هل من عاقل يرفض صفقة المليار يورو؟
تساؤل جاء على ألسنة الملايين من الناس، بعدما فاجأ نجم المنتخب الفرنسي وفريق باريس سان جرمان كيليان مبابي الجميع برفضه لقاء وفد نادي الهلال السعودي الذي قدم إلى العاصمة الفرنسية باريس للقائه وإتمام صفقة انتقاله إلى صفوف “الزعيم” في الرياض.

من أفشل الصفقة؟
تساؤلات عديدة طُرحت بعد موقف مبابي الصادم: من يقف خلف تراجعه المفاجئ؟ هل هو رئيس النادي الباريسي القطري ناصر الخليفي؟ هل هو نادي ريال مدريد الإسباني؟ أم الجزائرية فايزة العماري والدة مبابي ووكيلة أعماله؟
أشارت مصادر في نادي الهلال السعودي لـ”أساس” إلى أنّ “إدارة نادي باريس سان جرمان، وعلى رأسها ناصر الخليفي، أبدت كلّ تعاون وتجاوب معنا لإتمام الصفقة التي رأت فيها مصلحة النادي واللاعب وفريق الهلال. وهي صفقة تحقّق مكاسب كبيرة للجميع. ولكن للأسف مبابي هرب من اللقاء بشكل نافر وغير مقبول من دون معرفة الأسباب، فحتى لحظة وصول وفد الهلال إلى باريس كانت كلّ الأمور تسير كما رُسم لها إن من جهة باريس سان جرمان أو من جهة اللاعب وعائلته التي أعلنت رسمياً موافقتها وترحيبها بانتقاله إلى الهلال واللعب في الدوري السعودي”.
بالمقابل، أكّد الصحافي الإسباني بالمو بولو في تصريح لإذاعة “راديو ماركا” المدريديّة أنّ “باريس سان جرمان يشكّ في أنّ مبابي لديه بالفعل اتفاق مع ريال مدريد لم يعلنه يمنعه من اللعب لغير سان جرمان قبل الانتقال إلى صفوفه الموسم المقبل، وهو ما دفع اللاعب إلى الانسحاب المفاجئ من مسار الانتقال إلى نادي الهلال”.

اللافت أن الخليفي لم يجتمع مع مبابي منفرداً فيما التقى العديد من نجوم الفريق الجدد منفردين

التزم نادي ريال مدريد الإسباني الصمت تجاه هذه الاتّهامات ورفض المسؤولون في النادي الردّ على اتصالات العديد من الإعلاميين الإسبان والفرنسيين.
بالمقابل، وُجّهت أصابع الاتهام إلى والدة مبابي فايزة العماري على الرغم من أنّ نادي الهلال قد حصل على موافقتها المسبقة للحضور إلى باريس والتفاوض. وهي لها تأثير كبير على اللاعب الذي وصفها في تصريح له قائلاً: “هي كلّ شيء، هي أوّل من قال لي أنت تستطيع، أنت مختلف”.
انتقدت صحيفة “el debate” فايزة العماري قائلة: “ما تحقّقه فايزة العماري هو أنّها تجعل مبابي يفقد مكانته على الصعيد العالمي. إذا لم يغادر باريس سان جرمان هذا الصيف أو الصيف المقبل فسوف يتراجع تدريجياً مع خطر أن يصبح مثل نيمار بل أصغر من ذلك بكثير”.
الجدير بالذكر أنّ العماري وُلدت من أبوين جزائريَّين في عام 1974 في بلدة فرنسية تدعى “بوندي” في شمال فرنسا، ثمّ انتقلت إلى باريس عام 2018 ولعبت كرة اليد ومثّلت منتخب فرنسا في البطولات الأوروبية. وسبق لها أن انفصلت عن زوجها الكاميرونيّ ويل فريد مبابي.
مصدر في نادٍ سعوديّ منافس لفريق الهلال رفض الكشف عن اسمه شرح لـ”أساس” سبب فشل صفقة مبابي قائلاً: “مبابي رفض عرض الهلال لأنّه لا يريد أن يكون كوبري (جسر). العرض المقدّم له لمدّة سنة، وبعد ذلك يذهب مجّاناً لنادي ريال مدريد. إذا لم يلعب 12 مباراة متتالية يحقّ له فسخ العقد، وطبعاً مبابي لاعب صغير في السنّ، وما سيتقاضاه في ريال مدريد من إعلانات وحقوق نقل تلفزيوني وغيرها أكثر ممّا سيحصل عليه في الهلال، ولهذا فضّل الانتقال مباشرة إلى ريال مدريد”.
أضاف المصدر: “لا يمكن لسان جرمان أن يضع مبابي على دكّة الاحتياط لأنّ عرضه يشترط أن يلعب 12 مباراة متتالية وإلّا يحقّ له الانتقال مجّاناً من الفريق”.

ماذا قال الخليفي للّاعبين؟
رئيس النادي الفرنسي رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي كان كما يبدو متحسّباً لهذه الوقائع، وهو ما يفسّر زيارته المفاجئة لتدريبات الفريق واجتماعه مع اللاعبين الذين ألقى فيهم خطاباً شديداً هو الأوّل من نوعه منذ شرائه للنادي عام 2011. وقد نقلت صحيفة “ليكيب” الفرنسية كلمة الخليفي التي جاء فيها: “النادي أكبر من أيّ شخص هنا حتى أنا، وأتوقّع من كلّ لاعب تقديم 200% خلال التدريبات والتعبير عن السعادة، وأهمّ من ذلك هو الولاء للنادي”.
ختم ناصر الخليفي رسالته لنجوم الفريق بضرورة احترام الجماهير قائلاً: “لم تكن العلاقة مع الجماهير جيّدة الموسم الماضي، لكن أتمنى منكم أن تذهبوا لتحيّة الجماهير بعد كلّ مباراة، فهم يدفعون لمشاهدتكم ودعمكم، ويجب عليكم احترام ذلك”.
إلا أنّ اللافت أنّ الخليفي لم يجتمع مع مبابي منفرداً، فيما التقى العديد من نجوم الفريق الجدد منفردين.

ما هو مصير مبابي؟
وفقاً لصحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، لم يقُم باريس سان جرمان بتغيير موقفه بشأن مستقبل مبابي مع الفريق، ووضع اللاعب بين التوقيع على عقد تمديد والبقاء في الفريق، أو الرحيل خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، ويطالبه باتّخاذ قرار نهائي في أقرب وقت ممكن لحلّ هذه المسألة. وأكّدت الصحيفة أنّ مبابي غير مستعدّ للاستمرار مع باريس سان جرمان، وقد قدّم لإدارة النادي طلب الرحيل. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنّ ناصر الخليفي يرغب في الاستفادة من مبابي بغضّ النظر عن قراره بالاستمرار أو الرحيل في فترة الانتقالات الصيفية الحالية. وفي حالة رحيل مبابي هذا الصيف، سيكون باريس سان جرمان قادراً على الاستفادة مادّياً من انتقاله، لأنّ عقده ينتهي في نهاية الموسم المقبل.
هذا وأشارت مصادر معنيّة لـ”أساس” إلى أنّ “اتصالات حصلت بين النادي الفرنسي ونادي الهلال بعد موقف مبابي السلبي أكّد فيها الفريق الفرنسي أنّ مبابي إن لم يلعب للهلال الموسم المقبل فلن يلعب كرة القدم طوال الموسم. وهو ما يعني أنّ النادي الفرنسي يهدّد نجمه بالجلوس على مقاعد الاحتياط طوال الموسم المقبل”.

صفقة القرن
صفقة الهلال مع مبابي لو تحقّقت لكان بالإمكان أن يُطلق عليها صفقة القرن، إذ كان النادي السعودي سيدفع 332 مليون دولار لشراء عقده من باريس سان جرمان وراتباً سنوياً له يصل إلى 300 مليون يورو يتضمّن عقوداً إعلانية وتجارية واستغلال حقوق الصورة بقيمة 500 مليون يورو.

إقرأ أيضاً: الكرة السعوديّة: البداية من لبنان وبن سلمان  يستثمر بالشغف..

هل انتهت صفقة الهلال مع مبابي؟
الجواب المرجَّح هو “نعم”، لكن تبقى الساعات والأيام القليلة المقبلة كفيلة بصنع المفاجآت، ففي عالم كرة القدم وتحديداً كرة القدم السعودية تمثّل المفاجآت حدثاً يوميّاً.