يطرح الدبلوماسيون العرب والأجانب العاملون في بيروت سلسلة من الأسئلة حول دور الحزب في حرب غزّة وما ستؤول إليه الأمور على الجبهة الجنوبية وما هي رؤية الحزب للمرحلة المقبلة وحقيقة موقفه من الطروحات الأميركية لمعالجة الملفّات الحدودية مع إسرائيل، إلا أنّ السؤال الأهمّ الذي يطرحه الدبلوماسيون في بيروت يدور حول المدى الذي ستصل إليه ردود الحزب على التصعيد الإسرائيلي؟ وإمكانية الذهاب إلى حرب كبرى في ظلّ استمرار الحرب في قطاع غزة؟ وماذا يجهّز الحزب للمرحلة المقبلة؟
قلق دبلوماسيّ
يعبّر الدبلوماسيون العرب والأجانب في اللقاءات معهم عن قلقهم الكبير من التطوّرات الجارية في قطاع غزة وتداعياتها الكبيرة على كلّ دول المنطقة (ما جرى من قصف أميركي- بريطاني على اليمن إحدى نتائجها)، فالمخاوف من استمرار الحرب لا تزال قائمة في ظلّ الفشل الإسرائيلي في تحقيق أيّ هدف من الأهداف التي وضعها للحرب ومنها القضاء على حركة حماس وتهجير الفلسطينيين واستعادة الأسرى، بل إنّ امتداد هذه الحرب إلى جبهات أخرى في اليمن وجنوب لبنان والعراق وسوريا وإيران يؤكّد أنّ الأوضاع نحو المزيد من التصعيد، وأنّه لا يوجد حتى الآن موعد نهائي لوقف الحرب.
بعد أن يشرح هؤلاء الدبلوماسيون مواقف بلادهم الداعمة لوقف الحرب والوصول إلى تسوية سياسية شاملة للقضية الفلسطينية ورفض الإبادة الإنسانية التي تجري في قطاع غزة ورفض التهجير الفلسطيني، ينتقلون مباشرة إلى الجبهة الجنوبية ويطرحون العديد من الأسئلة والاستفسارات حول مواقف الحزب والتطوّرات الحاصلة في جنوب لبنان، وأبرزها:
يعبّر الدبلوماسيون العرب والأجانب في اللقاءات معهم عن قلقهم الكبير من التطوّرات الجارية في قطاع غزة وتداعياتها الكبيرة على كلّ دول المنطقة
1 – كيف سيردّ الحزب وحلفاؤه على الاغتيالات؟ وهل يكتفون بالردود الموضعية حسبما يحصل حتى الآن أم يتّجهون للتصعيد في المرحلة المقبلة، وهو ما قد يفتح الباب أمام اندلاع حرب شاملة في ظلّ استمرار التهديدات الإسرائيلية؟
2 – ما هو الموقف الحقيقي للحزب من الطروحات التي يحملها المبعوث الأميركي آموس هوكستين بشأن معالجة ملفّ الحدود؟ هل فتح الأمين العامّ للحزب الباب أمام الحلول السياسية المستقبلية؟
3 – هل يمكن للحزب أن يسحب قوات الرضوان من جنوب الليطاني وأن يعيد الأمور إلى ما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول)؟ وهل يوافق على تعزيز دور الجيش اللبناني وقوات الطوارىء الدولية أو مشاركة قوات أخرى في ضبط الأوضاع؟
4 – أين موقع ودور الحزب في المعارك الدائرة على بقيّة الجبهات؟ وهل صحيح أنّ الأمين العام للحزب هو من يتولّى التنسيق بين قوى المقاومة كبديل عن الدور الذي كان يقوم به قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني قبل اغتياله؟
5 – ماذا عن دور إيران ورؤيتها المستقبلية؟ وإلى أيّ مدى يمكن أن تذهب إيران في هذه المعركة؟ وما هي مواقفها من التسوية الشاملة للقضية الفلسطينية وعلاقتها بحركة حماس؟
6 – أيّ دور سياسي للحزب على الصعيد اللبناني بعد توقّف القتال؟ وكيف ينظر الحزب للأوضاع الداخلية اللبنانية والمعركة الرئاسية؟
إقرأ أيضاً: خيارات الحزب… بعد الاغتيالات والتفجيرات
هذه أبرز التساؤلات التي يطرحها الدبلوماسيون العرب والغربيون في اللقاءات معهم، مع تقدير البعض منهم لأداء قيادة الحزب في ضبط النفس لتجنيب لبنان والمنطقة حرباً شاملة، لكنّهم بالمقابل يعبّرون عن مخاوف كبيرة من المرحلة المقبلة لأنّ المخاطر مستمرّة والتصعيد قائم وكلّ الاحتمالات واردة إلى حين التوصّل إلى اتفاق شامل لوقف الحرب في قطاع غزة، وإلّا فلا شيء يمنع الذهاب إلى تصعيد كبير، والرهان أكثر على حكمة السيد نصر الله والحزب فقط.
لمتابعة الكاتب على تويتر: KassirKassem@