الصحافة السعوديّة: قمّة جُدّة نجحت قبل أن تُعقد

مدة القراءة 5 د

“إنّ العالم يمرّ اليوم بصعوبات تجعل الدول العربية أمام مفترق طرق. إنّ التطوّرات العالمية تفرض تحدّيات تتطلّب التنسيق بين الدول العربية. هناك ضرورة وجود موقف عربي موحّد وابتكار آليّات جديدة لمواجهة هذه التحدّيات”. بهذه الكلمات اختصر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أهداف قمّة جدّة التي تُفتتح اليوم الجمعة.

“عكاظ” تحسم النجاح
الصحافة السعودية لم تكن بعيدة في تناولها للقمّة أمس الخميس عمّا قاله بن فرحان، إذ أكّدت أنّ القمّة قد نجحت قبل انعقادها بفضل مشاركة قيادات الصف الأوّل العربية. فكتبت صحيفة “عكاظ” تحت عنوان “قمّة جدّة.. نجحت قبل أن تُعقد”:
“ربّما لا نبالغ إذا قلنا إنّ القمة العربية المرتقبة في جدّة يوم غد (الجمعة) ستكون قمّة استثنائية، على الرغم من أنّها الدورة العاديّة الـ32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى قادة وزعماء الدول، إلا أنّ استثنائيّتها تكمن في توقيتها والظرف الذي تنعقد فيه.
على الرغم من أجندة البحث المزدحمة بالعديد من القضايا والملفّات العربية الساخنة، من فلسطين إلى لبنان مروراً بالأوضاع الملتهبة في السودان وليبيا والأزمة اليمنية، إلا أنّ القمّة التي ترأسها المملكة العربية السعودية نجحت قبل أن تنعقد، إذ إنّها تشهد عودة سوريا إلى مقعدها، ومشاركة الرئيس بشار الأسد بعد نحو 12 عاماً من الغياب عن الحضن العربي.
ليس هذا فحسب، بل إنّه بالتوازي مع القمّة، هناك أمل كبير في أن يتوصّل طرفا القتال في السودان إلى وقف دائم لإطلاق النار من خلال مباحثاتهما في عروس البحر الأحمر، فضلاً عن الأنباء المتفائلة بقرب التوصّل إلى هدنة يمنية جديدة.

الصحافة السعودية لم تكن بعيدة في تناولها للقمّة أمس الخميس عمّا قاله بن فرحان، إذ أكّدت أنّ القمّة قد نجحت قبل انعقادها بفضل مشاركة قيادات الصف الأوّل العربية

إنّ قمّة جدّة هي قمّة مواجهة التحدّيات بامتياز، ونتائجها المرتقبة ستكون بمنزلة علامة فارقة في العمل العربي المشترك، وستكون عند مستوى تطلّعات الشارع العربي، وهو ما ظهر جليّاً في كلمة وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان عندما دعا إلى ابتكار آليّات جديدة لمواجهة التحدّيات التي تواجه الدول العربية”.
في الصحيفة نفسها كتب المحلّل السعودي محمد الساعد تحت عنوان “قمة جدّة.. صراع القوى العظمى”:
“تُعقد القمّة العربية، يوم غد الجمعة، في مدينة جدّة الساحلية، بعد 55 عاماً من قمّة الخرطوم التاريخية التي التأمت للمساهمة في تعافي الجيشين المصري والسوري بعد نكسة 1967م. حينها كانت الخرطوم هي الحاضنة، وكانت الرياض وشقيقاتها العربيّات الأخريات هي من وقف مع سوريا ومصر والأردن والفلسطينيين مالياً واقتصادياً.
اليوم يكاد السودان الجريح أن ينزلق في طريق الانهيار والفشل، بينما تبدو سوريا واليمن في الطريق إلى التعافي. إنّه قدر هذا المكان “العربي” من العالم.
هل طريق التعافي سهل ويسير؟ إنّه بلا شكّ طريق وعر محفوف بالمخاطر والمتاعب والمشاقّ، لكنّه ممكن متى ما انخرط الجميع في الحلّ!
إلا أنّ الطريق الوحيد للخروج والتعافي سيكون بلا شكّ الترفّع والتغافل والتعاون في فضاء الأمن والتعاون الاقتصادي، وهذا ما أشار إليه وليّ العهد السعودي عندما قال في منتدى الاستثمار غداة إطلاق رؤية السعودية 2030: هذه المنطقة من العالم ستكون أوروبا الجديدة، كانت حلماً في يوم من الأيّام، لكنّ الإرادة والإصرار والعزيمة السعودية وظّفت رؤيتها الطموحة للوصول إلى دولتها الحلم، دولة عصرية وغنيّة باقتصادها وشعبها، تعظّم من مميّزاتها التنافسية حول العالم، وتعيش في اقتصاد مزدهر، يقوده شعب طموح.
ربّما كان قدر العالم العربي طوال تاريخه الحديث الذي بدأ بعد عام 1900م، ومعظم دوله أن تتعثّر أو في طريقها للتعثّر، وإذا تشافت تكون قد خاضت بحراً من الدماء والفرقة والفشل”.

صحيفة “الجزيرة” عنونت على صفحتها الأولى “قمّة جدّة.. ترسيخ التعاون ومواجهة التحدّيات”. أمّا صحيفة “البلاد” فعنونت “السعودية ركيزة التضامن واستقرار البيت العربي”

“الرياض” وقمّة الوئام
من جهتها عنونت صحيفة “الرياض” للقمّة في مانشيتها “تعزيز العمل العربي”، وكتب المحلّل السياسي للصحيفة عبد الله الحسني تحت عنوان “قمّة الوئام“:
“ملمح عميق لا يمكن تجاوزه في السياسة السعودية ولا يمكن لعاقل ومنصف أن يغضّ الطرف عنه. وهو استشعارها للدور التاريخي والحتمية القَدَرِيّة التي وضعتها أمام مسؤولية تاريخية تجاه أشقّائها العرب. والمملكة، من واقع القراءة المتأنّية والمجرّدة من المنصفين، إذ تتصدّى لهذه المسؤولية فإنّها لا تنطلق من مصلحة خاصة، أو من رؤية ضيّقة لا تتجاوز النفعية المحضة، وإنّما هي مواقف تأتي متسلسلة ومتناغمة ومتّسقة مع النهج السعودي الرصين والثابت والآخذ في اعتباره وفي رؤيته الهمّ العربي الجمعي. فهي تستشعر كلّ حينٍ الوجع العربي، وتتداعى لأيّ جرح يطال أيّ قُطْر عربي. من هنا فإنّها لم تقف مكتوفة الأيدي أمام أيّ معضلة عربية، بل إنّها بحسّها العروبي والإسلامي تَهُبُّ لنجدة ومساعدة أيّ دولة شقيقة، ولا تساوم في هذه الوقفة، ولا تمارس ضغطاً أو انتهازيّة. وهو نُبْلٌ ليس بغريب على هذه الدولة التي أُسّست على المواقف الأصيلة وقيم العروبة ومنظومة القيم والمروءة.

إقرأ أيضاً: قمّة المملكة الجامعة: مفاجأة ومفاجآت

اليوم العرب في أمسّ الحاجة إلى التوحّد ونبذ الاختلافات وتجاوز مُكدّرات الماضي وبواعثه. فالجسد العربي بات مُنهَكاً، ومُتخماً بالجراح، والثلوم في كلّ مفاصله، ولم يعُدْ في أيّ جزء منه موطئٌ لجرح آخر”.
فيما صحيفة “الجزيرة” عنونت على صفحتها الأولى “قمّة جدّة.. ترسيخ التعاون ومواجهة التحدّيات”. أمّا صحيفة “البلاد” فعنونت “السعودية ركيزة التضامن واستقرار البيت العربي”.

مواضيع ذات صلة

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…