ماذا أبلغت تركيا حماس عن عمليّة الاغتيال؟

مدة القراءة 3 د


كشفت مصادر خاصة بـ”أساس” أنّ “الاستخبارات التركية أعلمت حركة حماس قبل ثلاثة أيام بمعلوماتٍ توصّلت إليها حول نيّة الموساد الإسرائيلي القيام بعملية اغتيال كبرى، إلا أنّها لم تتوصّل لمعرفة الشخصية المستهدفة أو المكان حيث سيتمّ الاستهداف. وبناء على هذه المعطيات قامت الاستخبارات التركية بحملة اعتقال ومداهمة واسعة لما يقارب عشرين شخصاً في إسطنبول يُشتبه بتعاونهم مع الموساد وتمّ توقيفهم وإخضاعهم للتحقيق”.

أفادت التحقيقات أنّ الصاروخ الذي استُعمل في اغتيال العاروري ورفاقه يطابق الصاروخ الذي تمّ الاستهداف به القيادي في فيلق القدس رضى موسوي

أضافت المصادر أنّ “عملية اغتيال العاروري ورفاقه تشكّل ضربة قوية لحركة حماس وجناحها العسكري، أي كتائب عزّ الدين القسّام، لأنّ عملية الاغتيال استهدفت المجلس العسكري لكتائب عزّ الدين القسام في الخارج الذي يضمّ المسؤول العسكري للقسام في الضفة الغربية عزام الأقرع والمسؤول العسكري للقسام في لبنان سمير فندي، إضافة إلى كوادر عسكرية قيادية في قوات الفجر اللبنانية التي تعمل بالتنسيق مع حماس”.

ما علاقة اغتيال رضى باغتيال العاروري؟

حول العلاقة بين اغتيال القيادي في فيلق القدس رضى موسوي واغتيال القيادي في حماس العاروري، أكّدت المصادر أنّه “لا يمكن الفصل بين عملية اغتيال رضى موسوي المسؤول في فيلق القدس الإيراني في منطقة السيدة زينب في سوريا واغتيال القيادي في حماس صالح العاروري لأنّ الرجلين يعملان على الخطّ نفسه في عملية التجهيز والتنسيق ما بين الحرس الثوري الإيراني وحركة حماس. كما أنّ عملية كشف تهريب الأسلحة من الأردن إلى الضفة في وقت سابق من قبل الاستخبارات الأردنية تأتي في هذا السياق”.

الجدير بالذكر أنّ كلّاً من عزام الأقرع ومحمد الريّس، وهما من سكان الضفة الغربية وتمّ ترحيلهما إلى تركيا، طلبت منهما الاستخبارات التركية في وقت سابق مغادرة الأراضي التركية بعد عملية 7 أكتوبر وتمّ إعلامهما أنّ وجودهما على الأراضي التركية غير مرغوب به، فقدما إلى لبنان وأقاما في الضاحية الجنوبية لبيروت.

إقرأ أيضاً: نتنياهو يردّ على بايدن باغتيال العاروري في بيروت

أين وصلت التحقيقات؟

بالمقابل، وعلى صعيد التحقيقات علم “أساس” من مصادر مطّلعة أنّه حتى الآن تمّ استبعاد حصول خرق إسرائيلي لشبكة الاتصال الخلوية في لبنان أو للإنترنت في تنفيذ عملية اغتيال العاروري بعدما قامت مخابرات الجيش اللبناني بالتحقّق من مصدر الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وظهر فيه مكان العملية من الجوّ، وتبيّن أنّ الفيديو تمّ تصويره من قبل مؤسسة إعلامية عبر كاميرا موضوعة على أحد الأبنية وغير موصولة بشبكة الإنترنت. وقد اطّلعت مخابرات الجيش على النسخة الأصلية للفيديو وعلى كلّ الأجهزة المستعملة في التسجيل.

كما أفادت التحقيقات أنّ الصاروخ الذي استُعمل في اغتيال العاروري ورفاقه سمير فندي، عزام الأقرع، أحمد حمّود، محمود شاهين، محمد الريّس، محمد بشاشة، يطابق الصاروخ الذي تمّ الاستهداف به القيادي في فيلق القدس رضى موسوي.

لمتابعة الكاتب على تويتر: ziaditani23@

مواضيع ذات صلة

بلينكن وهوكستين… مبعوثا الوقت الضائع

الحرب تزداد اشتعالاً في غزة، ولا مؤشرات على توقفها، وكذلك الحرب على الجبهة الشمالية، تشتد كل يوم وتتصاعد وتتضاعف أهدافها. تحت ضغط القتال على الجبهتين…

أمور خطيرة ليست للرّؤية ولا للكتابة؟

 هل هناك عصر إسرائيلي مقبل؟ لا يبدو ذلك صحيحاً على الرغم من تأكيدات نتنياهو. فالقضية الفلسطينية هي همٌّ عالمي وليست همّاً عربيّاً وحسب. أمّا الميليشيات…

الغرب والعرب: لرئيس يقود الثّلاثيّ لانتزاع وقف الحرب

يتصرّف العديد من عواصم القرار، في مقدَّمها واشنطن، على أنّ وقف النار في لبنان لم يحن وقته بعد. المداولات التي جرت في الأسابيع الماضية عزّزت…

نهاية يحيى: إنسانٌ “غيبيّ”… هَزَمَهُ العلم

لطالما كانت النهايات اختصاراً مكثّفاً للبدايات والخيارات التي يتّخذها كلّ واحدٍ منّا، خصوصاً نهايات الأشخاص الاستثنائيين. أولئك الذين يسرقون الأضواء، أو تسرقهم. كأن “ينتهي” مايكل…