قبل 45 عاماً تقريباً، أي في عام 1978، تعرّفت على الحاج أبي حسن رعد في منزل أهله في منطقة المصيطبة في بيروت مع مجموعة من الإخوة من الشباب الإسلامي الذين كانوا ينشطون في إطار الاتحاد اللبناني للطلبة المسلمين واللجان الإسلامية وحزب الدعوة الإسلامية. ومنذ ذلك الوقت انتسبت إلى مدرسة الحاجّ أبي حسن رعد للتعلّم منها الفكر الإسلامي والوعي السياسي والعمل التربوي والإعلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاستكبار العالمي، وتعرّفت من خلاله ومن خلال بقية الإخوة والأخوات على هذه المدرسة الرائعة التي يحتاج الإنسان إلى كتب ودراسات للكتابة عنها .
لكنّ للحاج أبي حسن رعد وعائلته خصوصية مميّزة، فوالده مدرّس القرآن كان إنساناً رائعاً ومناضلاً ووالدته امرأة مميّزة بحبّها للآخرين، ثمّ زوجته كانت من الجيل الإسلامي الذي ساهم في نشر الوعي الإسلامي في الزمن الصعب، وهي من عائلة كريمة ومناضلة، وأولاده هم حصيلة تلك العائلة الرائعة.
إنّها مدرسة الحاج أبي حسن رعد وإخوانه في هذه المسيرة الجهادية من لبنان إلى فلسطين والعراق واليمن وإيران وسوريا وكلّ العالم العربي والإسلامي، وإلى كلّ أحرار العالم الذين يناضلون من أجل العدالة والإنسانية والحرّية
من الحاج أبي حسن رعد تعلّمت الكثير الكثير، وله الفضل الكبير عليّ، ولا أستطيع أن أفيه حقّه. لكن اليوم مع شهادة نجله عباس إلى جانب بقية الشهداء على طريق القدس ومن أجل فلسطين أتعلّم معنى الشهادة والنصر والعطاء والتضحية بكلّ شيء من أجل الحقّ والعدالة. وهذه هي المدرسة الإسلامية والجهادية التي أثمرت كلّ هذا العطاء طوال الخمسة وأربعين عاماً الماضية حيث يستشهد الأمناء العامّون وأولادهم والقادة وأبناؤهم، والكلّ في مسيرة واحدة نحو الله عزّ وجل ونحو النصر.
إنّها مدرسة الحاج أبي حسن رعد وإخوانه في هذه المسيرة الجهادية من لبنان إلى فلسطين والعراق واليمن وإيران وسوريا وكلّ العالم العربي والإسلامي، وإلى كلّ أحرار العالم الذين يناضلون من أجل العدالة والإنسانية والحرّية .
هنيئاً لك أبا حسن رعد شهادة نجلك عباس، وهنيئاً لعائلتك ولكلّ الشهداء وعوائلهم .
والنصر قادم بإذن الله.