الممانعة تقيّم ما حصل: أين أخطأنا وأين نجحنا؟

مدة القراءة 4 د


أطلقت قوى محور الممانعة في الأيام الأخيرة ورشة من اللقاءات والاجتماعات بعيداً عن الأضواء بهدف تقويم معركة الخمسين يوماً لتحديد نقاط القوة والضعف في المعركة وكيفية متابعة التطورات، بخاصة مع سقوط الهدنة وعودة الأعمال العسكرية إلى جبهة قطاع غزّة وباقي الجبهات في المنطقة ومنها جبهة جنوب لبنان.
مصادر “أساس” تشير إلى أنّ بعض مراكز التفكير والدراسات في قوى الممانعة أعدّت دراسات أوّلية حول المواجهات التي حصلت حتى الآن ونتائجها السياسية والعسكرية والأمنيّة والإعلامية، وجرى تعميم بعض هذه الدراسات على نطاق محدود، في حين أنّ قوى أخرى عمدت إلى تشكيل لجان داخلية لتقويم المعركة من كلّ النواحي وتحديد النجاحات التي تحقّقت والأخطاء التي برزت، سواء داخل كلّ ساحة أو على صعيد المحور كلّه وطبيعة العلاقات بين قوى المحور.
كما تجري مناقشات ولقاءات بين قوى المحور من أجل وضع خطة عمل للمرحلة المقبلة، على الصعد العسكرية والإعلامية والدبلوماسية والأمنية والسياسية، من أجل الاستعداد لكلّ الاحتمالات والتوقّعات، في حال تمّت العودة إلى المفاوضات والهدن مجدّداً أو توسّع القتال مرّة أخرى.
ومن ضمن الدراسات التقويمية التي أُعدّت حول تقويم المعركة وردت النقاط التالية:

– أوّلاً: على الصعيد العسكريّ
فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة ومنها القضاء على حركة حماس وتحرير الأسرى بالقوة واحتلال مدن وأحياء كاملة في قطاع غزة واقتصر دخولها على المناطق الرخوة، وعلى الرغم من حجم القوة الكبيرة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي إلا أنّه لم يحقّق إنجازات مهمّة في قطاع غزة.

في جبهة الجنوب اللبناني تمكّن الحزب من فتح جبهة بطول 110 كلم، وحقّق نتائج عسكرية في حين أنّ العدوّ استطاع تحقيق إصابات على صعيد استهداف المقاتلين لكنّه لم يستطع الردّ على مصادر النيران

وفي جبهة الجنوب اللبناني تمكّن الحزب من فتح جبهة بطول 110 كلم، وحقّق نتائج عسكرية في حين أنّ العدوّ استطاع تحقيق إصابات على صعيد استهداف المقاتلين لكنّه لم يستطع الردّ على مصادر النيران.
شكّلت جبهة اليمن وجبهة الضفة الغربية المحتلّة وجبهة العراق مفاجآت مهمّة على الصعيد الميداني لأنّها جبهات مساندة لجبهة غزة.

– ثانياً: على الصعيد السياسيّ
قفزت القضية الفلسطينية من ملفّ الروتين والنسيان السياسي إلى أعلى سلّم الاهتمامات الدولية والإقليمية والعربية، كما كان تحرّك الشعوب في معظم أنحاء العالم خطوة مهمّة لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وللضغط لوقف إطلاق النار، في حين أنّ التحرّك العربي كان محدوداً على الرغم من الدور المصري والقطري في عمليات التبادل. وأمّا على صعيد السلطة الفلسطينية فلم يكن موقفها بمستوى التطوّرات ولم تتّخذ خطوات عملية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.

– ثالثاً: على صعيد محور المقاومة
على الرغم من أنّ عملية طوفان الأقصى نفّذتها حركة حماس دون تنسيق مسبق مع قوى المحور، لكنّ التفاعل بين هذه القوى خلال المعركة أدّى إلى تبلور محور المقاومة والتفاعل بين قواه على كلّ الجبهات العسكرية والدبلوماسية والإعلامية والشعبية، لكنّ المطلوب زيادة التنسيق والتعاون الميداني في الأيام المقبلة.

إقرأ أيضاً: الحزب بعد غزّة: تشدّد داخليّ في “كلّ العناوين” السياسية؟

لقد تضمّنت الدراسة اقتراحات عملية لمواكبة المعركة في المرحلة المقبلة على كلّ الصعد السياسية والأمنية والعسكرية والدبلوماسية، ودعت إلى عدم الانجرار إلى السجالات والصراعات السياسية والإعلامية مع كلّ القوى التي تنتقد المقاومة، سواء في لبنان أو فلسطين أو دول المنطقة، والتركيز على دعم الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، مع أهمية الدور الذي يقوم به الإعلام العسكري في فلسطين واليمن ولبنان والعراق لأنّ له دوراً مسانداً في المعركة.
كما أشارت الدراسة إلى الاحتمالات المستقبلية وكيفية التعامل، سواء استمرّت المعركة العسكرية أو حصل وقف جديد لإطلاق النار، وحدّدت الأهداف السياسية التي سيتمّ الوصول إليها في المرحلة المقبلة.
وللبحث صلة..

 

لمتابعة الكاتب على تويتر: KassirKassem@

مواضيع ذات صلة

أميركا مطمئنّة.. ونتنياهو “يسرق الوقت”

عاد الموفد الأميركي آموس هوكستين من زيارته إلى المنطقة، ووصل إلى العاصمة الاميركية أمس. وقبل أن يصل إلى واشنطن كان قد طمأن عين التينة إلى…

مبعوث ترامب إلى الشّرق الأوسط: معجب “بروحانية” نتنياهو..

تشبه الشّخصيّات التي رشّحها الرّئيس الأميركيّ المُنتخب دونالد ترامب شخصيّته الجدليّة. فهو كما فاجأ المراقبين يومَ فازَ في انتخابات 2016، وبفوزه الكبير في انتخابات 2022،…

هوكستين موفد ترامب… فهل يضغط لإنجاز الاتّفاق؟

كثيرٌ من الضبابية يحيط بمصير المفاوضات التي قادها آموس هوكستين بين لبنان وإسرائيل، أو بالأحرى بين “الحزب” وإسرئيل، عبر رئيس مجلس النواب نبيه برّي. التفاؤل…

الاتّفاق Done: إعلانه خلال أيّام.. أو أسابيع؟

بين واشنطن وتل أبيب وبيروت أصبحت شروط الاتّفاق معروفة، ولا ينقصها سوى لمسات أخيرة قد تستلزم يوماً واحداً، وقد تطول لأسابيع، أربعة ربّما. لكن ما…