توقف هاتف القصر الجمهوري عن الرنين. لا أحد يراسل الجنرال ميشال عون. منذ كلمة “جهنّم” التي أطلقها الرئيس ميشال عون في كلمته أمام الصحافيين، لم يتّصل أحد به. الفرنسيون ينسّقون مع مصطفى أديب، يطلبون من الرئيس سعد الحريري أن يتنازل. “الثنائي الشيعي” ينسّق مع الحريري. الحريري على تواصل دائم مع أديب. لكن لا أحد يتّصل على 05 في بعبدا.
إقرأ أيضاً: عون لـ”أبو الغيط”: لا مانع من لجنة تحقيق دولية
هذا السكوت الذي يعمّ في جنبات القصر وأروقته وردهاته، دفع بأحد المستشارين، من المدمنين على التحليل الدستوري، إلى إصدار بيان لم يفهم أحد منه شيئاً، فقط للقول إنّ “رئيس الجمهورية معنيّ بالمباشر بتشكيل الحكومة وبإصدار مرسوم التشكيل بالاتفاق مع رئيس الحكومة المكلّف”.
قال البعض إنّ هذا البيان دافعه “حساسية” بعبدا من بيان الحريري، الذي بدت “أناه” المتضخّمة فيه كما لو أنّه يقول: “أنا أشكّل الحكومة، وأنا أعطي وزارة المالية بشروط، أو أحجبها بشروط”.
لا أحد يراسل الجنرال، حتّى إنّه أصدر بياناً بلا عنوان ولا مضمون، ليقول: “أنظروا أنا هنا، ومعي التوقيع”.