أكّد السفير السعودي السابق في لبنان الدكتور علي عواض عسيري أنّ القمّة الإسلامية التي ستعقد يوم الأحد المقبل لن تختلف كثيراً عن قمّة الرياض لجهة دعم الشعب الفلسطيني والعمل على وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية، لكن علينا أن لا نستبق الأمور لأنّ لكلّ قمّة أجندة معيّنة، وعلينا التريّث قليلاً لنعرف ما هي مخرجات القمّة العربية أوّلاً، ووفقاً لهذه المخرجات يمكننا البناء على ما يمكن أن يصدر عن القمّة الإسلامية.
السفير عسيري المتخصّص بعلم المفاوضات وكان له الدور الأساس بقيادة مفاوضات أزمة المسجد الأحمر في مدينة إسلام آباد الباكستانية عام 2007، أشار إلى أنّ القمّة العربية في الرياض والقمّة الإسلامية التي ستليها تعكسان مدى اهتمام قيادة المملكة العربية السعودية بما يحصل في قطاع غزّة من أعمال وحشية ومجازر ضدّ الشعب الفلسطيني والمدنيين الأبرياء في القطاع، حيث تصرّ قيادة المملكة على إيجاد حلول فورية لإيقاف الحرب ونزيف دماء الأبرياء، وهو ما يشكّل خرقاً لكلّ القواعد الإنسانية والمواثيق الدولية.
وأضاف عسيري في حديث لـ”أساس” “أنّ هناك إرادة سياسية للقيادة السعودية لأن تكون القمّة العربية التي تستضيفها الرياض نهار السبت المقبل قمّة فعّالة تسعى إلى تأكيد موقف عربي موحّد وواضح يفيد بأنّ الصراع الراهن في الشرق الأوسط وتحديداً في فلسطين لن ينتهي إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه الشرعية، وذلك وفقاً لحلّ الدولتين بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية استناداً إلى حدود 1967”.
وحول ما ستنتجه القمّة العربية قال السفير عسيري لـ”أساس”: قمّة الرياض العربية ستعمل على 8 نقاط هي الآتية:
1- إيقاف الحرب بشكل فوري.
2- إيجاد آليّة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في غزّة لأنّ ما يصلهم حالياً لا يكفي الاحتياجات الملحّة والكبيرة للسكان.
3- صياغة موقف عربي موحّد يقوم على مبدأ حلّ الدولتين.
4- تأكيد التضامن العربي الجامع مع الشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزّة أو في الضفة الغربية، وأنّ الشعب الفلسطيني ليس وحيداً ولا بمفرده.
أكّد السفير السعودي السابق في لبنان الدكتور علي عواض عسيري أنّ القمّة الإسلامية التي ستعقد يوم الأحد المقبل لن تختلف كثيراً عن قمّة الرياض لجهة دعم الشعب الفلسطيني والعمل على وقف الحرب
5- تأكيد الإجماع العربي على رفض الوحشية والعقاب الجماعي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي بحقّ أكثر من مليونَي فلسطيني في قطاع غزّة.
6- تأكيد الموقف العربي بلغة واضحة وصريحة لجهة رفض التهجير القسري للشعب الفلسطيني، سواء في قطاع غزّة باتجاه مصر أو الضفة الغربية باتجاه الأردن.
7- إيجاد رؤية عربية موحّدة للمسار السياسي للصراع القائم وإفرازاته.
8- توجيه رسالة عربية واضحة للدول الغربية بضرورة التحرّك الفوري لإيقاف الحرب.
إقرأ أيضاً: اللواء الحربيّ لـ”أساس”: من الصعب هزيمة جيل حماس الثاني
الجدير بالذكر أنّ الرياض تستضيف يوم السبت المقبل 11 تشرين الثاني قمّة عربية طارئة بناء على دعوة ثنائية من المملكة العربية السعودية ودولة فلسطين، حيث من المتوقّع أن يشارك فيها معظم الزعماء العرب وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وأمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. كما تستضيف الرياض في اليوم التالي نهار الأحد 12 تشرين الثاني قمّة لمنظّمة التعاون الإسلامي التي تجمع 57 دولة، وهي عضو دائم في الأمم المتحدة، حيث من المتوقّع أن يشارك فيها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي والرئيس التركي رجب طيب إردوغان. كما تؤكّد مصادر خاصة بـ”أساس” أنّ القمّة ستشهد مشاركة روسية رفيعة كعضو مراقب.
لمتابعة الكاتب على تويتر: ziaditani23@