهذه العائلة الكريمة، ثمّ عند تأسيس اتحاد جمعيات العائلات البيروتية نظر المؤسّسون بعضهم إلى البعض الآخر، ثمّ نظروا جميعهم إلى وفيق سنّو، فكان أوّل رئيس للاتحاد. كيف لا وهو الأعلى رتبة علمية، والأكبر سنّاً، والأكثر ودّاً، وفوق كلّ ذلك الأكثر مودّة وحبّاً للناس.
يروي الدكتور فوزي زيدان، رفيقه في الاتحاد، قصّة عنه، فيقول: “كنتُ في السنة الجامعية الأولى أدرس الطب. فقصدتُ عيادته التي تقع في الشارع الذي يواجه مبنى “ستاركو” برفقة والدي. دخلنا العيادة وكانت مزدحمة. خرج الدكتور سنّو وطلب منّا الدخول فوراً، وبعد معاينتي رفض أن ندفع بدل المعاينة ناظراً إليّ قائلاً: “أنت زميلي في المستقبل، كيف آخذ منك معاينة؟”. يضيف الدكتور زيدان: “أصبحتُ زميله في الطب، زميله في اتحاد العائلات البيروتية، وزميله في عشق بيروت”.
استحق البروفيسور وفيق سنّو الكثير من الأوسمة. نال وسام الأرز الوطني برتبة ضابط أكبر، وسام الأرز الوطني برتبة فارس، وسام الصحة ووسام الاستحقاق الفرنسي من رتبة ضابط، وشكراً خاصّاً من ملكة بريطانيا: إليزابيث.
لاقى الدكتور سنّو تقديراً كبيراً من الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي كان يستقبله ومعه زميله في الاتحاد الدكتور باسم يموت، قائلاً: “أهلا بالبروفيسور”. وكان ينصت باهتمام إلى رأيه ومشورته.
إقرأ أيضاً: عماد عيتاني.. قصّة نجاح بيروتيّة
رحل البروفيسور وفيق سنّو المولود في بيروت عام 1930 في منطقة حوض الولاية، التي حفظ شوارعها وهو ينتقل من منزله إلى الجميزة مشياً على الأقدام للدراسة في معهد الفرير، ثمّ انتقل بعد وفاة والده مصباح سنّو، أحد تجّار بيروت، إلى مقاصد صيدا لإكمال دراسته، قبل أن يسافر إلى فرنسا ملتحقاً بكلية الطب والصيدلة في “ليون” التي تخرّج منها طبيباً بتقدير مشرّف جدّاً بعمر 27 عاماً.
تودّع بيروت البروفيسور وفيق سنّو في لحظة البحث القلق عن رجالات وشخصيات علميّة بيروتية تضيء لها الطريق.