المعنى العميق لقمّة مصر والإمارات

2022-02-06

المعنى العميق لقمّة مصر والإمارات

القمّة المصرية – الإماراتية، أو اللقاء الأخويّ الأخير بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والشيخ محمد بن زايد وقادة الإمارات وملك البحرين في أبوظبي أخيراً، كان له معنى عميق وحضور قويّ ومؤثّر، فقد جاء سريعاً ومباشراً ليردّ على العمليات الإرهابية التي طالت دولة الإمارات الشقيقة، باستخدام طائرات مسيَّرة أو صواريخ باليستية، تمّ توجيهها إلى مطار أبوظبي، مصحوبةً بتهديدات استهداف اقتصاد الإمارات، أو عمليات تخويف باستهداف الازدهار والنمو اللذين تحقّقا في الإمارات، أو النموذج الإماراتي البارز والمؤثّر عربياً وعالمياً، الذي يجعل كلّ عربي معتزّاً بالإمارات وبتطوّرها وبدورها ونموّها.

قامت بهذه العمليات الإرهابية جماعة الحوثي، التي استولت على اليمن بنفس الأساليب الإرهابية وبقمع الشعب اليمني، وقتلت شركاءها الذين ساعدوها في تحقيق الهدف من هذا العمل الإجرامي، لعلّ أهمّهم الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

كشفت جماعة الحوثي عن وجهها القبيح، وأنّها ليست وكيلةً لقوى أجنبية فحسب، بل تستهدف أيضاً منع مساعدة اليمن للخروج من مستنقع الحروب. فالإمارات كانت تلعب دوراً استراتيجياً في إعادة بناء اليمن، بل وساعدته على إعادة جيشه إلى ساحة القتال، حيث يلعب فيلق “العمالقة” اليمني دوراً كبيراً في إنهاء الحرب الأهلية في اليمن.

لم يشفع للإماراتيين هذا الدور وهذا الهدف، فقابلهم الفريق المكوّن من الحوثيين ومشغّليهم بالرغبة في إشعال الحرب وتوجيه الإرهاب نحو الإمارات، لكن لم يدرك هذا الفريق أنّ الإرهاب لا يخيفهم بل يدفعهم إلى تصفيته.

النموذج الإماراتي في مساعدة العرب، وتقليل وتخفيف حدّة الصراعات التي ظهرت ما بعد 2011، في المنطقة العربية، يصعد بالدور الإماراتي إلى مكانة رفيعة في قلوب العرب

زيارة الرئيس السيسي للإمارات جاءت لتقول بوضوح إنّنا معاً سوف نزيل الإرهاب ووجهه القبيح من المنطقة العربية.

دور الإمارات في المنطقة العربية ومساعدتها لأشقّائها العرب، ومحاولة إنهاء الصراعات الإقليمية، وحلّ المشكلات العالقة، يرشّحها إلى أن تتبوّأ مكانة مهمة وتاريخية في تاريخ العرب المعاصر.
 
النموذج الإماراتي في مساعدة العرب، وتقليل وتخفيف حدّة الصراعات التي ظهرت ما بعد 2011، في المنطقة العربية، يصعد بالدور الإماراتي إلى مكانة رفيعة في قلوب العرب.

ونحن قلوبنا مع الإمارات والسعودية، وندعو لهما أن يجتازا العمليات الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات الإرهابية المتّشحة بالثوب الديني، والتي توسّع أدوارها الإقليمية لتهديد الاستقرار في دول الخليج العربي عبر اليمن وفي العراق وفي سوريا، والاستقرار الإقليمي للمنطقة العربية ككلّ.

أعتقد أنّ التعاون أو الحلف العربي الذي ظهر ما بعد 2013 في المنطقة العربية بين مصر والسعودية والإمارات والبحرين، استطاع أن يلمّ شمل العرب جميعاً، ويتّجه الآن إلى حلّ كثير من المشكلات والاضطرابات التي تحدث حتى في القرن الإفريقي، ونعتقد أنّه يلعب دوراً كبيراً في حلّ مشكلة سدّ النهضة التي تؤثّر على مصر والسودان معاً.

ويلعب دوراً مؤثّراً في مساندة ليبيا وإعادتها إلى حالة الدولة والاستقرار، وفي إنهاء الصراع في سوريا.

نعوّل على هذا التحالف الذي يسدّ الفراغ الذي يظهر في المنطقة، ويمنع تغوّل دول مجاورة لنا في الإقليم ترغب بأن تحلّ مكان الأميركيين أو الأوروبيين، أي أنّهم استعمار جديد للعرب.
 
سوف تستطيع السياسة التي تتّبعها مصر الآن، بالتعاون مع الإمارات، أن تجعل من المنطقة العربية نمراً سياسياً إلى جوار نموها الاقتصادي، الذي يخدم كلّ العرب وينقذهم من حالة الانهيار، ومن العودة إلى الاستعمار المقنّع بالتدخّل الخارجي، والرامي إلى معاملة العرب كمواطنين من الدرجة الثانية.

إقرأ أيضاً: دراسة: كيف نفهم سياسة الإمارات؟

العرب هم أصل الشرق الأوسط، وهم أغلبية، وبتعاونهم معاً، يستطيعون أن يسقطوا أيّ تدخّلات معيبة أو استعمار جديد.

تحيّة إلى هذا التحالف العربي، الذي يوجد وقت الأزمات، ويعلن عن نفسه، ويضع كلّ المتطاولين على الحقّ والمكانة العربية في مكانهم الذي يستحقّونه.

 

* نقلاً عن بوابة الأهرام المصرية

مواضيع ذات صلة

دمشق بين بيروت وطهران: ملابس داخليّة وسجّادة للبيع!

منتصف حرب سوريا، جرى نقاشٌ عميق بين أحد أيديولوجيّي “الممانعة” وأحد ظرفائها حول مستقبل العلاقة بين طهران ودمشق، وبالتالي بين “الحزب” ودمشق. فكانت وجهتا نظر….

إيران بين أوهام الإمبراطوريّة وبراغماتيّة الدّولة

“ويشبّ في قلبي حريق ويضيع من قدمي الطريق، وتطلّ من رأسي الظنون تلومني وتشدّ أذني، فلطالما باركت كذبك كلّه ولعنت ظنّي. ماذا أقول لأدمُع سفحتها…

لبنان ضحيّة منطق إيران… ولامنطق الحزب

حرب من أجل ماذا تسبّب بها الحزب للبنان؟ ما الهدف من حرب، لا منطق لها ولا هدف، بادر الحزب إلى شنّها يوم الثامن من تشرين…

ماتوا… ممنوعين من الاعتراض

مئات من الذين قُتِلوا بالأمس، أو دُمّرت بيوتهم في الأشهر الماضية، ليسوا منتسبين إلى الحزب. بل ويعترضون على سياساته. تلك التي انتهت إلى تدمير بيوتهم…