10 أيام ليجهز مستشفى طرابلس الحكومي: 220 سريراً و10 أجهزة تنفس

مدة القراءة 4 د


تصل إلى مستشفى طرابلس الحكومي، الطرقات شبه فارغة إلاّ من سائقي التاكسي، والمحال مغلقة بسبب التعبئة العامة. على باب طوارئ المستشفى يستقبلك ممرض يحمل آلة الفحص الحراري بيده، فيأخذ حرارتك قبل السماح لك بالدخول. أما على يمين الطوارئ فهناك غرفة، مجهزة للحالات المشتبه بها، كي تبقى فيها لحين اتخاذ الإجراءات المناسبة.

المستشفى الذي بدأ العمل فيه في العام 2007، يتألف من 3 طوابق، إضافة إلى الطابق الأرضي والعيادات الخارجية وقسم الطوارئ. وفيه أقسام عناية عدّة، الفائقة والأطفال وحديثي الولادة.. والآن بدأ بتحضير قسم لاستقبال مرضى الكورونا.

“هذا واجب وطني فنحن خط الدفاع الأوّل طبياً عن المدينة”، بهذه العبارة يبدأ  مدير مستشفى طرابلس الحكومي الدكتور ناصر عدرة حديثه لـ”أساس” عند سؤاله عن استعداد كل من الطاقم الطبي والتمريضي نفسياً لهذه التجربة، فـ”الجهاز التمريضي والطبي والإداري، جميعهم متحمسين”.

إقرأ أيضاً: كورونا ينحسر آخر نيسان إذا التزمتم المنازل

لدى الدكتور عدرة 3 خطط للتعامل مع الفيروس، “الخطة الأولى، تقوم على تجهيز قسم من الطابق الثالث لاستقبال المرضى، وتهيئة 16 سريراً لهم”، هذه الخطّة بدأت بالفعل، لاسيما وأنّ المستشفى أصبح لديها جهاز فحص الفيروس (جهاز تمّ شراؤه بتعاون بين الرئيس ميقاتي الذي تبرعت بـ80 مليون وبلدية طرابلس). ولكن متى ستبدأ المستشفى بالفحص واستقبال المرضى؟ يجيب الدكتور عدرة “تركيب الجهاز يحتاج لعدة ايام فهناك إجراءات حماية معنية يجب أن تتخذ، كما يجب تدريب الموظفين عليها. وبالتالي نحن أمامنا أسبوع أو 10 أيام كي نبدأ بإجراء الفحوصات، واستقبال المرضى”.

“الخطة الثانية تقوم على إعداد الطابق الأوّل بأكمله، وسعته 50 سريراً، وهذا في حال زاد عدد المرضى”، يقول الدكتور عدرة، متابعاً “أما الخطة الثالثة، وهي ستتبع في حال تفشّي المرض، وتقوم على تخصيص المستشفى بأكملها لعلاج الكورونا وعدم استقبال أي حالات أخرى”.

يستطيع مستشفى طرابلس الحكومي، استقبال حوالي 220 مريضاً ، غير أنّ عدد أجهزة التنفس الاصطناعي في المتوفّرة هي 7 فقط، يضاف إليها 3 أجهزة تمّ التبرّع بها وستصل لاحقاً، أحدها من متبرّع رفض الإفصاح عن اسمه، وجهازان من النائب ديما جمالي التي تبرّعت أيضاً بمخصصاتها الشهرية للمستشفى. وهي التي تتابع هذا الملفّ بشكل تفصيلي، وكان لها قبل يومين مداخلة على mtv، أظهرت تمكّنها من طريقة انتشار الفيروس، وكيفية مواجهته، خصوصاً على المستوى الإداري.  

إذاً المجموع هو 10 أجهزة تنفس، وهو عدد يكفي لـ16 سريراً، ولكنّه لا يكفي في حال زادت الحالات الحرجة وانتقلنا إلى الخطتين الثانية والثالثة. هذه حقيقة لا يخفيها الدكتور ناصر عدرة، فعند سؤاله عمّا يحتاجونه اليوم يقول “أجهزة التنفس الاصطناعي، وثياب العزل والكمامات”، أما التعويل بسدّ هذه الثغرات فهو على التبرعات.

التبرّعات لمستشفى طرابلس الحكومي ما زالت خجولة، أفراد تبرّعوا سرّاً ضمن إمكانيتهم، وجمعيات تبرعت للمستشفى بأدوات التعقيم والكمامات

الطاقم الطبي في المستشفى خضع وما زال يخضع للتدريب كي يكون جاهزاً للمرحلة القادمة، مرحلة مواجهة الكورونا، وقد تمّ تأمين كمية من اللباس العازل له، فيما العمل جاري على تأمين كمية ثانية. هذا الطاقم سيعمل تحت إشراف أخصائي مكافحة العدوى الدكتور فادي فنيانوس، وسيكون هناك أيضاً طبيب العناية في حال نقل أحد المرضى إلى قسم العناية. على ما يقول الدكتور عدرة.

في أزمة الكورونا، وقفت المستشفيات الحكومية في المواجهة لمحاربة هذا الفيروس وعلاج المصابين. واقع دفع الدكتور عدرة لمطالبة الناس بـ”استرجاع الثقة بهذه المستشفيات فهي الملاذ الأخير للمواطن”، موضحاً أنّ “هذه الأزمة سلطت الأضواء على المستشفيات الحكومية، وجعلت منها حاجة وأولوية. وهذا الشيء طبعاً يعزز مدّها بالتجهيزات والدعم. ووزارة الصحة تبذل جهداً بهذه الفترة الصعبة لتحقيق هذا الأمر”.

التبرّعات لمستشفى طرابلس الحكومي ما زالت خجولة، أفراد تبرّعوا سرّاً ضمن إمكانيتهم، وجمعيات تبرعت للمستشفى بأدوات التعقيم والكمامات رافضة أيضاً الإفصاح عن هويتها. ومن بين المتبرّعين أيضاً كان مراسل الـ”MTV” آلان درغام.

هذه التبرّعات هي بمثابة “بحصة بتسند جرّة”، في المرحلة الأولى. فالمستشفى تحتاج إلى الكثير من الأيادي البيضاء كي تبقى حصناً يحمي المدينة في المراحل المقبلة.

[PHOTO]

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…