هل تقع الحرب في السويد؟ أم هي مخاوف مبالغ بها؟
تصريح وزير الدفاع المدني، كارل أوسكار بوهلين، أطلق مخاوف كبرى عند السويديين حيث قال: “من الممكن أن تحدث الحرب في السويد”، مستنداً إلى عدّة معطيات بارزة:
1- قرب الموافقة التركية على طلب السويد الانضمام إلى حلف الناتو.
2- قدرة روسيا على إعادة بناء دفاعها.
3- احتمال توقّف المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا بسبب الانتخابات الرئاسية الأميركية.
روسيا والتفوّق العسكريّ
المسؤولون في السياسة الدفاعية والأمن في السويد يعتبرون الحرب أمراً وارداً، ويرون أنّ من الغباء الادّعاء بأنّ الحرب مستحيلة. ومع ذلك، فإنّ الحرب مع روسيا ليست حتمية أو وشيكة، بل تعتمد على التطوّرات الدولية المحيطة. حروب روسيا في أوكرانيا وإسرائيل في غزة وجنوب لبنان تسهم في تدهور مستمرّ في وضع الأمن القومي في السويد، وفقاً لتصريحات توماس نيلسون، الرئيس الجديد لجهاز المخابرات العسكرية والأمن السويدي. ويرتبط اعتقاد نيلسون بخطر الحرب في السويد بنجاح روسيا في تحويل اقتصادها إلى اقتصاد حرب، وهو ما يمنحها ميزة في قدراتها العسكرية في أوكرانيا. تنفق روسيا اليوم 39% من ميزانيّتها العامّة على الجيش وتبني قواتها المسلّحة لتبلغ 1.32 مليون جندي. كما تعتمد على سياسة النفس الطويل، آملة أن ينقسم الغرب ويتراجع بعد حدوث صدع كبير في التماسك الغربي على إثر احتمالية خروج الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي.
منذ إعلان السويد اقتراب خطر الحرب، تسعى جاهدة إلى تعزيز استعدادها لمواجهة الصراع المحتمل. وتفترض أنّ وجود قطاع عسكري ومدني جيّد الإعداد من شأنه أن يضمن تسليح السويد بشكل جيّد
مخاوف رحيل بايدن
إنّ انسحاب الولايات المتحدة من حلف الناتو احتمال مرتفع. الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لديه تقدّم في الرأي العامّ كما تظهر استطلاعات الرأي. وفي المرّة الأخيرة التي تولّى فيها رئاسة الولايات المتحدة، كان واضحاً وإيجابياً تجاه فكرة انسحاب بلاده من حلف الناتو. وفي المستقبل القريب، قد يصبح انسحاب الولايات المتحدة من الحلف واقعاً.
يعتبر حلف شمال الأطلسي الموحّد فرصة للوقوف في وجه روسيا، لكن في حال تركت الولايات المتحدة أوروبا وتشتّتت أوروبا داخلياً، قد تجد روسيا فرصتها. ولهذا السبب، تدرك السويد أنّ وقتها محدود وأنّ عليها العمل على تجهيز شعبها ذهنياً للحرب.
السويد إلى الناتو
لا تثق السويد بروسيا، وما زالت تأخذ بجدّية ما قاله سفير روسيا في استوكهولم، فيكتور تاتارينستيف، قبل عام حين نقل رسالة تهديدية من قادة موسكو حول تنفيذ إجراءات انتقامية في حال انضمّت السويد إلى حلف الناتو. وأصبح الاحتمال الأخير وشيكاً بعد تأكيد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ تركيا في طريقها للتصديق على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في الأسابيع المقبلة بعد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في إسطنبول. وأكّد الرئيس التركي ضرورة السماح لبلاده بشراء طائرات إف-16 من الولايات المتحدة كشرط للموافقة على عضوية السويد في الحلف، وهو المطلب الذي يبدو أنّه سيتحقّق.
إقرأ أيضاً: فوبيا الخوف من التعبير في أوروبا
منذ إعلان السويد اقتراب خطر الحرب، تسعى جاهدة إلى تعزيز استعدادها لمواجهة الصراع المحتمل. وتفترض أنّ وجود قطاع عسكري ومدني جيّد الإعداد من شأنه أن يضمن تسليح السويد بشكل جيّد إلى الحدّ الذي يجعل من الصعب على بوتين المجازفة بشنّ هجوم.