تعيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله في لبنان في حالة استنفار قصوى لمواجهة التهديدات الأميركية والإسرائيلية المستمرّة، والتي زاد منسوبها بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة، وهي ستستمرّ حتّى نهاية ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العشرين من شهر كانون الثاني المقبل.
مصادر مطلّعة على الأجواء الإيرانية وأجواء الحزب تقول إنّ “طريقة اغتيال فخري زادة فاجأت المسؤولين الإيرانيين سواء من حيث الأسلوب او التقنيات المعتمدة، والتي تشكل تطوّراً خطيراً في عمليات الاغتيال التي طالت العديد من العلماء النوويين الإيرانيين أو قيادات المقاومة الإسلامية في مراحل سابقة. وهذا الأسلوب الذي يجمع بين القدرة على جمع المعلومات وبين اعتماد تقنيات إلكترونية وغير تقليدية في التنفيذ، يزيد من المخاطر التي تواجهها قيادات الجمهورية الإسلامية وقوى المقاومة في المنطقة، ويؤكد حجم المخاطر الكبرى المتوقعة في المرحلة المقبلة”.
وتضيف هذه المصادر إنّ “لجوء العدو الصهيوني وبدعم أميركي معلن لتنفيذ عمليات أمنية ضد إيران وقوى المقاومة، يرجّح تراجع خيار العمل العسكري الواسع في المنطقة واحتمال حصول حرب واسعة، ويجعل الخيارات الأمنية هي الأقوى في الأيام المقبلة والتي قد تشمل أكثر من ساحة، سواء من خلال استهداف قيادات المقاومة او من خلال القيام بعمليات اغتيال لشخصيات معارضة للمقاومة بهدف إثارة الفتنة السياسية والمذهبية”.
تعيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحزب الله في لبنان في حالة استنفار قصوى لمواجهة التهديدات الأميركية والإسرائيلية المستمرّة، والتي زاد منسوبها بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة
وفي مواجهة هذه الأجواء والمعطيات المتوفّرة لدى القيادة الإيرانية وحزب الله، أعلنت جميع الجهات المعنية حالة الاستنفار القصوى، واتّخذت قيادات المقاومة وحزب الله إجراءاتٍ مكثّفة للحماية ومواجهة أيّ تطور أمني طارىء، إضافة إلى استمرار المسؤولين الإيرانيين في التأكيد على تحضيرهم لعملية الردّ على اغتيال الدكتور محسن فخري زادة بعد استكمال المعلومات والمعطيات حول عملية الاغتيال والجهات المنّفذة والجهات التي اتّخذت القرار.
وبموازاة المخاوف والمعطيات المتوفرة لدى المسؤولين الإيرانيين وحزب الله حول احتمال حصول عمليات أمنية في الأسابيع المقبلة، فإنّ هذه المعلومات تقاطعت أيضاً مع معطيات وصلت إلى مسؤولين أمنيين لبنانيين، تحدّث عنها وزير الداخلية محمد فهمي في تصريحات علنية مؤخراً، إضافة إلى ما أشار له المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ومدير عام أمن الدولة اللواء طوني صليبا خلال الاجتماع الأخير لمجلس الدفاع الأعلى، وإن كانت المخاطر حسب هؤلاء المسؤولين تأتي من جهات أخرى ومنها المجموعات الإرهابية التي عادت للتحرّك مجدّداً في لبنان. وقد كشفت جريمة كفتون عن حجم خطر هذه المجموعات التي ضمّت عشرات الناشطين. هذا إضافة إلى مخاوف من عودة تفعيل دور تنظيم داعش في عدد من دول المنطقة وتمدّده إلى لبنان مجدّداً.
في مواجهة هذه الأجواء والمعطيات المتوفّرة لدى القيادة الإيرانية وحزب الله، أعلنت جميع الجهات المعنية حالة الاستنفار القصوى، واتّخذت قيادات المقاومة وحزب الله إجراءاتٍ مكثّفة للحماية ومواجهة أيّ تطور أمني طارىء
كما أنّ المسؤولين اللبنانيين يتخوّفون من حصول عمليات اغتيال تطال قيادات سياسية لبنانية بهدف إثارة الفتنة، وإن كان ليس هناك معطيات حاسمة في هذا المجال.
إقرأ أيضاً: اغتيالات 2020: هل يختتمُها هدفٌ كبيرٌ مثل بدايتها؟
لكنّ الخوف الأكبر لدى بعض القيادات اللبنانية مرتبط بازدياد مظاهر العنف الاجتماعي بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية وانتشار عمليات السرقة والقتل، واحتمال زيادة أعمال العنف في حال اتّخذت السلطات اللبنانية قرار رفع الدعم عن السلع الأساسية، من دون تأمين مساعادت كافية للمواطنين المحتاجين.
تلتقي هذه المعطيات لدى المسؤولين اللبنانيين مع معلومات متوفّرة لدى العديد من الجهات الدولية والأوروبية، تتخوّف من ازدياد نسبة الفقراء والمحتاجين في لبنان والاتجاه إلى كارثة اجتماعية كبيرة إذا لم يسارع المسؤولون اللبنانيون إلى إصلاح مالي واقتصادي وإذا لم يسرّعوا وتيرة الحصول على مساعدات من الخارج.