تكوّنت غريزة التضليل لدى الحيوانات منذ أن بدأت العيون تترصّدها وتتعقّبها. والإنسان في تقليده للحيوانات ذهب بعيداً في ابتداع أنواع التضليل واستخدامها، فعمد إلى تلوين كلّ الأشياء من الملابس إلى الدبّابات.
من أحدث فنون التضليل استخدام تقنيّة الضوء فوق البنفسجي لتحديد موقع مصدر الحرارة التي يطلقها جسم آخر يعتمد التضليل المعاكس.
أثبت العلم أنّ الحيوانات تتواصل فيما بينها. فالنمل مثلاً قادر على تحديد موقع الطعام والمسافة إليه.والدلافين تُصدر أصواتاً مختلفة أشبه ما تكون بالأسماء.
اما الحيوانات التي تعيش في موقع معيّن فتتواصل في ما بينها بأصوات تختلف عن الأصوات التي تصدرها حيوانات مماثلة تعيش في مواقع مختلفة. وهي ظاهرة حملت الباحثين على الاعتقاد بوجود لهجات مختلفة لحيوانات من فصيلة واحدة، لوجودها في مواقع متباعدة.
أثبت العلم أنّ الحيوانات تتواصل فيما بينها. فالنمل مثلاً قادر على تحديد موقع الطعام والمسافة إليه.والدلافين تُصدر أصواتاً مختلفة أشبه ما تكون بالأسماء
طبعاً هناك اختلافات كثيرة بين اللغة والتواصل. وهذا حال الإنسان أيضاً. فهناك اعتقاد بأنّ الكلمات تعبّر عن سبعة في المئة فقط من المعاني. أمّا المعاني الباقية فيُعبَّر عنها بما يُعرَف بلغة الجسد ونغمة الصوت.
في غابات الأمازون فإنّ لغة البيراها التي تنطق بها إحدى القبائل الأمازونية الكبيرة، لا تعرف فعل “المستقبل”. ولا تتحدّث بأيّ شكل عن الغد القريب أو البعيد. كلّ الأفعال عن الحاضر. وكأنّ الوقت غير موجود في ثقافتها البدائية. وهذا يعني أنّها تعيش ليومها، وأنّ آليّة التضليل التي طوّرتها تتماهى مع هذه الثقافة البدائية.
لغة الغوريلا
سهر أحد الباحثين في الولايات المتحدة على تربية حيوان الغوريلا وتعليمه، حتى أصبح يتقن معاني لغة الإشارة، ويستخدمها لطلب الطعام أو الماء أو للتواصل مع مَن حوله. وأطلق عليه اسم كوكو.
وكان لدى الباحث الأميركي الذي يُدعى بيني باترسون قطّة تآلفت مع الغوريلا. ولمّا ماتت القطّة كتب الغوريلا عبارات عبّر فيها عن حزنه وقال فيها: “القطّة، بكاء، أسف، كوكو يحبّ”.
أجنحة السمك وسمومها
تغطّي المياه حوالي 70 في المئة من مساحة الكرة الأرضية. والأسماك التي تعيش في هذه المياه تشكل نحو 30 ألف نوع. بعضها يعيش في المياه القطبية متحمّلاً حرارة ما دون الصفر، وبعضها الآخر يتحمّل حرارة تزيد على 34 درجة مئوية. وهناك أنواع من الأسماك الطيّارة التي كوّنت أجنحة تسبح من خلالها أو تقفز بواسطتها إلى مواقع آمنة أو إلى مواقع يتوافر فيها الغذاء الذي تبحث عنه، أو حتى للهرب من حيوان مفترس يهاجمها. وهناك أنواع من الأسماك تتمتّع بسلاح سامّ تنفثه في وجه مفترِساتها فتصيبها بالشلل.
بعض هذه الأسماك قادر على تغيير لونه ليبدو وكأنّه جزء من الطبيعة الصخرية التي يعيش فيها فيصبح اكتشافه لافتراسه أمراً صعباً أو حتى مستحيلاً. وبعضها الآخر يغيّر لونه جذباً لأنثى وإغراءً لها.
ومن الأسماك ما يتمتّع بقدرة على إنتاج الضوء في أعماق البحار لمطاردة فريسته. أمّا عن الأشكال والألوان فحدّث ولا حرج.
غير أنّ السؤال الذي يطرحه العلماء هو: هل تتمتّع الأسماك بالمشاعر؟ هل لها أحاسيس؟ هل تفكّر؟
أسلحة السمك
بعد دراسة سلوك الأسماك وتصرّفاتها، جاء الجواب بالإيجاب. فقد تبيّن للعلماء أنّ الأسماك تستخدم الآلة. وهي لو لم تكن تفكّر لَما استخدمتها. والآلة المقصودة هنا هي حجر صغير تلتقطه السمكة لتكسر به صدفة بحريّة، ثمّ تلتهم ما فيها. ومعروف أنّ أسماكاً معيّنة قادرة على الحفر في التربة البحريّة لصناعة مخبأ لها أو مأوى عندما ترى حيواناً بحريّاً آخر يسعى وراء ابتلاعها.
أكثر من ذلك، فقد تبيّن للعلماء أنّ للأسماك مشاعر. فهي تحسّ بالألم كأيّ حيوان آخر. فالأسماك المزركشة كتلك التي تبدو مثل الحمار الوحشي، عندما توضع في حوض ماء صغير أو ضيّق، ترتفع حرارتها، إعراباً عن شعورها بالضيق والانزعاج والقلق.
إقرأ أيضاً: ابنة ديك تشيني… تخلّص العالم من ترامب؟
يعتمد رجال الأمن على هذه الظاهرة في الإنسان للتحقيق مع المتّهمين الذين يتكتّمون على ما لديهم من معلومات، فيسجنونهم في غرف صغيرة ضيّقة جدّاً ومظلمة جدّاً، حتى يشعروا بالضيق وترتفع حرارة أجسامهم فيُضطرّوا إلى الاعتراف.
لذلك يُقال عن الإنسان إنّه “حيوان ناطق”.