هل يشكّل وهّاب لائحته في الشوف؟

مدة القراءة 6 د

حتى مع إقفال باب الترشيح للانتخابات يوم غد الثلاثاء لن تكون ملامح اللوائح في الدوائر قد حُسِمت بعد.

في الشوف-عاليه التخبّط يُسيطر على “مالكي” مفاتيح اللوائح، ومن جهة أخرى تَرَك عزوف نائب تيار المستقبل محمد الحجار عن الترشّح الباب مفتوحاً على سؤالٍ مركزيّ: مَن سيستفيد من بلوك تيار المستقبل في الإقليم؟

كان الحجار من النواب الذين طرق الرئيس فؤاد السنيورة أبوابهم طالباً منهم الترشّح للانتخابات “لعدم إخلاء الساحة لقوى الخصم”.

يؤكّد الحجار أنّ “جزءاً من جمهور تيار المستقبل كان أيضاً مقتنعاً بضرورة عدم إخلاء الساحة للخصم على رغم تفهّمهم لقرار الحريري، ولأنّ السُنّة ليسوا من دعاة التقوقع”

شَرَح الحجّار للسنيورة الموانع التي تحول دون ذلك والتي عَاد وفصّلها في بيان العزوف عن الترشّح يوم الجمعة الفائت لجهة التزامه بقرار الرئيس سعد الحريري، خصوصاً بعد إصدار الأخير بيانه في شأن عدم رغبته بترشّح أحد من العائلة، وقال: “أعتبر نفسي من العائلة، وكان من المستحيل بالنسبة لي خلع الهويّة العائلية والحزبية التي أعتزّ بها، خاصة أنّ الترشّح كان سيستلزم الاستقالة من تيار المستقبل”.

يرجّح الحجّار انكفاء جزء من الناخبين السُنّة عن التصويت. ويوضح لـ “أساس”: “هذا ليس رأيي الشخصي، بل المعطيات حتى الآن تشي بذلك. ومع أنّ الحريري لم يدعُ إلى المقاطعة، لكنّ القسم الأكبر من الناخبين السُنّة في الإقليم قد يحجمون عن التصويت”.

يؤكّد الحجار أنّ “جزءاً من جمهور تيار المستقبل كان أيضاً مقتنعاً بضرورة عدم إخلاء الساحة للخصم على رغم تفهّمهم لقرار الحريري، ولأنّ السُنّة ليسوا من دعاة التقوقع”.

وعن تخوين السنيورة من جانب بعض جمهور المستقبل يقول الحجار: سألت الحريري شخصياً إذا كان موافقاً على التحرّك الذي يقوم به، فقال لي “ما إلي علاقة بما يقوم به”.

أمّا عن استقالة النائب السابق مصطفى علوش من تيار المستقبل لتقديم ترشيحه للانتخابات فيقول الحجّار: “علوش مناضل وملتزم وله رأيه، والحريري لم يمنع أحداً من الترشّح، بل اشترط الاستقالة”.

أعادت خطوة الحجار خلط الأوراق في الدائرة، مع العلم أنّ قوة تيار المستقبل في الدائرة تُقدّر بنحو 15 ألف صوت من أصل 66,654 ناخباً اقترع منهم عام 2018 نحو 33,599 ناخباً.

أوساط مطلعة تؤكد لـ “أساس” أنّ “تحالف أرسلان ووهاب ثابت، والأمور بنسبة 90% تنحو باتجاه لائحة واحدة مع التيار الوطني الحر خصوصاً أنّ باسيل أعلن أمس ترشيح غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي فقط في الشوف

البستاني ضائع

واقعٌ يُضاف إلى كمّ من التعقيدات التي لا تزال تتحكّم بولادة اللوائح وحسابات الحواصل وكسورها والأصوات التفضيلية في دائرة الـ 13 مقعداً. في الشوف: 3 موارنة، درزيّان، سُنّيّان، وكاثوليكي واحد. في عاليه: مارونيّان، درزيّان، وأرثوذكسي واحد. أمّا الحاصل الانتخابي فيبلغ نحو 13 ألف صوت.

قادت المفاوضات الأخيرة بين المختارة ومعراب بالتحالف مع “الأحرار” إلى تثبيت ترشيح في الشوف كلّ من: جورج عدوان وحبوبة عون (موارنة)، تيمور جنبلاط ومروان حمادة (دروز)، وعن السُنّة بلال عبدالله (شحيم) وسعد الدين الخطيب (برجا)، نعمة طعمة عن الكاثوليك.

الوزير السابق ناجي البستاني الذي كان في عداد لائحة جنبلاط عام 2018 ونال 5,245 صوتاً تفضيلياً قدّم ترشيحه للانتخابات، لكنّه لا يزال يتأرجح بين لائحة جنبلاط-القوات ولائحة التيار-أرسلان-وهاب.

لا يزال البستاني يدرس بتأنٍّ مصلحته الانتخابية. على مستوى التحالف مع جنبلاط يُنتظر تبنّي ترشيح النائب نعمة طعمة على اللائحة، لأنّ ترشّح الأخير سيدفع البستاني إلى ترك اللائحة بسبب الأصوات التفضيلية التي ستصبّ في هذه الحال لمصلحة طعمة في مواجهة مرشّح التيار الكاثوليكي غسان عطالله. أمّا في حال عزوف طعمة فإنّ تبنّي ترشيح فادي المعلوف لن يؤثّر على حظوظ ناجي البستاني.

في عاليه محسوم اسم أكرم شهيب مع ترك المقعد الدرزي الثاني شاغراً، وراجي السعد ابن شقيق النائب السابق فؤاد السعد عن أحد المقعدين المارونيّين والمدعوم من جنبلاط وأنطون الصحناوي.

من جهتها، ترشِّح القوات رئيس مصلحة المهندسين في “القوات” نزيه متّى من بحمدون عن المقعد الأرثوذكسي.

 الصورة غامضة مارونياً، ويزيدها إرباكاً عدم الحسم بين النائب فريد البستاني الذي “يشدّ” به رئيس الجمهورية، وناجي البستاني الذي حاول وئام وهّاب ضمّه إلى اللائحة

لائحة التيّار-أرسلان-وهّاب

على “جبهة” لائحة التيار الوطني الحر-طلال أرسلان-وئام وهّاب بالتحالف مع حزب الله لم يُحسم جميع ركّاب اللائحة بعد. عمليّاً، لم يتمكّن باسيل في دائرة جبل لبنان الرابعة أن يكون مُطلق اليدين في حسم الترشيحات المسيحية والسنّيّة.

الوضع “العالق” لناجي البستاني يؤخّر بتّ أسماء المرشّحين الموارنة، إضافة إلى “عقدة ماريو” التي تواجه جبران باسيل في الشوف.

فالترشيحات العونية الحزبية التي أُعلنت أمس لم تتضمّن أيّ اسم ماروني في الشوف، وتحديداً ماريو عون، فيما حَسَمت غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي، إضافة إلى سيزار أبي خليل عن المقعد الماروني في عاليه.

ثمّة سيناريو يفيد بأنّه في حال الذهاب نحو تشكيل لائحتين، من ضمن التكتيك الانتخابي، فإنّ ماريو عون قد ينضمّ إلى لائحة وئام وهاب.

أوساط مطلعة تؤكد لـ “أساس” أنّ “تحالف أرسلان ووهاب ثابت، والأمور بنسبة 90% تنحو باتجاه لائحة واحدة مع التيار الوطني الحر خصوصاً أنّ باسيل أعلن أمس ترشيح غسان عطالله عن المقعد الكاثوليكي فقط في الشوف وهذا يُعزّز احتمال اللائحة الواحدة. لكن في ربع الساعة الأخير قد تحصل مفاجآت خصوصاً أن المرشحيّن السنّة على اللائحة لم  يُحسما بعد، كذلك لم يُحسم ترشيح فريد البستاني أو ناجي البستاني ما يُبقي الأمور مفتوحة على كل الاحتمالات. وإذا “انزرك” أي طرف يمكن أن يشكّل لائحته، لكن الثابت دائماً هو تحالف أرسلان ووهاب”.

في الشوف تمثيل الدامور واقعٌ يفرض نفسه على اللائحة. محور أرسلان ووهّاب كان يفضّل السير بماريو عون، لكنّ باسيل استغنى عن خدماته في مقابل طرح اسم طوني عبود.

لذلك لا تزال الصورة غامضة مارونياً، ويزيدها إرباكاً عدم الحسم بين النائب فريد البستاني الذي “يشدّ” به رئيس الجمهورية، وناجي البستاني الذي حاول وئام وهّاب ضمّه إلى اللائحة. الرجلان يرفضان الوجود على اللائحة نفسها.

لم تُحسم سنّيّاً

على المستوى السنّيّ لا شيء محسوم، والكلمة الفصل لحلفاء باسيل. هناك “كلام” مع مرشّح “الأحباش” أحمد نجم الدين (شحيم)، ومع العميد عماد القعقور (برجا)، إضافة إلى مرشّحين آخرين.

إقرأ أيضاً: البعث والقومي: تناتش فتات المقاعد

وحُسِم بنسبة عالية عدم ترشّح اللواء علي الحاج بعدما تبلّغ رفض حزب الله دعمه بالأصوات المطلوبة، فيما يخوض الحزب هذه المرّة معركة وئام وهاب التي تهدّد نتيجتها إسقاط نيابة مروان حمادة.

في عاليه ثُبّت مارونيّاً ترشيح سيزار أبي خليل ويتردّد اسم سهيل بجّاني الذي كان على لائحة وئام وهاب عام 2018 لكنه لم يُحسم بعد. وتمّ تبنّي ترشيح طارق خيرالله عن المقعد الأرثوذكسي، فيما كان باسيل يفضّل الياس حنّا. ودرزيّاً سيكون طلال أرسلان مرشّحاً، فيما المقعد الدرزي الثاني سيبقى شاغراً.

مواضيع ذات صلة

بين لاريجاني وليزا: الحرب مكَمْلة!

دخلت المرحلة الثانية من التوغّل البرّي جنوباً، التي أعلنها الجيش الإسرائيلي، شريكة أساسية في حياكة معالم تسوية وقف إطلاق النار التي لم تنضج بعد. “تكثيفٌ”…

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…