تؤكّد مصادر مطّلعة على أجواء “محور المقاومة” أنّ قيادات المقاومة في لبنان وفلسطين ودول المنطقة تتابع التطوّرات الدائرة في فلسطين وعلى بقيّة الجبهات لحظة بلحظة، وهناك غرفة عمليات مشتركة لاتّخاذ القرارات ومواكبة الأوضاع وتحديد خطط العمل ودراسة كلّ السيناريوهات المتوقّعة وكيفية التعاطي معها.
هذه القيادات واثقة من قدرة المقاومة على مواجهة أيّ هجوم برّي على غزّة، على الرغم من خطورة الأوضاع وحجم الدمار الهائل والعدد الكبير من الشهداء في القطاع. وترفض مخطّط تهجير الفلسطينيين إلى مصر أو أية دولة أخرى. وقوى المقاومة تستعدّ لمعركة طويلة الأمد وكلّ الخيارات مطروحة على الطاولة في هذه الحرب الكبرى.
في ما يلي خلاصة أهمّ التقديرات لدى قادة المحور حول ما جرى وما يجري منذ انطلاقة “معركة طوفان الأقصى” حتى الآن:
– أوّلاً: النتائج العسكرية والأمنيّة والاستراتيجية والسياسية لـ”معركة طوفان الاقصى” لم تظهر حتى الآن بشكل كامل. وما حقّقته قوى المقاومة سيؤدّي إلى تغييرات سياسية وعسكرية مهمّة في المرحلة المقبلة، سواء داخل الكيان الصهيوني أو في المنطقة أو في العالم. وقوى المقاومة أصبحت أقوى وأكثر قدرة على فرض شروطها وتحقيق مطالبها، ولن تنجح أيّة خطة في القضاء على قوى المقاومة
– ثانياً: على الرغم من أنّ قرار القيام بتنفيذ “معركة طوفان الأقصى” كان محصوراً بقيادة كتائب القسّام في قطاع غزّة، إلا أنّ التنسيق والتعاون الميداني وتبادل الخبرات بين قوى المقاومة مستمرّ، وهناك تنسيق يومي حالياً، وكلّ الخطوات يتمّ بحثها وفقاً للتطوّرات الميدانية اليومية.
– ثالثاً: قوى المقاومة في قطاع غزّة تمتلك أوراق قوّة كثيرة في المعركة، وهي مستعدّة لكلّ أشكال التصعيد وصولاً إلى خوض المعركة البرّية، وهي غير مستعدّة لتقديم أيّة تنازلات على الرغم من الضغوط الكبيرة التي تتعرّض لها سياسياً وميدانياً من خلال الاستهداف الكبير للمدنيين في غزّة وبقيّة المناطق الفلسطينية.
– رابعاً: الدخول الأميركي والغربي على خطّ المواجهة يؤكّد النتائج المهمّة التي حقّقتها قوى المقاومة في المعركة وفشل الكيان الصهيوني فيها. وهذه المشاركة ستنقل الصراع إلى مراحل جديدة إقليمية ودولية وسيتمّ اتّخاذ الخطوات المطلوبة في هذه المواجهة عند الضرورة.
المعركة لم تعد عمليّة محدودة بل تحوّلت إلى حرب شاملة على كلّ المستويات العسكرية والدبلوماسية والإعلامية والشعبية
ماذا عن جنوب لبنان؟
– خامساً: ما يجري على الجبهة الجنوبية في لبنان يتمّ وفقاً للخطة الموضوعة في هذه المعركة، وهناك تدرّج في خوض المواجهة من خلال كلّ المستويات الأمنيّة والسياسية والشعبية والعسكرية والإعلامية، وسيتمّ تصعيد المواجهة تلقائياً في ضوء التطوّرات الميدانية في قطاع غزّة.
– سادساً: هذه المعركة لم تعد عمليّة محدودة بل تحوّلت إلى حرب شاملة على كلّ المستويات العسكرية والدبلوماسية والإعلامية والشعبية. ولقد نجحت قوى المقاومة في استعادة زمام المبادرة، وخصوصاً على الصعيد الإعلامي، وهناك غرفة عمليات إعلامية إلى جانب غرفة العمليات العسكرية، إضافة إلى إدارة المعركة الدبلوماسية والشعبية. وزيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان لدول المنطقة هي في إطار الدعم الدبلوماسي والسياسي وللتنسيق مع قوى المقاومة حول الخطوات المطلوبة في المرحلة المقبلة.
إقرأ أيضاً: طوفان الأقصى: ثلاثة سيناريوهات لبنانيّاً وإقليميّاً
– سابعاً: قوى المقاومة جاهزة لكلّ الاحتمالات والخيارات، سواء إمكانية الوصول إلى وقف إطلاق نار والبحث في ملفّ الرهائن وفي تفاهمات سياسية أو تصعيد المواجهة الكاملة في قطاع غزّة وعلى كلّ الجبهات الأخرى. وأيّ قرار سيُتّخذ سيكون من خلال التنسيق والتعاون بين قوى المقاومة في المنطقة.
في الخلاصة تؤكّد هذه المصادر أنّ قوى المقاومة مطمئنّة إلى نتائج المعركة حتى الآن وفي المرحلة المقبلة، وأنّها تملك من الأوراق القوية ما يجعلها قادرة على خوض معركة طويلة الأمد، ولن تسمح للعدوّ الصهيوني بإنهاء قوى المقاومة في فلسطين مهما بلغ الثمن.
لمتابعة الكاتب على تويتر: kassirKassem@