استقبلت البحرين، صباح أمس الأول، وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، في زيارة هي الأولى له للعاصمة المنامة.
كان لافتاً أنّ وسائل الإعلام التي نقلت خبر الزيارة، قالت إنّ غانتس استقلّ خلال زيارته طائرة إسرائيلية هي في الأصل طائرة مصرية. ولا بدّ أنّ الذين طالعوا الخبر أو سمعوه، قد راحوا يفتّشون في تفاصيله عن حكاية هذه الطائرة، وعن أصلها وفصلها، وعن الطريقة التي انتقلت بها من القاهرة إلى تل أبيب، وعن الظروف التي تحوّلت فيها من طائرة مصرية لها تاريخ كما سوف نرى حالاً، إلى طائرة إسرائيلية يتباهي بها وزير الدفاع في سماء المنطقة. ذلك أنّ زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي للبحرين لا جديد فيها تقريباً، إذا ما وضعناها في إطار واحد مع زيارات إسرائيلية متتابعة، يقوم بها مسؤولون إسرائيليون لأربع دول عربية، كانت العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الدولة العبرية قد جرى إطلاقها آخر أيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
الحقيقة أنّ وجود هذه الطائرة في إسرائيل خبر مؤسف ومحزن جدّاً. ولا أحد يعرف كيف هان علينا أن نبيع طائرة لها هذا التاريخ الذي لا يتكرّر
قبل أيام قليلة كان إسحاق هرتسوغ، رئيس إسرائيل، في زيارة هي الأولى له أيضاً للإمارات، انتقل خلالها من أبوظبي إلى دبي وعقد لقاءات مع مسؤولين إماراتيين كبار. ومن قبله كان نفتالي بينيت، رئيس الحكومة، قد زار أبوظبي هو الآخر. وكان بنيامين نتانياهو قد غادر منصب رئاسة الحكومة، وفي نفسه شيء من زيارة كهذه، لولا أنّ الحظّ لم يكن حليفاً إلى جواره. وقبل هرتسوغ ونفتالي، كان يائير لبيد، وزير الخارجية الإسرائيلي، في زيارة كذلك هناك.
لا مفاجأة إذنْ، ولا جديد في زيارة غانتس لواحدة من الدول الأربع، لكنّ الجديد هو أن يستقلّ طائرة كانت مصرية ثمّ صارت إسرائيلية.
القصة أنّ هذه الطائرة هي نفسها التي كان الرئيس السادات قد استقلّها إلى القدس، عندما قام بزيارته التي هزّت العالم في تشرين الثاني 1977. وبقيّة القصة تقول إنّها من طراز بوينج 707، وإنّها بقيت مصرية إلى عام 2011، وإنّ شركة إسرائيلية اشترتها لسلاح الجوّ الإسرائيلي، الذي بادر إلى تخصيصها لتنقّلات قادة وزارة الدفاع والجيش في إسرائيل.
إقرأ أيضاً: المعنى العميق لقمّة مصر والإمارات
الحقيقة أنّ وجود هذه الطائرة في إسرائيل خبر مؤسف ومحزن جدّاً. ولا أحد يعرف كيف هان علينا أن نبيع طائرة لها هذا التاريخ الذي لا يتكرّر. لا أحد يعرف كيف جرى ذلك، مهما كان الثمن، ومهما كان المقابل، ولا كيف سمحنا بانتقالها إلى ملكيّة دولة أخرى، أيّاً كانت هذه الدولة، وأيّاً كانت المبرّرات التي يمكن أن تُقال. ولا بدّ أنّ نشر الخبر عنها قد جعل السادات العظيم يتقلّب في قبره من الوجع والألم.
* نقلاً عن المصري اليوم