من أجل فهم لقاء جنبلاط – حزب الله، يجب السؤال عمّا أراده الحزب منه وفي هذا الظرف بالذات. فبمقدار ما يؤكّد اللقاء عمق الفهم الجنبلاطي لطبيعة الوضع الجديد في لبنان في ضوء تطوّرات المنطقة، فهو يؤكّد في المقابل استراتيجية الحزب للتعامل مع المرحلة المقبلة في ضوء تلك التطوّرات. فالحزب يلعب لعبة مزدوجة، من ناحية هو يظهر استعداداً للتهدئة والانفتاح على خصومه، ومن ناحية ثانية فهو يوجّه رسالة “مشفّرة” إلى الداخل والخارج باعتبار أنّ استقبال جنبلاط لوفده يعبّر عن استسلام جنبلاطيّ أمام نفوذ الحزب المتنامي في لبنان. وبهذا المعنى فإنّ لقاء كليمنصو يمكن اعتباره رسالة تحذير من الحزب إلى خصومه مفادها: إمّا تتحلّون بالواقعية السياسية على غرار جنبلاط، وإمّا ستكونون عرضة لضغط الحزب وبالوسائل كلّها. وفي المحصّلة فإنّ اللقاء انطوى على رسالتين: الأولى تطمينيّة، والثانية ترهيبيّة، وهذه خطورته!
للمزيد من التفاصيل: إضغط هنا