ملفّ لبنان في البيت الأبيض: هوكستين نجم “الخماسيّة”

مدة القراءة 6 د


يبدو أنّ الموفد الرئاسي آموس هوكستين سيكون “نجم” اللجنة الخماسية المعنيّة بلبنان، المؤلّفة من الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وفرنسا ومصر وقطر.
تشير معلومات “أساس” إلى أنّه سيحطّ على “الخماسية” ممثّلاً بلاده، ليعطي اجتماعها المقبل طابعاً أكثر جدّيّة، ويربط سلّة الحلول ضمن الملفّ الذي أوفد بشأنه في الأشهر الأخيرة، وهو الانتهاء من الاتفاق على النقاط الحدودية بين لبنان وإسرائيل (الترسيم البرّي).
بعد أخبار عن احتمال انعقاد الاجتماع المقبل في مصر، هناك أخبار تقول إنّه سيعقد في الرياض خلال الأسبوعين المقبلين، بين نهاية كانون الثاني وبداية شباط. وهذا بحدّ ذاته إعلان إضافي لجدّيّة الاجتماع الجديد، بعد أن يتأكّد حضور هوكستين. كلّ هذا معطوف على الحركة المستجدّة للسفير السعودي في لبنان وليد بخاري، بعدما كانت المملكة عضواً مشاركاً يكتفي بمقاربة الملفّات انطلاقاً من عناوينه العريضة.

ملفّ لبنان في البيت الأبيض
حضور هوكستين هو تطوّر أبلغته مصادر غربية لجهة سياسية وازنة في البلد. وأدرجت مصادر نيابية الخطوة، في حال حصولها، ضمن سياق تطوّر نوعي في الموقف الأميركي، يتجاوز مستوى السفيرة في لبنان. ويعني، ضمن ما يعنيه، أنّ الملفّ بات في عهدة البيت الأبيض، وأُدرج في سياق اهتمامات مستشار الرئيس مباشرة.

حضور هوكستين هو تطوّر أبلغته مصادر غربية لجهة سياسية وازنة في البلد. وأدرجت مصادر نيابية الخطوة، في حال حصولها، ضمن سياق تطوّر نوعي في الموقف الأميركي

ليس تفصيلاً أنّ هوكستين اليهودي الذي يحمل الجنسية الإسرائيلية والذي أنجز الاتفاق على الترسيم البحري سيتسلّم ملفّ لبنان برمّته. وهو ما يعتبر دلالة على عودة الاهتمام الأميركي من بابه الواسع. وهو سيدرج في سياق مفاوضات أميركا القائمة مع إيران في سلطنة عمان، كما أورد “أساس” أمس.

تطوّرات غزّة.. خارج “الخماسيّة”؟
يأتي الاجتماع الجديد في أعقاب تطوّرات كثيرة شهدتها المنطقة عسكرياً وسياسياً، ليس آخرها الحرب الإسرائيلية على غزة وجبهة الحزب في الجنوب اللبناني، وفي وقت تقدّم الملفّ العسكري على انتخابات الرئاسة في لبنان. فلم تعد الأخيرة شغل الدبلوماسيين الشاغل بقدر ما تصدّر على حسابها الاهتمامُ بعودة الهدوء إلى الشمال الإسرائيلي ووقف الحزب عملياته ضدّ إسرائيل.
في ضوء هذا الواقع ليس معلوماً أيّ منحى ستتّخذه اللجنة في بيانها الختامي، وما الهدف من اجتماعها، وأيّ جديد شهدته انتخابات الرئاسة في لبنان سيجعل اجتماعها يختلف عن الاجتماعات السابقة، حين خرجت بدعوة النواب إلى ممارسة دورهم بانتخاب رئيس، بعدما سبق أن حدّدت مواصفات الرئيس المقبل.
لا شيء مؤكّداً بعد سوى نيّة الاجتماع وتوقّعات أن يصدر بيان ختامي يعيد التأكيد على الثوابت مع أرجحية فصل جبهة غزة عن لبنان. ويأتي تحريك الخماسية من باب مواكبة الحركة الأميركية، ليتكامل البحث في تحييد لبنان وترسيم الحدود في إطار الحلّ النهائي الذي ينصّ عليه القرار 1701 مع بحث جدّي في موضوع الرئاسة كشرط لازم لملفّ المفاوضات.
بذلك يكون الجديد في “الخماسية” هو الحماسة الأميركية لعقد اجتماع جديد، في وقت يشهد الميدان تبادل رسائل بالجملة بين أميركا وإيران في ملفّ الحرب من الجنوب إلى باب المندب.

تشير معلومات “أساس” إلى أنّه سيحطّ على “الخماسية” ممثّلاً بلاده، ليعطي اجتماعها المقبل طابعاً أكثر جدّيّة، ويربط سلّة الحلول ضمن الملفّ الذي أوفد بشأنه في الأشهر الأخيرة

مصادر دبلوماسيّة “تستبعد”
التطوّر الأميركي بملفّ الرئاسة في لبنان تستبعده مصادر دبلوماسية لبنانية قالت إنّ هوكستين مكلّف بملفّ الترسيم لا الرئاسة، وتحدّثت عن خلاف عميق بين وزارة الخارجية التي تمثّلها السفيرة الأميركية الجديدة، وبين البيت الأبيض الذي يمثّله هوكستين، لتتقاطع مع ما ذكرته مصادر دبلوماسية لـ”أساس” من أن لا صفة لهوكستين كي يحضر “الخماسية” لأنّ ملفّها يُدرج ضمن صلاحيّات وزير الخارجية أنتوني بلينكن وصراعاته مع البيت الأبيض.
قالت المصادر إنّ اتصالات الخماسية لم تنضج بعد، خصوصاً أنّه كان مقرّراً أن تعقد اجتماعاً بعد آخر اجتماع لها في نيويورك على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، لكنّها دخلت في “كوما” بسبب اندلاع الحرب على غزة.
أعرب المصدر عن اعتقاده أنّ الاجتماع المقبل لن يأتي بجديد أكثر من إعداد السفراء تقريراً بالمستجدّات الرئاسية في لبنان على مستوى الاتصالات السياسية، وأنّ أهمية الاجتماع تُعرف من مستوى تمثيل الدول المشاركة.

التنسيق الأميركيّ – الإيرانيّ أوّلاً
لكنّ المصدر الدبلوماسي ربط “الخماسية” باجتماعات عُمان والتفاوض الأميركي – الإيراني، الذي لم يُكشف النقاب عن نتائجه بعد، وما سيتّفق عليه الطرفان وتتبلّغ به السعودية والخماسية لاحقاً. وأشار استطراداً إلى أنّ “كلّ ما نشهده من البحر الأحمر إلى جبهة غزة وإربيل وباكستان ليس بمعزل عن هذا التنسيق، ولولا وجود ضابط إيقاع إيراني – أميركي مشترك لكنّا أمام حرب شاملة لا مجرّد ضربات موضعية من كلا الطرفين”.
من جهة أخرى استبعدت مرجعية نيابية أيّ تطوّر جديد رئاسياً قبل نهاية شهر شباط المقبل. وكلّ الأخبار المتداولة يضعها أصحابها في خانة “الممكن” و”المتوقّع”. أمّا المؤكّد الوحيد فهو أنّ الكلمة الفصل هي للميدان، وبناء عليه تتحدّث مصادر مطّلعة عن تسوية كبرى تشهدها المنطقة، لتقول إنّ المرحلة الراهنة التي تشهد قواعد اشتباك إيرانية مع أميركا في أكثر من منطقة كما قواعد اشتباك إسرائيلية مع الحزب، ليست إلا مرحلة “تجميع أوراق”.

إقرأ أيضاً: لبنان: “فيفتي – فيفتي” بين الحرب والسلام..

الطبخة لم تنضج بعد
داخلياً على المستوى الرئاسي لم يتراجع الثنائي عن دعم المرشّح سليمان فرنجية، بينما عادت بعض دول الإقليم لطرح ترشيح قائد الجيش مجدّداً. أمّا المطلوب والجاري البحث عنه فهو “الخيار الثالث” الذي يرجّح الجميع كفّته للخروج من المراوحة. فهل هذا ما ستدعو إليه الخماسية بصريح العبارة؟ هل تضع أميركا ثقلها في هذا الاتجاه؟
تقول المصادر الدبلوماسية إنّه لو كان لأميركا نيّة للحسم لكانت خاضت معركة انتخاب جوزف عون مباشرة رغم صعوبتها بدل معركة التمديد له سنة إضافية في قيادة الجيش، وهو ما اعتُبر مؤشّراً إلى أنّ المخاض الرئاسي ليس ناضجاً دوليّاً بعد.
هل يكون لبنان على جدول الأعمال الأميركي – الإيراني وتتمّ إدارة أزمته بانتظار الحلول الشاملة؟ دخول هوكستين على الخطّ سيكون مؤشّراً وإلّا فإنّ الوضع سيبقى على حاله.

مواضيع ذات صلة

اختبار اليوم الأوّل: الرّئاسة تضغط!

لم يعد مضمون اتفاق وقف إطلاق النار ببنوده الـ13 و”ألغامه” مُهمّاً بقدر الحاضنة الميدانية – السياسية التي ستواكب تنفيذه منذ دخوله حيّز التطبيق فجر الأربعاء،…

هدنة الـ60 يوماً: الحرب انتهت… لم تنتهِ!

بعد عام ونحو شهرين من حرب إسناد غزة، و66 يوماً من بدء العدوّ الإسرائيلي عدوانه الجوّي على لبنان، واغتياله الأمين العامّ لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله،…

ألغام سياسيّة أمام الجيش في الجنوب!

بعدما أصبح وقف إطلاق النار مسألة ساعات أو أيام، لا بدّ من التوقّف عند العنوان الأوّل الذي سيحضر بقوّة على أجندة “اليوم التالي” في لبنان:…

أميركا مطمئنّة.. ونتنياهو “يسرق الوقت”

عاد الموفد الأميركي آموس هوكستين من زيارته إلى المنطقة، ووصل إلى العاصمة الاميركية أمس. وقبل أن يصل إلى واشنطن كان قد طمأن عين التينة إلى…