بعد الأنباء التي تحدّثت عن قرب إطلاق سراح رجل الأعمال اللبناني قاسم تاج الدين المسجون في الولايات المتحدة الأميركية وعودته إلى لبنان خلال أيام، تبدّلت الأجواء في نهاية الأسبوع الماضي، فذكرت شبكة “NBC” الأميركية أنّ وزارة العدل الأميركية استأنفت القرار القاضي بالسماح بإطلاق مبكّر له بحجّة أنّه غير مؤهل للإفراج عنه “لأسباب إنسانية” بسبب فيروس كورونا. فهل تعني خطوة الوزارة أنّ فرصة إطلاق رجل الأعمال اللبناني قد تعثّرت كي لا يقال أكثر من ذلك؟
إقرأ أيضاً: ملّاط لـ”أساس”: القمع ملازم لـ “العهد”… لن نسكت
المحامي اللبناني البارز شبلي الملاط هو وكيل أعمال تاج الدين منذ أكثر من عشرة أعوام، وهو يكشف لـ”أساس” أنّ قرار استئناف الإفراج عنه، الصادر يوم الخميس الماضي، هدفه “أن تحفظ الحكومة الأميركية حقّها في مراجعة قرار الإفراج الذي أمر به قاضي المقاطعة الأميركية ريجي والتون الشهر الماضي، وخفض مدّة عقوبته التي أمضاها حتّى الآن. وذلك بعدما قدّم محامو تاج الدين عريضة تفيد بأنّ موكلهم كان “عرضة” لفيروس كورونا بسبب عمره وصحته.
وأضاف ملاط أنّ “المهلة التي تحفظ حق الحكومة الأميركية في الاستئناف هي 30 يوماً. ولو مرّت هذه المهلة من دون قرار وزارة العدل الأميركية الأخير، لكان أصبح قرار الإفراج عن تاج الدين نافذاً”. وتابع ملاّط أنّ “خطوة وزارة العدل الأميركية تدّعي قطع مهلة الاستئناف”. وتوقّع “حصول تطوّر في القضية في وقت قريب لا يتعدى الأيام”.
المهلة التي تحفظ حق الحكومة الأميركية في الاستئناف هي 30 يوماً. ولو مرّت هذه المهلة من دون قرار وزارة العدل الأميركية الأخير، لكان أصبح قرار الإفراج عن تاج الدين نافذاً
لكن ماذا تقول أسرة تاج الدين؟
في بيان حصل “أساس” على نسخة منه حمل عنوان “بيان عائلة قاسم تاج الدين” صدر بتاريخ 21 حزيران 2020 الأسرة “تلقّت في الأيام الماضية استفسارات إعلامية عدّة حول توقّع إطلاق سراح السيد تاج الدين من سجنه في الولايات المتحدة”.
البيان يعدّد الوقائع التالية:
– في 27 أيار 2020، أمرت المحكمة لإسباب إنسانية بالإفراج عن السيد تاج الدين بسبب عمره ووضعه الصحي الذي وضعه في خطر داهم نتيجة وباء كوفيد -19 (كورونا) إذا ما بقيّ مسجوناً، كما أنّه أمضى حتّى الآن قرابة ثلاثة أرباع من محكوميته، علماً أنّ المحاكم عبر الولايات الولايات المتحدة أفرجت عن سجناء للأسباب نفسها. أما قرار المحكمة الذي منح إطلاق السراح، فليس له أيّ سبب سوى صحة السيد تاج الدين.
– إن قرار إطلاق سراح السيد تاج الدين لا يغيّر الحكم الصادر بحقّه، وهو الضلوع في تبييض أدوات مالية ناشئة عن شراء وبيع مواد محظورة. هذه العمليات التجارية كانت محظورة بموجب القانون الأميركي لأنّها تمّت عبر أميركيين حظّرت عليهم وزارة الخزانة الأميركية القيام بها مع السيد تاج الدين. وعلى رغم أنّ الحكم والاتفاق القانوني لا يتعلّقان بالإرهاب في ضوء التكهّن السائد، فإنّ السيد تاج الدين ملزم تكراراً القول إنّه لم يدعم أبداً الإرهاب، وهو مستمرّ في رفض أيّ عنف موجّه سياسياً.
صحة تاج الدين لم تتدهور بشكلٍ خطير وأنّه ليس في خطرٍ محدق من فيروس كورونا
وسبق لقناة “NBC” الأميركية أن أشارت في تقريرها قبل أيام إلى أنّ وزارة العدل الأميركية قالت في مذكرتها للقاضي والتون، إنّ “صحة تاج الدين لم تتدهور بشكلٍ خطير وأنّه ليس في خطرٍ محدق من فيروس كورونا في سجنٍ متوسط الأمن في كمبرلاند – ميريلاند، حيث كان محتجزًا”. وقالت إنّ تاج الدين سبق له وأقرّ باتهامات تبييض الأموال الموجّهة إليه ودفع غرامة قدرها 50 مليون دولار أميركي وصدر حكم بسجنه عام 2019 لمدّة خمس سنوات تنتهي في العام 2022.