بعد صدور نتائج الانتخابات الرئاسية مباشرة، انكبّ الرئيس الأميركي المُنتخب جو بايدن على تشكيل فريق عمله الذي سيدير شؤون الولايات المتحدة لمدة 4 أعوام آتية. ويركّز بايدن في أولى مهامه على تشكيل فريق عمل لكبح انتشار فيروس كورونا، الذي أصاب أكثر من 10 ملايين مواطن أميركي حتّى الساعة. ولعلّ هذه المهمة ستكون الأصعب أمام الرئيس الذي فاز معتمدًا على سوء تعامل الرئيس دونالد ترامب مع الجائحة.
أمّا على صعيد الإدارة السياسية والعسكرية للولايات المتحدة، فقد أشارت معلومات واسعة الاطلاع لـ”أساس” إلى أنّ الرئيس المنتخب يطمح لتشكيل فريق عمل من المعتدلين والتقدميين، مع إشراك الجمهوريين في الحكم سعيًا للحصول على تحالف واسع، واكتساب تأييد أغلبية مجلس الشيوخ، ذات الأكثرية الجمهورية، التي يحتاج بايدن لموافقتها أمام تعييناته، بالإضافة إلى أنّها قد تكون عائقًا في وجه الرئيس المنتخب. وعليه، فإنّ بايدن قد يُشكّل الحكومة الأكثر تنوّعًا في تاريخ البلاد.
وتشير المعلومات التي حصل عليها “أساس” إلى أنّ أسماء بارزة من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بدأت تطلّ برأسها لتولّي مناصب وزارية سيادية تهمّ الخارج قبل الداخل، مثل وزارتي الخارجية والدفاع.
وزارة الخارجية
يطمح الرئيس المنتخب لطرح أكثر من شخصية سياسية بارزة لمنصب وزير الخارجية خلفًا لمايك بومبيو، الذي اعتمد سياسة “الضغط الأقصى” مع خصوم الولايات المتحدة كإيران وحزب الله وفنزويلا وغيرهم. ومن الأسماء المرشّحة من قبل جو بايدن لتولّي الخارجية الأميركية مستشارة الأمن القومي في إدارة باراك أوباما سوزان رايس، إلا أنّ اسم رايس قد يلقى معارضة الجمهوريين الذين يشكّلون أغلبية في مجلس الشيوخ نظرًا للخلاف معها في قضية اغتيال سفير البلاد لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز في بنغازي عام 2012 أثناء توليها منصب مستشارة الأمن القومي.
تشير المعلومات التي حصل عليها “أساس” إلى أنّ أسماء بارزة من إدارة الرئيس السابق باراك أوباما بدأت تطلّ برأسها لتولّي مناصب وزارية سيادية تهمّ الخارج قبل الداخل، مثل وزارتي الخارجية والدفاع
أمّا الاسم الثاني المطروح لخلافة بومبيو فهو وكيل وزارة الخارجية أيّام أوباما وليام بيرنز، وهو صاحب خبرة واسعة في الملف الرّوسي كونه عمل سفيرًا لبلاده في موسكو لـ3 سنوات خلال ولاية أوباما، كما عمل أثناء ولاية جورج بوش كمساعد لوزير الخارجية لشؤون الشّرق الأدنى، وأدّى أدوارًا بارزة في “عملية السّلام”، التي من منظوره تتضمّن “مطالب مشروعة للفلسطينيين والإسرائيليين مع ضمان أمن إسرائيل ورفاهيتها”. كما عمل في مجلس الأمن القومي الأميركي، وسفيرًا لبلاده لدى الأردن ويُتقِن العربية والروسية والفرنسية.
ويطرح بايدن للخارجية أيضًا اسم السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، والسيناتور الديمقراطي الحالي الجمهوري سابقًا كريس كونز.
وزارة الدفاع
يتوقّع المراقبون أن يطرح بايدن 3 أسماء لتولّي منصب وزير الدفاع، وهو المنصب الذي ظلّ عقبة طيلة فترة ولاية ترامب الذي شهدت ولايته تولّي 4 أسماء لهذا المنصب، 2 منهم بالأصالة و2 بالنيابة.
إقرأ أيضاً: مجلس الشّيوخ: “كلبشات” ترامب في يدي بايدن…
الأسماء المرشّحة لقيادة منصب يُشكّل السلطة الوطنية العليا إلى جانب الرئيس، للجيش الأقوى في العالم، هي:
– مساعدة وزير الدفاع للشؤون السياسية في ولاية باراك أوباما الأولى ميشيل فلورنوي، التي إن حصل تعيينها تكون أوّل امرأة تتولّى وزارة الدفاع في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
– السيناتور تامي دوكوورث، وهي الرئيسة السابقة لإدارة شؤون المحاربين القدامى، وشاركت في غزو العراق عام 2003 في صفوف الجيش الأميركي كقائدة مروحية، وتعرّضت لإصابة أدّت لبتر قدميها بعد تعرّض مروحية كانت تقودها للاستهداف عام 2004. وعام 2009، عيّنها باراك أوباما مساعدة الوزير المكلّف شؤون المحاربين القدامى.
– كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشّيوخ السيناتور جاك ريد.
الأمن الداخلي الأميركي
يسعى بايدن لإسناد حقيبة الأمن الداخلي إلى نائب الوزير أيام عهد أوباما أليخاندرو مايوركاس، إلا أنّ اتهامات وجّهت إليه عام 2015 تتعلّق بتجاوز الصلاحيات قد تكون عائقًا أمام تعيينه، في مجلس الشّيوخ. فقد يؤدّي رفض “الكابيتول” لاسم مايوركاس إلى ارتفاع حظوظ النائب العام في كاليفورنيا كزافييه بيسيرا لتولّي المنصب.