“على الجميع الإسراع لأخذ لقاح الانلفونزا الموسمية”، هذا ما أجمع عليه مجموعة من الأطباء. غير أنّ المفارقة أنّ لقاح للإنفلونزا “غير موجود حتّى اليوم في لبنان”، وفق ما تؤكد مصادر طبية لـ”أساس”، مشيرة إلى أنّ اللقاح كان يجب أن يصل يوم الجمعة الماضي إلى البلاد، لكنّ ذلك لم يحدث.
إقرأ أيضاً: كورونا لبنان: 6 مستشفيات ميدانية خارج الخدمة
كلام المصادر الطبية يتقاطع وتصريحات نقيب الصيادلة في لبنان الدكتور غسان الأمين، الذي أشار في أكثر من حديث صحافي، إلى أنّ اللقاح لم يصل بعد، وأنّه سيصبح متوفّراً في لبنان في منتصف تشرين الأول، بتأخير كبير.
وكان أوّل من دعا الطلاب وأهاليهم إلى أخذ اللقاح عضو لجنة الطوارئ الحكومية وطبيب الأمراض الجرثومية، الدكتور جاك مخباط، وذلك بهدف التمييز بين الإنفلونزا العادية وبين فيروس كورونا. أما رئيس مركز أبحاث الأمراض الجرثوميّة والمعدية في المركز الطبّي في الجامعة الأميركيّة في بيروت الدكتور غسان دبيبو، فلم يستثنِ أحداً من اللقاح، مؤكداً أنّ “اللقاح ضروري وأنّه من المفترض أن يتناول الجميع هذا اللقاح”.
تؤكد الدكتورة صليبا أنّه لا يمكن التمييز بين الإصابة بالإنفلونزا أو الإصابة بفيروس كورونا دون الخضوع لفحص PCR، موضحة أنّ لقاح الانفلونزا لا يرتبط بالكورونا، وإنّما فقط يخفف من حدّة الإصابة بالإنفلونزا الموسمية
الدكتورة ميشال صليبا
“نفضّل أن يأخذ الجميع لقاح الانفلونزا الموسمية”، بحسب تعبير الاختصاصيّة في الأمراض الجرثومية والمُعدية في مستشفى الحريري الدكتورة ميشال صليبا في تصريح لـ “أساس”، كي لا يختلط تشخيص الإنفلونزا العادية مع تشخيص الإصابة بكوفيد 19. وفي حال لم يتمكّن الجميع من أخذ اللقاح، يبقى من الضروري أن يأخذه الأشخاص الذين يعانون من مشاكل تنفسية ومن مشاكل صحية، كمرضى السكري والضغط والقلب.
إلى ذلك تؤكد الدكتورة صليبا أنّه لا يمكن التمييز بين الإصابة بالإنفلونزا أو الإصابة بفيروس كورونا دون الخضوع لفحص PCR، موضحة أنّ لقاح الانفلونزا لا يرتبط بالكورونا، وإنّما فقط يخفف من حدّة الإصابة بالإنفلونزا الموسمية.
“انتبهوا”، بهذه الكلمة تلّخص الدكتورة صليبا تخوّفها من المرحلة المقبلة: “فنحن ما زلنا في الموجة الأولى من الكورونا. وسنصل إلى السيناريو الأسوأ حينما تفقد جميع المستشفيات قدرتها الاستيعابية. وفي ظلّ ما نراه اليوم، هذا ليس بعيداً”.
وفق البرزي، القرار الأنسب هو “عقد مؤتمر وطني جدّي يشارك فيه كلّ عناصر المجتمع اللبناني السياسيين ورجال الدين والمجتمع المدني والمؤسسات الناظمة لكلّ القطاعات، إضافة بالطبع للأطباء والجسم التمريضي
البزري: نحن في السيناريو اللبناني وهذا هو الحلّ
“العوارض بين الإنفلونزا والكورونا متشابهة. وعلى المصاب استشارة الطبيب”، هذا ما يؤكده عضو اللجنة الوطنية للأمراض المعدية الدكتور عبد الرحمن البزري لـ”أساس”، مشيراً إلى أنّ “لقاح الإنفلونزا لا علاقة له بفيروس الكورونا. نحن ننصح من يأخذون اللقاح سنوياً بأخذه هذا العام أيضاً، وهم المسنّون والمصابون بالأمراض المزمنة وأمراض نقص المناعة. هذا اللقاح يخفّف من نسبة الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، ويخفّف من احتمال أنّ يصاب الشخص بالإنفلونزا والكورونا في الوقت نفسه، ويخفّف ايضاً من احتمال اضطرار الشخص لدخول المستشفيات بسبب التهابات تنفسية”.
ولم ينفِ الدكتور البزري أنّ عدد الإصابات بفيروس كورونا، الذي ناهز الألف يومياً مؤخراً، سيرتفع في المرحلة المقبلة: “لا إجراءات ستتخذ. وعلى ما يبدو أنّ حكومة تصريف الأعمال التي يبدو أنّ عمرها طويل، تتهرّب من مواجهة كورونا، إذ لا قدرة لها على ذلك، كما أنّ المواطنين لا يثقون بها”.
هل نحن أمام السيناريو الإيطالي؟، نسأله، فيجيب: “هناك سيناريو لبناني، عدد الحالات الجديدة يومياً أدخلنا في مرحلة الخطر، ونحن ذاهبون باتجاه ارتفاع مستمرّ. وهذا مرتبط بالدرجة الأولى بتصرّفات الناس، وبوجود حكومة تنفّذ إجراءاتها”.
ورأى الدكتور البزري أنّ ازدياد نسبة الوفيات مع ارتفاع الإصابات لا يعني أنّ الفيروس بات أقسى، متخوّفاً من مرحلة الشتاء وذلك بسبب زيادة احتمال الإصابة بالأمراض التنفسية، ما يجعل احتمال ارتفاع الإصابة بفيروس الكورونا وارداً.
ما الحلّ الآن؟ وفق البرزي، القرار الأنسب هو “عقد مؤتمر وطني جدّي يشارك فيه كلّ عناصر المجتمع اللبناني السياسيين ورجال الدين والمجتمع المدني والمؤسسات الناظمة لكلّ القطاعات، إضافة بالطبع للأطباء والجسم التمريضي، لوضع خطة حقيقية جدّية، والاعتراف والإقرار أنّ الكورونا باقية على الأقل كلّ عام 2021، إن لم يكن أكثر، وعلينا أن نتعلّم كيف نعيش معها ونقلّل من احتمال الإصابة”.