باسيل: أنا وفرنجيّة وعون خارج السباق الرئاسيّ!

مدة القراءة 5 د

أخرَجَ النائب جبران باسيل نفسه، تقريباً بشكل نهائي، من حلبة الترشيحات لرئاسة الجمهورية، لكنّه أخرَج معه كلّاً من رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزف عون مُلقياً الحظر “الباسيليّ” على وصولهما إلى قصر بعبدا. 

في المقابل حدّد باسيل المسار لاختيار رئيس الجمهورية الجديد: “تجيير” التمثيل الشعبي لكلّ من باسيل وفرنجية وسمير جعجع إلى المرشّح الذي سيخلف ميشال عون. أي أن يتوافق “الأقوياء” من المسيحيين، على مرشّح يوصلونه إلى كرسي قصر بعبدا بـ”عضلاتهم” الشعبية، طالما أنّ هؤلاء الأقوياء لا يستطيعون الوصول إلى هذه الكرسي، لكلّ الأسباب المعروفة، بدءاً من خلافاتهم بين بعضهم البعض، وصولاً إلى صعوبة وصولهم، منهم لأسباب شعبية، وآخرون لانحيازهم الكامل، وغيرهم لعدم حيازته التمثيل المسيحي الكافي…

بالنسبة إلى خيارَيْ فرنجية وقائد الجيش فقد “شَطَبَ” باسيل الاسمين من لائحة الترشيحات الرئاسية، مسلّماً بأنّه تفوّق على جعجع بمعيار التمثيل

بين حركة فرنجية الناشطة و”فكرة” باسيل وفرفكة العديد من المرشّحين للرئاسة أياديهم بانتظار كلمة السرّ لا يزال الاستحقاق الرئاسي أسير التخبّط الداخلي وانتظار الحسم الخارجي في ملفّات حسّاسة، على رأسها ترسيم الحدود البحرية ومصير الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وتحديد “هويّة” مرحلة ما بعد ميشال عون في ضوء التقاربات الإقليمية و”عصف” الصراعات الدولية.

كَشَف باسيل للمرّة الأولى، في حديث إلى محطة “المنار” التابعة لحزب الله، بعض خطوط مواقفه من انتخابات رئاسة الجمهورية، طارحاً نفسه “صانعَ رئيس” وناخباً أوّل بعد استبعاد اسمه من السباق الرئاسي “لأنّي مش محمّس ومش مقتنع لسببين. الأول ما شايف البلد ولا شايف حالي بـ mood أعمل معركة تعطيل نصاب وتأمين أصوات لفوزي وحشر حلفائي. الموضوع لا يتعلّق بإذا عندي حظوظ بالفوز أو لا، لأن كلّ مرشّح يصنع حظوظه. والسبب الثاني أنّ ميشال عون وما خلّوه، أنا أكيد ما رح يخلّوني إشتغل أيضاً. وحابب فعلاً أعرف مين يلّي رح يخلّوه يشتغل”.

ونفى باسيل أن يكون للعقوبات الأميركية أيّ تأثير على قراره الرئاسي، مؤكّداً: “لنا كلمتنا الأساسية في الاستحقاق ولن نقبل تخطّينا بما نمثّل إطلاقاً”.

شطب فرنجية وجوزف عون

أمّا بالنسبة إلى خيارَيْ فرنجية وقائد الجيش فقد “شَطَبَ” باسيل الاسمين من لائحة الترشيحات الرئاسية، مسلّماً بأنّه تفوّق على جعجع بمعيار التمثيل “كوننا التكتّل النيابي الأكبر والكتلة الحزبية الكبرى. أنا الأوّل لكن هذا لا يلغي حقّ الثاني، وهذا ما كرّسناه من خلال اقتراح قانون تعديل الدستور (انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب على مرحلتين)”. 

في ما يخصّ رئيس تيار المردة، وعلى الرغم من التوافق في الملفّات الاستراتيجية، لا يرى باسيل “سبباً لازماً لكي أؤيّده بسبب الاختلافات في الموضوع الداخلي، وهي ليست بسيطة، خصوصاً نظرتنا الى الدولة. لقد وضعنا معيار التمثيل، وهناك معايير أخرى ننظر إليها. ما عم بقدر لاقي سبب أقنع حالي وأقنع التيار وجمهورنا بها. لازم نروح على فئة معيّنة من الذين يمثّلون تمثيلاً وازناً، بس ما فينا نروح عند يلّي عندو نائب واحد أو ولا أيّ نائب”.

يرى مطّلعون أنّ باسيل يواجه معضلة محاولة فرنجية فرض نفسه مرشّحاً للرئاسة، منتظراً دعم حزب الله، ورفضه لفكرة “التجيير” إلا من زاوية تجيير التيار رصيده في التمثيل النيابي والمسيحي لضمان فوز فرنجية

على مستوى قائد الجيش لمّح إلى وجود خلاف ضمنيّ بين الرجلين، مذكّراً بأنّ جوزف عون كان خيار رئيس الجمهورية، لكنّه رفض فكرة “نكون محكومين بواقع أنّ كلّ من يصل إلى قيادة الجيش يصير همّه الرئاسة وليس المؤسّسة التي يرأسها”.  

وقال باسيل: “نحن الذين كرّسنا بكلفة عالية معادلة الرئيس الذي يمثّل، من الطبيعي ما نرجع لورا، ويصير مين ما كان يعمل رئيس وتصير حاكمية مصرف لبنان وقيادة الجيش ورئاسة مجلس القضاء الأعلى منصّة للرئاسة. لا، المنصّة الوحيدة هي التمثيل (المسيحي)”. 

أضاف: “يكون ذلك إمّا بالتمثيل المباشر الذي كنت أطمح إلى تكريسه دوماً. أو ممكن الواحد يتفق مع فرنجية والقريبين منه بالسياسة على شخص، وممكن الواحد يتفق مع القوات على شخص. همّي الأوّل هو التمثيل. إذا مش حدن منّا لازم ننقل تمثيلنا لشخص آخر! بس ما بيقدر يجي حدن مقطوش أو معزول من هذا التمثيل على الرئاسة. هذا مرفوض بالمطلق”.

استعدّوا للفراغ

يرى خصوم باسيل أنّ “الترجمة الفعلية لكلام باسيل هي الاستعداد لمرحلة الفراغ الرئاسي والسعي إليه من أجل هدفين:

– الاستفادة من مرحلة الفراغ لتقوية حظوظه والتماهي أكثر فأكثر مع حزب الله الذي يُحكم سيطرته على البلد فيربح معه باسيل حين يربح.

– أو ينتظر تدخّلاً دوليّاً لفرض تسوية توفّر لباسيل حجز مقعد على الطاولة، لأنّه لا مكان له خارج هذا السياق في حال انتخاب أيّ رئيس جمهورية”. 

بدا لافتاً في السياق نفسه ابتداع باسيل فكرة “تجيير” الأقطاب المسيحيين تمثيلهم إلى مرشّحين لا تمثيل لهم، لكن يحظون بغطاء مَن لديهم شرعية التمثيل، وهو الأمر الذي أشار إليه صراحة خلال مقابلته التفلزيونية الأخيرة.

إقرأ أيضاً: لماذا استقالت “مفوّضة” باسيل في مصرف لبنان؟

يرى مطّلعون أنّ باسيل يواجه معضلة محاولة فرنجية فرض نفسه مرشّحاً للرئاسة، منتظراً دعم حزب الله، ورفضه لفكرة “التجيير” إلا من زاوية تجيير التيار الوطني الحر رصيده في التمثيل النيابي والمسيحي لضمان فوز فرنجية برئاسة الجمهورية وليس أيّ مرشّح آخر.

لكنّ لسان حال الباسيليّين: “التغيير الحقيقي ليس في الانتخابات النيابية ولا الحكومة ولا رئاسة الجمهورية، بل طاولة حوار لإعداد نظام سياسي جديد، وإلّا فلا حلّ”. 

مواضيع ذات صلة

مشاورات “الأعياد”: لا 65 صوتاً لأيّ مرشّح بعد!

تَجزم مصادر نيابية لموقع “أساس” بأنّ المشاورات الرئاسية في شأن جلسة التاسع من كانون الثاني قد تخفّ وتيرتها خلال فترة الأعياد، لكنّها لن تتوقّف، وقد…

السّيناريو البديل عن الانتخاب: تطيير الجلسة تحضيراً لرئاسة ترامب!

في حين يترقّب الجميع جلسة التاسع من كانون الثاني، يحتلّ عنوانان أساسيّان المشهد السياسي: من هو الرئيس المقبل؟ وهل يحتاج موظّفو الفئة الأولى، كقائد الجيش…

1701 “بضاعة” منتهية الصّلاحيّة؟

لا شكّ أنّ ما يراه المسؤولون الإسرائيليون “فرصة لا تتكرّر إلّا كلّ مئة عام” في سوريا تتيح، بعد سقوط نظام بشار الأسد، اقتطاع منطقة من…

الثنائي وترشيح عون: سوياً ضده… أو معه

كعادته، وعلى طريقته، خلط وليد جنبلاط الأوراق عبر رمي قنبلة ترشيحه قائد الجيش العماد جوزف عون لرئاسة الجمهورية، ليحرّك مياه الرئاسة الراكدة. قبيل عودته إلى…