بات بإمكان اللبناني توفير مئة ألف ليرة، فرق الكلفة بين فحصي الـ”PCR”، والـ”Antigen”. ونعرف أنّ كلفة الـ “PCR” هي التي حالت لشهور عدّة دون إجراء لبنانيين كثيرين لهذا الفحص، فكان التعايش مع الوسواس المرضي يستمرّ لـ14 يوماً.
“كورونا”، أو “GRIPPE”؟ سؤال جديد سيُطرح كثيراً في الأشهر المقبلة، عند انتشار عوارض الزكّام في موسم الشتاء بين اللبنانيين، وهو الموسم الذي حذّر منه الأطباء، والذي قيل أنّه سيشهد “الموجة الثانية” من انتشار فيروس كورونا، وسيكون صعباً التمييز بين الأنفلونزا العادية وبين كورونا، نظراً لتشابه أعراض الفيروسين.
الخبر المطمئن أنّ هذا الهاجس سيتلاشى، ففحص الـ”Antigen” الجديد الذي بشّر به مدير مستشفى رفيق الحريري الدكتور فراس أبيض، معلناً أنّه بات متوافراً في لبنان، هو الحل وهو الذي سيفصل خيط الكورونا الأسود عن خيط الأنفلونزا الأبيض. والنتيجة ستكون سريعة، والكلفة بسيطة، ما سيتيح لكلّ من يعاني من العوارض أن يتأكد ما إذا كان مصاباً بفيروس كورونا المستجدّ أم أنّ ما يعانيه من رشح وحرارة لا يتعدّى الإنفلونزا الموسمية.
الأهم أنّ مدة انتظار نتيجة فحص لـ”Antigen” ستنخفض إلى 20 دقيقة، بعدما كانت 48 ساعة مع فحص الـ”PCR”، والكلفة ستنخفض من 150 ألف لفحص الـ”PCR” إلى 50 ألف ليرة فقط مع فحص الـ”Antigen”.
تنصح نقيبة المختبرات الطبية ورئيسة “اللجنة الوزارية الاستشارية لفحص الكورونا” الدكتورة ميرنا جرمانوس حداد، كلّ من ظهرت عليهم العوارض في موسم الإنفلونزا، أن يجروا فحص الـ”Antigen”، موضحةً في المقابل أنّ فحص الـ”PCR” هو الخيار الأكثر دقّة لكل من خالط مصاب بالكورونا، ولم تظهر عليه العوارض.
الأهم أنّ مدة انتظار نتيجة فحص لـ”Antigen” ستنخفض إلى 20 دقيقة، بعدما كانت 48 ساعة مع فحص الـ”PCR”، والكلفة ستنخفض من 150 ألف لفحص الـ”PCR” إلى 50 ألف ليرة فقط مع فحص الـ”Antigen”
تشرح حداد في حديث لـ”أساس” أنّ فحص الـ”Antigen”، ترتفع دقّة نتيجته إلى 90% . غير أنّ هذه النتيجة الدقيقة ترتبط وفق حداد بالعوارض، ففحص الـ”Antigen” لا يكشف كميات ضئيلة من الفيروس: “لكن مع وجود العوارض يكون فعّالاً بالتأكيد، ويعطي النتيجة المطلوبة”، لافتة إلى أنّ هذا الفحص الذي لا تتعدّى تكلفته الـ50 ألف ليرة، يجنّب من لديه العوارض التكلفة المادية المرتفعة لفحص الـ”PCR”. فهامش الخطأ فيه ضئيل جداً، إذ يُجرى فوراً في المختبر، وفي وقت سريع. والنتيجة موثوقة. بينما يتطلّب الـ”PCR” نقل العينة إلى خارج المختبر والحفاظ على درجة حرارة معيّنة خلال عملية النقل”.
فهل سيعتمد الفحص الجديد في مطار رفيق الحريري الدولي؟
مصادر وزارة الصحة أكّدت في هذا السياق لـ”أساس” أنّ الفحص المعتمد في المطار وفي المختبرات التابعة لوزارة الصحة هو الـ”PCR“. أما فحص الـ“Antigen“، فهو متوفّر في المختبرات، ويتم إجراؤه وفقاً لطلب الشخص المعني وليس بتوجيه من وزارة الصحة.
إلى ذلك، تشير حداد إلى أنّ تقنية فحص الـ”Antigen”، لا تختلف عن فحص الـ”PCR”، إذ يعتمد هو الآخر على أخذ مسحة من البلعوم الأنفي (المنطقة الأعمق من الأنف)، ووضعها في كاشف معيّن، ليتمّ بعدها قراءة الفحص، موضحة أنّ صدور نتيجة فحص “Antigen” يستلزم بين 18 و20 دقيقة كحدّ أقصى.
إقرأ أيضاً: لقاح كورونا: تساؤلات حول وصوله في شباط إلى لبنان؟
وفيما يتعلّق باللقاحات الجديدة التي باتت تتنافس على إصدارها شركات عدّة، تتوقف الدكتورة حداد عند اللقاحين الجديدين وهما: “أسترازينيكا” الذي أعلنت عنه جامعة أوكسفورد، و”سبوتينك 5″ الذي أعلن عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والذي أشار إلى أنّ فعاليته وصلت إلى 95%. برأيها أنّ لبنان لن يستفيد في هذه المرحلة من هذه اللقاحات، خصوصاً أنّ وزارة الصحة قد تعاقدت مع شركة “فايرز” لشراء مليون و300 ألف لقاح، ومن المتوقع وصولها إلى لبنان في الربع الأوّل من العام 2021.
إلى ذلك توضح الدكتورة حداد أنّ لا علاجات واعدة حتى الآن. وعلى الرغم من البحث والدراسات غير أنّ كل العلاجات الموجودة لم تقنع لا الأطباء ولا العلماء وهي تستعمل فقط في أوّل فترات الإصابة من المرض: “اليوم عقار هيدروكسي كلوروكوين وضع جانباً، ريمديسيفير أوصت منظمة الصحة العاليمة بعدم استعماله. حتّى الآن أفضل العلاجات والذي يعطي أكثر فعالية، هو الكورتيزون، وهو الدواء الأقلّ كلفةً. اليوم ليس هناك علاج يمكن القول إنّه الأفضل. هناك علاجات قيد التحضير، لكن لا شيء دامغاً أو مؤكداً”.