أصدرت قاضية التحقيق في الشمال سمرندا نصّار القرار الظنّي في قضية اغتصاب الطفلة لين طالب وقتلها، فاعتبرت فعل المدّعى عليهم خال الطفلة “نادر بو خليل” الذي اغتصبها (قبيل عيد الأضحى المبارك)، ووالدتها “وعد بو فواز” وجدّها “فواز بو خليل” وجدّتها “حيات الرز”، من نوع الجناية 549 عقوبات التي تنص على عقوبة الإعدام، وفعل الخال “نادر” لجهة اغتصاب الطفلة من نوع جنايتَيْ المادّتين 503 و504 منه (عقوبتهما السجن سبع سنوات مع الأشغال الشاقّة)، وأحالت الجميع أمام محكمة الجنايات في لبنان الشمالي للمحاكمة.
روت قاضية التحقيق في الشمال سمرندا نصّار غليل جميع من تابع قضية اغتصاب الطفلة لين طالب ابنة الستّ سنوات ومقتلها، بعد تآمر كلّ أفراد عائلتها عليها، وثأرت نصّار للطفلة المجنيّ عليها بعدما كشفت في وقائع وحيثيّات قرارها الظنّي، بطريقة لا لبس فيها، كيف أقدم خال الطفلة “نادر بو خليل” على اغتصابها (قبيل عيد الأضحى المبارك) وكيف حاول باقي المدّعى عليهم، أي والدتها “وعد بو فواز” وجدّها “فواز بو خليل” وجدّتها “حيات الرز”، حماية الخال المُعتدي بكلّ الطرق. واتّهمت نصّار في قرارها، الذي حصل “أساس” على نسخة منه، المدّعى عليهم الأربعة بقتل الطفلة لين طالب عمداً وعن سابق تصوّر وتصميم ورفض تقديم العناية الطبّية اللازمة لها وهي تموت أمامهم، واتّهمت خالها “نادر” باغتصابها بطريقة وحشيّة.
توفّيت “لين” لدى وصولها وكانت حرارتها تتجاوز أربعين درجة مئوية وتعاني من فقر دم حادّ وارتفاع كبير في الكريات البيض والصفائح جرّاء الالتهاب الكبير والنزف الدموي المستمرّ منذ أيام، وجزم طبيب الطوارئ تعرّضها لاغتصاب وحشيّ من شرجها
ذكرت وقائع القرار أنّ المدّعى عليه “نادر” الذي يعمل في شركة خاصة في مرفأ بيروت، كان في يوم عطلة، فاستفاد من غياب أفراد العائلة المنشغلين بولادة شقيقته “خلود” وبوجود زوجته عند أهله في الطابق الأرضي، فأقدم على الاعتداء على ابنة شقيقته “لين” (التي لم تتمّ الستّ سنوات) في حمّام منزله، بعدما أقفل فمها كي لا تصرخ، فأدّى ذلك إلى تورّم شفتيها. وهو أمسك بها بشكل قاسٍ جدّاً، وقام بالاعتداء عليها اغتصاباً بطريقة مخالفة للطبيعة، وترك كدمات بين فخديها ولم يمسّ غشاء البكارة ظنّاً منه أنّ أمره لن ينكشف. لكنّ الطفلة وهي تواجه أوجاعها وصدمتها الجنسية والنفسية أبت إلّا أن تُدافع عن نفسها وتكشف تستّر العائلة كلّها ومحاولة إخفائها للجريمة عبر تركها خدوشاً بأظافرها على عنق الخال، الذي أظهرت ذاكرة هاتفه وجود صور لأطفال، من بينهم ابنة شقيقته وهو يُداعبها بشكل غير مألوف.
العائلة “تتواطأ” ضدّ الطفلة
فور اكتشاف الفعل الذي ارتكبه الخال من قبل أفراد العائلة، عمد المدّعى عليهم جميعاً إلى إخفاء معالم الجريمة، فأخذوا الطفلة التي كانت تبكي باستمرار بسبب أوجاعها، إلى الطبيب لمعالجة يدها فطلب أن يوضع لها رباط، لكنّ الطفلة ساءت حالتها وامتنعت عن تناول الطعام والماء لمدّة خمسة أيام وكانت تتقيّأ باستمرار وأصيبت بحالة هستيريّة وكانت تخاف من أن يقترب منها أيّ رجل حتى الطبيب نفسه، وكانت ترتعب من دخول الحمّام، وتمتنع عن قضاء حاجتها، وعانت من نزيف مستمرّ إلى أن تدهورت حالتها يوماً بعد يوم. وبدلاً من إسعافها أخذوها (الأمّ وزوجة الخال والجدّة) إلى مدينة الملاهي لعلّهم يُحسّنون وضعها ويُخفون جريمتهم، لكنّ الطفلة كانت بحالة سيّئة جدّاً، فاضطرّوا إلى البحث عن طبيب أعصاب يُخفّف من صدمتها، لكنّ محاولاتهم باءت بالفشل.
استمرّ نزف المجنيّ عليها دون توقّف، فعمدت أمّها إلى وضع الطفلة في مغاطس ماء وملح، فارتفعت حرارة “لين” وزاد تقيّؤها. وخوفاً من كشف جريمتهم لم يسرعوا في أخذها إلى المستشفى، بل اصطحبوها إلى شيخ ليقرأ لها آياتٍ من القرآن الكريم علّها تتعافى.
فور شيوع خبر وفاتها حاول المدّعى عليهم ترويج رواية وفاة الطفلة بحادث سير، لكنّهم لم يفلحوا وانكشفت القضية التي أغضبت الرأي العامّ وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام
في يوم 29 حزيران الماضي، زادت حرارة الطفلة بشكل كبير، فاضطرّ ذووها إلى نقلها إلى طوارئ مستشفى المنية. رفضت “لين” معاينتها من قبل طبيب الطوارئ لأنّه رجل، فطلب الأخير عرضها على طبيب أطفال في عيادته، وقد ذُهل الأخير من خوف الطفلة وعدم السماح له بفحصها أو الاقتراب منها ومن حالتها العصبيّة، وأوضح لهم أنّ “الطفلة رح تموت ما بتضاين”، لكنّ جدّها أصرّ على تعليق مصل لها، فأصرّ الطبيب على إدخالها المستشفى فوراً، فكان جواب الأمّ والجدّة والجدّ أن يصف دواء لها لتخفيف الوجع والتقيّؤ.
ليلة الوفاة
عادت العائلة بالطفلة وهي على شفير الموت إلى المنزل، وراح المدّعى عليهم يتفرّجون عليها وهي تحتضر. حوالي الساعة السابعة والنصف، فقدت “لين” وعيها فنُقلت وهي بين الحياة والموت إلى المستشفى من قبل عمّ الوالدة وزوجته، ولم تُكلّف أمّها نفسها الذهاب معها، ولم يتوجّه جدّاها وخالها إلى المستشفى إلّا بعد وفاتها.
إقرأ أيضاً: لين طالب: تفاصيل مرعبة
توفّيت “لين” لدى وصولها وكانت حرارتها تتجاوز أربعين درجة مئوية وتعاني من فقر دم حادّ وارتفاع كبير في الكريات البيض والصفائح جرّاء الالتهاب الكبير والنزف الدموي المستمرّ منذ أيام، وجزم طبيب الطوارئ تعرّضها لاغتصاب وحشيّ من شرجها.
فور شيوع خبر وفاتها حاول المدّعى عليهم ترويج رواية وفاة الطفلة بحادث سير، لكنّهم لم يفلحوا وانكشفت القضية التي أغضبت الرأي العامّ وضجّت وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام بها وطالب الجميع بإنزال أشدّ العقوبات بكلّ أفراد العائلة.