في جبيل: سيمون أو وليد؟

مدة القراءة 7 د

سبع لوائح في كسروان-جبيل كَسَرت الرقم القياسي الذي سجّلته “قلعة الموارنة” مقارنة بكلّ الاستحقاقات النيابية السابقة، وأضفت المزيد من الغموض على النتائج المتوقّعة في 15 أيار.

يمكن في سياق معركة كسروان-جبيل رَصد وقائع ستكون لها ارتدادات مباشرة على النتائج:

1 – لم يعد شامل روكز يُشكّل عنوان “معركة” للقصر الجمهوري في كسروان. الرجل متروكٌ لقدره بعدما ضغط ميشال عون عام 2018 كي يخرج من المعركة منتصراً. يومها حورب شامل من أهل البيت على الرغم من “وصيّة” الرئيس عون: “أنا شامل وشامل أنا”. اليوم لا يُتوقّع أن يكون الوضع في أفضل حال. إذ ضاقت الخيارات أمام روكز فوجد نفسه متحالفاً مع فريد هيكل الخازن، خصم العهد، ومُحارَباً مرّة جديدة من جمهور التيار الوطني الحر. وتفيد المعلومات أنّ رئيس أحد الأجهزة الأمنيّة دخل على خطّ دعم لائحة التيار في كسروان داعياً إلى التصويت لخيارات متعدّدة داخل اللائحة أو خارجها… باستثناء شامل! بالنتيجة مقعد ميشال عون النيابي منذ عام 2005 الذي “ورثه” شامل سيخرج على الأرجح من يد التيّار إلى ملعب أحد الأخصام.

سبع لوائح في كسروان-جبيل كَسَرت الرقم القياسي الذي سجّلته “قلعة الموارنة” مقارنة بكلّ الاستحقاقات النيابية السابقة، وأضفت المزيد من الغموض على النتائج المتوقّعة في 15 أيار

2 – يجزم كثيرون أنّ الضغط الذي مارسه فارس سعيد على منصور البون كي لا ينضمّ إلى لائحة فريد هيكل الخازن عرّض البون لخسارة محتّمة مع احتمال ولو بنسبة أقل أيضاً خسارة فريد هيكل الخازن لمقعده النيابي. وهكذا قدّم فارس سعيد على طبق من فضّة إلى كلّ من القوات والتيار الوطني الحر مقعداً أو مقعدين، بينما كان التحالف الثلاثي بين فريد ومنصور وفارس سيوفّر للّائحة حاصلاً فاصلة ثمانية تقريباً، وهو ما كان سيتيح فوز اللائحة بمقعدين للخازن والبون. وعليه يكون سعيد قد قرّر التضحية بالبون لخوض معركة شعارها “لِحِق وتروّب البحر لحّق على لبن”! وهو ما معناه استحالة خروج منصور البون بمقعد نيابي انطلاقاً من لائحة خاسرة بعيدة بأشواط عن الحاصل على الرغم من المؤازرة الماليّة لها من أنطون الصحناوي. أمّا “نيابة” فارس سعيد فإلى 2026 .. وهي “غير مضمونة” طبعاً.

3 – لوحظ وجود نشاط انتخابي لمؤيّدي بهاء الحريري الذي افتتح منذ أشهر مكتباً انتخابياً في جونية، تبيّن لاحقاً أنّ مرشّحه في الدائرة سليم الهاني قد قدّم استقالته من حركة “سوا”. وقد لعب فارس سعيد دوراً في توتير علاقته مع بهاء الحريري، خصوصاً بعد انضمامه إلى لائحة فريد هيكل الخازن ورفضه الالتحاق بلائحة فارس سعيد. وسليم الهاني هو نجل سمير الهاني أحد المقرّبين من عمّ فريد الخازن النائب السابق رشيد الخازن، وقد قاوم ضغوط سعيد للانضمام إلى لائحته مفضّلاً الخازن لأسباب شخصيّة.

4 – يتناقل أهالي كسروان مقولة طريفة مفادها أنّ القوات تخوض معركة جونية بأموال نعمة افرام، إذ ضمّت معراب إلى لائحتها في كسروان-جبيل شادي فياض شقيق فادي فياض. والرجلان تربطهما علاقة بيزنس مع افرام (إدارة شركاته، وتنظيم مهرجانات جونية والحفلات الضخمة والأعراس ومهرجان الألعاب النارية…). وبأموال هذا البيزنس يتمّ شراء أصوات في حارة صخر، ملعب نعمة افرام الانتخابي ومسقط رأس فياض، لدعم لائحة القوات من “كيس” افرام.

سيمون أو وليد؟

تفاصيل في زواريب اللعبة الانتخابية في كسروان-جبيل لا تحجب استحقاقاً مفصليّاً يواجهه التيار الوطني الحر وعنوانه “سيمون أو وليد”ّ؟!

تفيد آخر المعطيات بأنّ النائب جبران باسيل أوكل إلى مستشاره طارق صادق (مرشّحه السابق في انتخابات جبيل) إنجاح المرشّح وليد الخوري في جبيل بأيّ ثمن. وهو نجاح قد يأتي على حساب نائب التيار سيمون أبي رميا. يشبه الأمر ما يحصل في المتن لناحية صدور الأمر الحزبي بـ”تنجيح” النائب إدي معلوف الذي قد يأتي على حساب إبراهيم كنعان.

بناءً على الأرقام والمعطيات يصعب جدّاً حصول التيار الوطني الحر على ثلاثة حواصل في الانتخابات الحالية، بعدما كان “قشّ” عام 2018 أربعة مقاعد بتحالفه مع نعمة افرام وشامل روكز وزياد بارود ومنصور البون. وجميع هؤلاء باتوا اليوم خارج معسكر التحالف مع التيار، فيما أعلن بارود انسحابه من السباق الانتخابي.

فإذا كان فوز وزيرة الطاقة السابقة ندى البستاني مضموناً، إلا أنّ جبيل ستشهد معركة قاسية بالصوت التفضيلي داخل البيت الواحد بين سيمون أبي رميا ووليد الخوري، وهو ما سيؤدّي إلى فوز أحدهما على حساب الآخر.

أمّا المقعد الثالث للائحة التحالف بين التيار والثنائي الشيعي فسيذهب للمرشّح رائد برّو الذي جرى التوافق عليه بين الطرفين، والأهمّ أنّ ترشيحه لا يشكّل استفزازاً لأهالي المنطقة كما كانت حالة المرشّح حسين زعيتر، إذ إنّه معروف بقربه من جميع أهالي المنطقة، وفوزه يعني فوزاً لحزب الله لا التيّار، لأنّه سيجلس عند انتهاء الاستحقاق إلى طاولة “كتلة الوفاء للمقاومة”.

في كسروان يُمكِن التسليم بأنّ هناك ثلاثة مقاعد من أصل خمسة خارجة مبدئيّاً من حلبة التنافس: مقعد التيار الوطني الحر (ندى البستاني)، مقعد القوات (شوقي الدكاش)، ومقعد نعمة افرام. يبقى مقعدان “فالتان” ستتنافس جميع اللوائح عليهما

3 مقاعد خارج المنافسة

في كسروان يُمكِن التسليم بأنّ هناك ثلاثة مقاعد من أصل خمسة خارجة مبدئيّاً من حلبة التنافس: مقعد التيار الوطني الحر (ندى البستاني)، مقعد القوات (شوقي الدكاش)، ومقعد نعمة افرام. يبقى مقعدان “فالتان” ستتنافس جميع اللوائح عليهما.

إضافة إلى المعركة الصامتة داخل البيت العوني حول أحد المقعدين المارونيّين في جبيل، فإنّ عنوان المعركة الأكبر هو المقعد الشيعي، في ظلّ حربٍ كونية يشنّها فارس سعيد ضدّ لائحة تحالف التيار والثنائي الشيعي وكأنّه مواجهة للاحتلال الإيراني لجرود جبيل.

البلوك الشيعيّ

البلوك الشيعي في الدائرة يتجاوز عشرة آلاف صوت، وهو بلوك مؤثّر جدّاً في رفع حواصل اللائحة. عام 2018 “تصيّد” المرحوم مصطفى الحسيني المقعد على لائحة فريد هيكل الخازن، وقد فاز حينئذٍ بـ256 صوتاً تفضيلياً، فيما نال مرشّح الحزب حسين زعيتر 9,369 صوتاً تفضيلياً.

لوائح كسروان-جبيل

أفرزت كسروان-جبيل (خمسة مقاعد مارونية في كسروان و2 موارنة و1 شيعي في جبيل) سبع لوائح هي الآتية:

– لائحة التيار الوطني الحر: عن كسروان ندى البستاني، عماد عازار، طوني الكردي، ربيع زغيب، وسيم سلامة. وعن جبيل رائد برّو، وليد الخوري، سيمون أبي رميا.

– لائحة القوات: عن كسروان شوقي الدكاش، كارن البستاني، جو رعيدي، شادي فياض، أنطوان زخيا صفير. وعن جبيل محمد عواد، زياد الحواط، حبيب بركات.

– لائحة تحالف فارس سعيد ومنصور البون تضمّ عن جبيل فارس سعيد، أسعد رشدان، مشهور حسن حيدر أحمد، وعن كسروان منصور البون، موسى زغيب، بهجت سلامة.

إقرأ أيضاً: عملاء إسرائيل في “خدمة” الانتخابات النيابيّة!!

– لائحة فريد هيكل الخازن تضمّ في كسروان فريد الخازن، شامل روكز، توفيق سلوم، شاكر سلامة، سليم الهاني، وفي جبيل أحمد هاني المقداد، أميل نوفل، طوني خيرالله.

– لائحة نعمة افرام تضمّ في كسروان افرام، وجدي تابت، سليم الصايغ، جوزفين زغيب، جولي الدكاش، وفي جبيل نوفل نوفل، نجوى باسيل، أمير المقداد.

– لائحة “نحن قادرين” تضمّ عن كسروان بطرس خليل، شربل فريحة، وعن جبيل فرح ناصر، دومينيك طربيه.

– “نحنا التغيير” تضمّ في كسروان سيمون صفير، زينة الكلاب، وفي جبيل طلال المقداد، رانيا باسيل، غسان جرمانوس.

مواضيع ذات صلة

إسرائيل تتوغّل جنوباً: هذه هي حرّيّة الحركة!

بعد انقضاء نصف مهلة الستّين يوماً، الواردة في اتّفاق وقف إطلاق النار، ها هي القوّات الإسرائيلية تدخل وادي الحجير. ذلك الوادي الذي كان في عام…

الموقوفون الإسلاميّون… ملفّ أسود حان وقت إقفاله

عاد ملفّ الموقوفين الإسلاميين إلى الواجهة من جديد، على وقع التحرّكات الشعبية المطالبة بإقرار (العفو العام) عفو عامّ لحلّ هذا الملفّ، الذي طالت مأساته على…

الجماعة الإسلامية: انقلاب يقوده الأيّوبيّ ومشعل

إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في “الجماعة الإسلامية”، فعليك أن تعرف ماذا يجري في حركة حماس،  وعلاقة الفرع اللبناني بالتحوّلات التي تشهدها حركة حماس……

لا تعهّد إسرائيليّاً بالانسحاب

قابل مسؤولون إسرائيليون الشكاوى اللبنانية من الخروقات المتمادية لقرار وقف إطلاق النار، بسرديّة مُضلّلة حول “الانتشار البطيء للجيش اللبناني في جنوب الليطاني، بشكل مغاير لما…