حدثان في عالم الكورونا اليوم، لبنانياً سُجّل اليوم 309 إصابات بالفيروس، و7 وفيات، بينما سجّل أمس 295 إصابة بالفيروس و 4 وفيات، وعالمياً أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عن تسجيل أوّل لقاح للكورونا، مؤكّداً أنّ ابنته جرّبت اللقاح بنفسها.
عدّاد كورونا الذي يتصاعد بشكل مخيف في لبنان، دفع مدير مستشفى رفيق الحريري فراس الأبيض إلى التحذير، مطالباً بزيادة القدرة الاستيعابية لأسرّة العناية الفائقة. غير أنّ هذا التحذير يأتي في وقت يعاني القطاع الصحي من أزمة كبيرة عقب تفجير مرفأ بيروت، وما ترافق معه من خسارة للمخزون الاستراتيجي من المعدّات والأدوية والمستلزمات التي تحمي العاملين في القطاع الصحّي من فيروس كورونا.
أبيض الذي حذّر في تغريداته من ارتفاع عدد الإصابات لدى الأطفال والنساء الحوامل والمرضى الداخلين لإجراء جراحات اختيارية أو طارئة.
إقرأ أيضاً: الحالات الحرجة ترتفع.. أنقذوا مستشفياتنا
لكن ما سبب هذا الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات المسجّلة؟
عضو اللجنة الوطنية للأمراض المعدية الدكتور عبد الرحمن البزري يعيد السبب إلى “غياب الانضباط العام، خصوصاً بعد تفجير مرفأ بيروت، إضافة إلى غياب كلّ أدوات الرقابة”، متوقعاً استمرار الارتفاع بعدد الإصابات “ما سيضعنا أمام مشكلة كورونا كبيرة في الأيام المقبلة”. كما يشكو من “تضرّر مستشفيات كثيرة، وخروج بعضها من الخدمة، مثل مستشفى الروم، وتقاعس أخرى عن القيام بواجباتها. وحال المستشفيات في بيروت إمّا مدمرة كلياً أو جزئياً أو ينقصها المال أو العمال”.
ويذكّر بأنّ مستلزمات الوقاية التي يستخدمها العاملون في المجال الصحّي باتت محدودة: “والمستشفيات وفي الختام، يشدّد الدكتور البزري على “حاجة لبنان اليوم إلى المواد الصحية المتعلّقة بالوقاية من فيروس كورونا”.
نقيبة المختبرات الطبية ورئيسة “اللجنة الوزارية الاستشارية لفحص الكورونا” الدكتورة ميرنا جرمانوس حداد تدعو للعودة إلى اتّباع إجراءات الوقاية والابتعاد عن الاختلاط الاجتماعي ووضع الكمّامة دائماً.
وفي هذا السياق يوجّه مدير قسم العناية في مستشفى رفيق الحريري الدكتور محمود حسون مجموعة إرشادات:
1- للكادر الصحي والطبي في المستشفيات: لا يمكن أن تعيشوا حياة طبيعية. يجب أن يكون لديكم سلوك مختلف وغير عاديّ، وعلى المستشفيات أن تفعّل بروتوكولات الوقاية للحدّ من انتشار الفيروس بين المرضى.
2- لا شيء اسمه “grippe” هذه الأيام الـ”grippe” يعني كورونا، ومن لديه عوارض ولا قدرة له على إجراء الفحص ليحجر نفسه.
3- يمنع الاقتراب من كبار العمر وخاصة الشباب كونهم يحملون الفيروس.
4- على الشباب الحذر فمع ارتفاع الإصابات سوف ترتفع حتماً نسبة الوفيات بين الشباب.
من جهة أخرى: هل يكون اللقاح هو مفتاح الفرج للبشرية وللبنان؟
الدكتور البزري لا يملك الكثير من المعلومات حول اللقاح الروسي، غير أنّه متفائل باقتراب الوصول إلى لقاح في منتصف الخريف المقبل أو عند أوائل الشتاء، مشيراً في حديث لـ”أساس”: “نحن نتابع عدّة لقاحات، نتوقع إنتاجها وطرحها في الأسواق خلال الفترة المقبلة”.
تفاؤل الدكتور البزري يقابله تفاؤل أقلّ من النقيبة حداد. فهي وإن كانت تأمل بالوصول إلى لقاح قبل نهاية هذا العام غير أنّها تجد في هذا الأمر “تفاؤلاً مفرطاً”، موضحة أنّ “هناك سباقاً في إنتاج اللقاح بين أميركا وروسيا، لكنّ الحلّ ليس غداً”.
وتضيف حداد: “التجربة الروسية هي خطوة جيدة إلى الأمام. ولكن لا بدّ أن نعرف أنّ كلّ لقاح يجب أن يمرّ بتجارب عدّة قبل طرحه في الأسواق. فيجب أولاً تجربته على الحيوانات قبل التجربة البشرية. وحتى بعد تجربته البشرية، لا بدّ من مراقبة الخلايا اللمفاوية والأجسام المضادة الداعمة للمناعة للتأكد من فعاليته. يضاف إلى ذلك ضرورة التأكّد من عدم وجود عوارض ثانوية للقاح. فهناك لقاحات تدخل فيها مواد تسبّب الضرر الصحي”.