هل ما شهدته بيروت اليوم عمل تخريبي؟ أم استهداف اسرائيلي؟ المحلل العسكري والاستراتيجي العميد الركن خالد حمادة، يؤكد في حديث لـ”أساس”، أنّ “كل شيء على أرض الواقع يظهر. ولكن قبل أن نقول إن كان هناك تدخل اسرائيلي عن طريق الدراون أو بطريقة ثانية، أو إن كان هناك عمل تخريبي محلي، علينا أن نعترف أولاً ما هو نوع هذه الذخائر ولماذا انفجرت. وهل مرفأ بيروت تابع لقاعدة عسكرية أم هو مرفأ مدني تجاري؟”.
وشدّد حمادة على أنّ “هذا الانفجار ناتج عن مواد شديدة الانفجار موجودة في عنبر من عنابر بيروت بطريقة غير معروفة. فالمفرقعات لا تنفجر دفعة واحدة”، موضحاً أنّ “هذه المواد عادة لا تخزّن في عنابر المرفأ إلا في ظروف علمية”.
إقرأ أيضاً: “ماس كهربائي” إسرائيلي في مرفأ بيروت؟
“كل شيء وارد”، بهذه العبارة يجيب المحلل العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد خليل الحلو، عند سؤاله عن فرضية العمل التخريبي، مضيفاً “كان هناك طيران في الأجواء، وأنا شخصياً سمعته. وبالفعل، كان هناك حريق، ولكن لا أستطيع أن أؤكّد إن كان هناك قصف جوي أو لا، وإن كان هناك ضربة من البحر أم لا”.
“ما شاهدناه ينفجر، هو مواد متفجرة وليس ذخيرة”، يؤكّد الحلو لـ”أساس”، موضحاً أنّ “الذخيرة تنفجر تباعاً، أما ما شاهدنا فهو مواد سريعة الانفجار وسريعة الاشتعال. وقد تكون هذه المواد للاستعمال المدني كما يتمّ الادعاء، أو مواد متفجرة حربية. فإنّ كانت للاستعمال المدني، فهناك مسؤوليات يجب أن تتحدّد، وهناك رؤوس يجب أن تطير وأن تدخل إلى السجن. أما إن كانت للاستعمال العسكري، فعليهم أن يقولوا لنا من هي الجهة العسكرية التي تستورد هذه المواد عبر مرفأ بيروت وتخزّنه فيه”.
هل حصل الانفجار نتيجة الإهمال وسوء المناخ ونتيجة تكديس هذه المتفجرات. وهذا التكديس حصل من قبل أيّ سلطة؟؟
ويشدّد الحلو على أنّ الجيش اللبناني لا علاقة له بهذه المواد “الجيش اللبناني حينما يستلم الذخيرة لا يتركها في مرفأ بيروت. بل ينقلها إلى مخازنه ويخزّنها وفق الشروط اللازمة والآمنة”.
وبحسب الحلو “لا يمكن أن نقبل بموت الناس بهذه الطريقة على الطرقات وفي منازلها. هناك قلّة مسؤولية، هذا إذا كان فعلاً في العنبر المواد التي يتحدّثون عنها، وإن لم يكن هناك شيء مختلف، كأن يستعملوا المرفأ لتمرير الأسلحة للأحزاب”.
من جهته، سأل العميد خالد حمادة عبر “أساس” إن كانت السلطة تعلم بوجود هذا النوع من المتفجرات في هذه العنابر، مضيفاً: “هل حصل الانفجار نتيجة الإهمال وسوء المناخ ونتيجة تكديس هذه المتفجرات. وهذا التكديس حصل من قبل أيّ سلطة؟؟ هل كان هناك أحد يحاول تقليم هذه المتفجرات بطريقة لا تتناسب مع طبيعتها. أم أنّ هذا الانفجار تمّ بعملية أمنية سواء من قبل جهة لبنانية أو جهة غير لبنانية”.
وفيما تخوّف حمادة من “حظر مرفأ بيروت بعد صمت الدولة وتقاعسها في القيام بواجباتها، وإن كانت الدول ستمتنع من تصدير المواد الغذائية وغير الغذائية عبر مرفأ بيروت ما يدخلنا في أزمة تموينية”، توقف في المقابل عند إهمال الدولة: “لماذا لم تتدخل الدولة وتتخذ إجراءاتها وتعزل هذه البقعة. أين رئيس الحكومة؟ أين وزير الداخلية؟ أين وزيرة الدفاع التي أرادت في الأمس أن تدمّر تل أبيب، أين قائد الجيش؟”.
وفي الختام أكّد حمادة أنّ “لا شيء يبرّر صمت الدولة. الدولة اللبنانية عليها أن تقوم بواجباتها وتتحمّل مسؤوليتها. فليقف رئيس الحكومة ويتقدّم باستقالته لان هذا الحادث حصل في عهده وهو مسؤول عنه”.