فيما تعود منتصف ليل الأحد – الإثنين طائرتان إضافيتان من القارة السمراء، مرّت بسلاسة إجراءات الصباح الأوّل من عملية استقبال اللبنانيين العائدين من الخارج، هرباً من جائحة كورونا، وسط ترتيبات مُحكمة أظهرها فريق وزارة الصحة والأجهزة المعنية في مطار رفيق الحريري الدولي. إجراءات لم يخرق سلاستها إلاّ أمران هامشيان، أوّلهما هرب أحد ركّاب رحلة أبو ظبي من الفندق حيث تمّ الحجر على زملائه، والثاني هو “شكل” المؤتمر الصحافي الذي أجراه وزير الصحة حمد حسن عند بوابة الوصول في المطار، وقد شهد تدافعاً وتحلّق صحافيين من حوله، في مشهدية لم تعكس إجراءات التباعد والحماية التي ما انفكّ حمد يوصي اللبنانيين باتّباعها.
إقرأ أيضاً: إعادة اللبنانيين: دول رفضت الفحوصات لمنع بقاء المصابين
ME425 هو رقم الرحلة الأولى التي عادت صباح الأحد من عاصمة المملكة العربية السعودية الرياض، إلى بيروت، حاملة على متنها 78 راكباً وسط إجراءات صحية مشدّدة. بعدها بنحو ساعتين تبعتها رحلة أخرى عادت من أبو ظبي وأقلّت 79 آخرين، وهي أعداد قليلة نسبياً بسبب الإجراءات الطبية والتباعد الصحّي المطلوب.
فريق طبي من وزارة الصحة تواجد في حرم مطار رفيق الحريري الدولي منذ ساعات الصباح، وأشرف على عملية تنظيم الاستمارات الخاصة بالمسافرين والتدقيق بالمعلومات الصحية وإجراء فحوصات الـPCR، ثم نقل الواصلين بواسطة حافلات تابعة لوزارة الأشغال إلى فنادق مخصّصة لهم، ريثما تظهر نتائج الفحوصات.
أمّا رحلة المساء العائدة من ساحل العاج فقد تركت مطار أبيدجان عند الساعة 5 من مساء الأحد بتوقيت بيروت لتصل منتصف الليل إلى مطار رفيق الحريري الدولي، وعلى متنها نحو 115 راكباً. لكن تأخيراً قد يطرأ على رحلة نيجيريا المقبلة من العاصمة لاغوس، بسبب الإجراءات البطيئة التي تتخذها السلطات النيجيرية. فقد علم موقع “أساس” من مصادر خاصة، أنّ 120 راكباً هم ركّاب هذه الرحلة، لكن الركّاب لن يتجاوزوا ثلث العدد، كما أنّ عملية الـclearance الخاصة بالطائرة قد تأخرت أيضاً، ومن المرجح ألاّ تعود الطائرة قبل ساعات الفجر الأولى.
وقد كتب اللبناني مناح حيدر، الذي ينتظر في المطار: “ننتظر من الثامنة صباحاً، والأمن العام النيجيري يرفض أن يختم الجوازات بحجة عدم الحصول على موافقة على الرحلة. الأولاد نائمون على الأرض والوضع كتير صعب! رجاءً توصيل الصوت بلكي الدولة بتتدخل!”.
مصدر آخر في مطار رفيق الحريري الدولي أخبر “أساس” في اتصال هاتفي أنّ “3 رحلات إضافية ستسلك طريقها إلى بيروت، في 7 نيسان الجاري، من العواصم مدريد وباريس وكينشاسا”، من دون ذكر مزيد من التفاصيل لأنّ “المتغيّرات كثيرة والمعلومات تصل إلى بيروت كل يوم بيومه”. المصدر نفسه، أكّد أنّ “لا معلومات عن رحلات إضافية أبعد من يوم الثلاثاء”.
عزت الشركة ارتفاع أسعار البطاقات بسبب مغادرة الطائرة من بيروت فارغة (Ferry Flight) وعودتها بنصف عدد المقاعد
وكان قد استجاب مجلس الوزراء وشركة طيران الشرق الأوسط لطلب اللبنانيين العالقين خارج لبنان، تخفيض سعر تذكرة السفر للطلاب بنسبة 50 %، وذلك بعد حملة نظّمها عدد من المتضررين من الأسعار المرتفعة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين رئيس مجلس إدارة الشركة محمد الحوت باتّخاذ القرار المناسب لأنّ أموالهم عالقة في المصارف اللبنانية: “محجوزة عند صاحبك رياض سلامة”.
وعلم موقع “أساس”، أنّ من أصل ما يقارب 5 آلاف شخص سجلوا أسماءهم للعودة من ساحل العاج، أبدى قبل أيام نحو 800 شخص فقط استعدادهم لذلك، فيما عدل البقية عن الفكرة لعدم قدرتهم من دفع قيمة التذكرة “الباهظة جداً”، ولم يُعرف حتى اللحظة عمّا سيستقرّ الرقم النهائي بعد رحلة اليوم وبعد التخفيض المستجدّ في الأسعار.
وعزت الشركة ارتفاع أسعار البطاقات بسبب مغادرة الطائرة من بيروت فارغة (Ferry Flight) وعودتها بنصف عدد المقاعد بسبب “مبدأ التباعد”. وبحسب مصدر من الشركة، فإن سعر التذكرة مرتفع لأنه يتضمن ضرائب المطار، إضافة الى رسوم خاصة بضريبة الـ embarkationالتي تُقّدر بنحو 50 $ للراكب الواحد. كما أنّ الشركة ملزمة بدفع عن كل طائرة تقلع وتهبط في الداخل والخارج نحو 25 ألف دولار بمعزل عن حمولة الطائرة أو عدد ركابها، وهذه كلها كانت أسباباً لزيادة قرابة 300 $ على ثمن كل تذكرة.