نجح العدوّ الصهيوني بدعم وطلب أميركيَّين في نقل المعركة في مواجهة قوى المقاومة إلى خارج فلسطين من خلال سلسلة الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت في سوريا وإيران ولبنان، إضافة إلى توجيه ضربات عسكرية للمقاومة الإسلامية في العراق ومناطق الحدود مع سوريا ولأنصار الله في اليمن. وهذا التكتيك الجديد كان بطلب وتوجيه أميركيَّين من خلال تحويل العمليات العسكرية إلى عمليات أمنيّة وموضعية واستهداف كلّ القوى الداعمة لحركتَي حماس والجهاد الإسلامي.
خلال الأسبوعين الماضيين حقّق العدوّ الصهيوني نتائج مهمّة في المعركة الأمنيّة عبر استهداف أحد قادة الحرس الثوري في سوريا السيّد رضى موسوي، الذي كان له دور مهمّ في التنسيق بين قوى المقاومة في المنطقة، واغتيال نائب رئيس حركة حماس ومسؤول الضفة الغربية الشيخ صالح العاروري مع عدد من رفاقه في الضاحية الجنوبية، إضافة إلى توجيه ضربات عديدة داخل سوريا وإيران والعراق طالت مسؤولين وكوادر في قوى المقاومة والأجهزة الإيرانية، ويضاف إلى ذلك تصعيد عمليات استهداف كوادر الحزب في الجنوب اللبناني.
نتائج الفشل في غزّة
أتت كلّ هذه العمليات بعد الفشل الإسرائيلي في حسم المعركة في قطاع غزة واضطراره إلى تغيير مسار العملية بناء على طلب أميركي وبسبب حجم الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي وعدم تحقيق أيّ هدف من أهداف العملية.
نجح العدوّ الصهيوني بدعم وطلب أميركيَّين في نقل المعركة في مواجهة قوى المقاومة إلى خارج فلسطين من خلال سلسلة الاغتيالات والتفجيرات التي حصلت في سوريا وإيران ولبنان
لكن في مقابل التصعيد الإسرائيلي والأميركي في مواجهة قوى المقاومة وإيران والذهاب إلى خيار الاغتيالات والتفجيرات واستهداف القيادات العسكرية والميدانية ونقل المعركة إلى قلب الضاحية الجنوبية في لبنان وكرمان في إيران واحتمال توسّع العمليات إلى دول أخرى (تركيا وقطر ومصر والأردن)، ما هي الخيارات التي يمكن أن تلجأ إليها قوى المقاومة، لا سيما بعد الخطاب الأخير للأمين العام للحزب الذي أكّد أنّه سيتمّ الردّ على عملية الاغتيال، وبعد التصريحات الإيرانية التي توعّدت بالردّ على الاغتيالات والتفجيرات؟ وما هي الاحتمالات والسيناريوهات المتوقّعة في المرحلة المقبلة؟
خيارات محور المقاومة
حسب مصادر مطّلعة على أجواء قوى المقاومة وإيران، هناك عدّة خيارات من بينها:
أوّلاً: تصعيد المواجهات على كلّ الجبهات واستهداف المواقع الإسرائيلية والقواعد الأميركية وبعض المنشآت الأميركية من دون أن يؤدّي ذلك إلى حرب شاملة لأنّ الذهاب الى الحرب قد يكون أحد أهداف العدوّ الإسرائيلي.
ثانياً: القيام بعمليات أمنيّة وعمليات استشهادية كبيرة داخل الكيان الصهيوني، كما حصل سابقاً عند استهداف قادة حركتَي حماس والجهاد الإسلامي، لكنّ هذه العمليات تتطلّب تحضيرات ميدانية وتخطيطاً مسبقاً، كما أنّ الظروف الميدانية اليوم في الضفة الغربية والقدس وتل أبيب أصبحت أصعب من السابق، لكنّ هذا الخيار هو الأكثر واقعية.
ثالثاً: توسعة الجبهة القتالية والأمنيّة إلى دول ومناطق أخرى وبأساليب جديدة كما كان يحصل سابقاً في السنوات الماضية في مواجهة المصالح الأميركية والإسرائيلية والغربية، وهذا له مخاطر عديدة.
رابعاً: تطوير الحرب الإلكترونية والسيبرانية واستخدامها في المعركة لتحقيق اختراقات في المؤسّسات الإسرائيلية الأمنيّة والعسكرية.
كلّ هذه الخيارات موضوعة على طاولة البحث لدى قوى المقاومة اليوم ويبقى اتخاذ القرار التنفيذي مرتبطاً بالظروف الميدانية.
إقرأ أيضاً: ماذا أبلغت تركيا حماس عن عمليّة الاغتيال؟
أمّا عن الاحتمالات المتوقّعة في المرحلة المقبلة، فتُختصر في احتمال أن يؤدّي هذا التصعيد المتبادل إلى قناعة تتكوّن لدى الأطراف الدولية والإقليمية والمحلّية بضرورة البحث عن حلّ متكامل والعودة إلى طاولة المفاوضات خوفاً من انفجار الوضع وعدم القدرة على السيطرة عليه.
أمّا الاحتمال الثاني فهو أن يؤدّي هذا التصعيد إلى توسعة دائرة المواجهات وصولاً لحرب شاملة. وهذا الاحتمال أصبح أكثر إمكانية في ظلّ التصعيد الإسرائيلي والأميركي، وكلام الأمين العامّ للحزب من أنّ الحزب جاهز لهذه الحرب إذا حصلت.
والاحتمال الثالث هو أن تبقى المواجهات ضمن الحدود الحالية للمواجهات العسكرية والأمنيّة دون تحقيق حسم للمعركة بانتظار الوصول إلى حلول مؤقّتة أو دائمة.