انتشر في الأيام القليلة الماضية العديد من التقارير والتحليلات الإعلامية والدبلوماسية التي تتحدّث عن السيناريوهات المستقبلية لما يجري في قطاع غزة ولما يمكن أن يجري في جنوب لبنان. ومعظم هذه التقارير والسيناريوهات المتخيّلة تنطلق من مقدّمة أساسية، وهي قدرة العدوّ الصهيوني بدعم أميركي على القضاء على حركة حماس وقوى المقاومة في قطاع غزة والعمل على بناء سلطة جديدة تحكم القطاع مستقبلاً وتؤسّس لمشروع سياسي في المستقبل على الصعيد الفلسطيني والسلطة الفلسطينية.
في جنوب لبنان تتركّز معظم التحليلات والتقارير على الوصول إلى تسوية أو اتفاق غير مباشر برعاية دولية بين الحزب والعدوّ الإسرائيلي يؤدّي إلى انسحاب قوات الرضوان التابعة للمقاومة الإسلامية من جنوب الليطاني والمناطق الحدودية والعودة إلى تطبيق القرار 1701 أو تعديله ونشر قوات فرنسية وأميركية على جانبَي الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلّة، وتحقيق بعض المطالب اللبنانية، ومنها الانسحاب من الجانب اللبناني من قرية الغجر ومن مزارع شبعا ومعالجة النقاط الحدودية الخلافية بين لبنان والكيان الصهيوني. والهدف من كلّ ذلك ضمان الأمن في مناطق شمالي فلسطين المحتلّة تمهيداً لعودة المستوطنين الصهاينة إلى المستوطنات القريبة من الحدود.
كيف يردّ الحزب على التهديدات؟
كما نُشرت تقارير وتهديدات من قبل العدوّ الإسرائيلي وبعض وسائل الإعلام والجهات الدبلوماسية تؤكّد أنّه في حال لم ينسحب الحزب وقوات الرضوان من جنوب الليطاني من خلال المباحثات الدبلوماسية، فإنّ الجيش الإسرائيلي سيقوم باجتياح واسع لجنوب لبنان وطرد قوات الحزب من الجنوب بالقوّة وصولاً إلى تدمير لبنان.
انتشر في الأيام القليلة الماضية العديد من التقارير والتحليلات الإعلامية والدبلوماسية التي تتحدّث عن السيناريوهات المستقبلية لما يجري في قطاع غزة ولما يمكن أن يجري في جنوب لبنان
ردّاً على كلّ هذه السيناريوهات والتقارير المتخيّلة يجيب المسؤولون في قوى المقاومة في لبنان وفلسطين بالمعطيات والمعلومات التالية:
– أوّلاً: على الرغم من مضيّ حوالي سبعين يوماً على بدء الحرب على قطاع غزة والضفة الغربية المحتلّة لا تزال قوى المقاومة، وفي مقدّمها كتائب عزّ الدين القسام التابعة لحركة حماس، تقاتل وتقاوم وتوقع الإصابات الكبيرة في صفوف ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي، وهي مستمرّة في المقاومة حتى وقف الحرب ولديها القدرات والإمكانيات للصمود والمواجهة.
– ثانياً: أيّ حلّ سياسي في فلسطين لا يأخذ بالاعتبار دور قوى المقاومة وفي مقدّمها حركة حماس هو حلّ غير واقعي، وقادة الحركة أعلنوا أخيراً أنّهم جاهزون للبحث في أيّ حلّ سياسي بعد وقف الحرب ومن خلال منظمة التحرير الفلسطينية.
– ثالثاً: لا توجد أيّة مفاوضات أو اتصالات حالياً مع الحزب بشأن الانسحاب من جنوب الليطاني، وكلّ ما يطرح من سيناريوهات أو تحليلات حول نشر قوات فرنسية أو أميركية أو إقامة نقاط مراقبة مشتركة بين الحزب والجيش اللبناني غير صحيح ولم يتمّ بحثه. وأمّا بشأن الحلول المستقبلية والعودة للقرار 1701 فهذا لن يبحث قبل وقف الحرب في غزة، وإنّ عمليات المقاومة الإسلامية مستمرّة في جنوب لبنان حتى وقف الحرب، وبعد ذلك لكلّ حادث حديث.
– رابعاً: قيادة المقاومة في لبنان وفلسطين على تنسيق دائم ومستمرّ، وهناك ثقة كبيرة بالصمود في ظلّ المعطيات والمعلومات حول ما يجري في قطاع غزة، والأسبوعان المقبلان قد يحملات مؤشّرات جديدة حول مستقبل الحرب، والمقاومة جاهزة لكلّ الاحتمالات والخيارات.
– خامساً: هناك عدّة عوامل تتحكّم بنتائج المعركة، ومنها قدرة المقاومة على الصمود والمواجهة، والخسائر الكبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي، والتباين في وجهات النظر بين الإدارة الأميركية والمسؤولين الصهاينة حول كيفية إنهاء الحرب والقضاء على المقاومة، والضغوط الشعبية في العالم لوقف الحرب، وخصوصاً في أميركا، والصمود الكبير للشعب الفلسطيني على الرغم من التضحيات الكبيرة، وتزايد الدعوات والضغوط داخل الكيان الصهيوني لوقف الحرب بسبب نتائجها البشرية والاقتصادية وعدم تحقيق الأهداف التي رُفعت في بداية الحرب. كلّ هذه العوامل ستكون مؤثّرة في تحديد مسار الحرب ونتائجها.
إقرأ أيضاً: إسرائيل أبلغت أميركا: نخطّط لغزو جنوب لبنان
يختم المسؤولون في المقاومة: نحن جاهزون لكلّ الاحتمالات والخيارات والتصعيد في عمليات المقاومة على كلّ الجبهات (فلسطين، لبنان، العراق، اليمن)، وأيّ توسعة للعدوان سيقابَل بالردّ المناسب، وفي حال نفّذ العدوّ الصهيوني تهديداته بشنّ عدوان واسع على لبنان فإنّ المقاومة جاهزة لمواجهة العدوان.