ردّ الحزب: loading…!

مدة القراءة 5 د


بقدر ما ستشكّل “محرقة المعمداني” في غزّة نقطة تحوّل في مسار الحرب بين إسرائيل و”حماس” بقدر ما ستكون لها تداعياتها المباشرة على الساحة اللبنانية “المَخضوضة” بقوّة بفعل زلزال غزّة. بالوقائع، أتت المجزرة المُرتكَبة بحقّ أطفال وأبرياء المستشفى الأهلي المعمداني لتضيف عناصر اشتعال جديدة على الواقع الميداني-العسكري في لبنان استناداً إلى المعطيات الآتية:
1- استشهاد عشرة عناصر من الحزب حتى الآن منذ بدء الاشتباك على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بعد تدشين الحزب مسار المواجهات جنوباً بتنفيذ “مجموعة عماد مغنية” صبيحة 8 تشرين الأول هجوماً على ثلاثة مواقع في منطقة مزارع شبعا، وهي الرادار وزبدين ورويسات العلم، بكمّ كبير من قذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة لتدخل بعدها “كتائب القسّام” و”حركة الجهاد الاسلامي” مباشرة على خطّ إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان وإيقاع عدد من القتلى في صفوف العدوّ الإسرائيلي. وتفيد معلومات “أساس” أنّه حتى يوم أمس كان العدد قد وصل إلى 14 شهيداً، لكن بسبب غزارة القصف وبنتيجة آثار القنابل الفوسفورية في مواقع قريبة جدّاً من مواقع العدوّ الإسرائيلي في القطاع الغربي لجهة علما الشعب تعذّر سحب جثامين 4 شهداء من الحزب (ليسوا من التنظيمات الفلسطينية كما تردّد) تمّ استهدافهم بمسيّرة إسرائيلية وتمّ نشر فيديو من العدوّ عن العملية، وهو ما دفع الحزب إلى الردّ بإطلاق صواريخ “كورنيت”. فيما عمد الحزب إلى تأجيل تشييع أحد هؤلاء الشهداء الذي سحبت جثته بداية بانتظار باقي الجثامين. وجرى أمس سحب جثث الشهداء الثلاثة في خراج بلدة علما الشعب بالتعاون بين الصليب الاحمر والجيش اللبناني.
2- صعوبة استمرار التزام الأمين العامّ للحزب السيد حسن نصرالله بالصمت بعد 12 يوماً من بدء الحرب في غزّة. ويُتوقّع ظهور علني للسيّد، إثر “مجزرة المعمداني”، يرسم خلاله مسارات الحرب في غزّة وبيروت، وقد يوجّه رسالة لبيئته وللحكومة والجيش واللبنانيين، والأهمّ التركيز على مدى قدرة صمود الحزب بترسانته العسكرية القابلة للصرف بما يتجاوز قواعد الاشتباك التقليدية في حرب استنزاف طويلة قد تمتدّ لأشهر.

تُسلّم مصادر مطّلعة بأنّه على الرغم من حدّة وخطورة ما يجري على الجبهة الجنوبية فإنّ “الضاحية لكثير من الأسباب ستبقى بعيدة عن ميدان الضربات العسكرية بسبب توازن الردع الذي أرساه الحزب

3- اعتبار الحزب نفسه معنيّاً بشكل مباشر بدحض الرواية الإسرائيلية التي حمّلت “حماس” مسؤولية قصف المستشفى الأهلي المعمداني باعتبارها قضية تتلازم مع مسار الحرب لجهة ضرب صورة إسرائيل وفضح إجرامها تماماً كما هدف ضرب قوّتها العسكرية. وقد دخل الروس فوراً على الخطّ مطالبين الجانب الإسرائيلي بالكشف عن صور الأقمار الصناعية التي تثبت صحّة الادّعاءات الإسرائيلية بعدم مسؤولية العدوّ عن قصف المستشفى. وبدا لافتاً ربط الحزب دعوته إلى يوم الغضب (الأربعاء) بأنّ “له ما بعده على ‌‌‏طريق المقاومة والانتصار والاقتصاص للمظلوم من الظالم”.‏
4- خطاب الرئيس الأميركي جو بايدن من تل أبيب الذي قدّم، إضافة إلى دعم حاملتَيْ الطائرات “جنرال فورد” و”آيزنهاور” واستنفار 2,000 جندي من “المارينز” وزيارات وزير الخارجية الأميركي ووزير الدفاع وقائد القوات المركزية في الشرق الاوسط، مزيداً من الدعم للعدوّ مع دعوة أممية للاتحاد ضدّ “حماس” من دون أن تعرف كلفته وهل هو مرتبط فعلاً بحثّ إسرائيل على التخفيف من حدّة تورّطها في سحق “حماس” والدخول في حرب استنزاف طويلة من خلال التراجع عن قرار الاقتحام البرّي لغزّة. وتبنّى بايدن، كما هو متوقّع، الرواية الإسرائيلية لـ “الجانب الثاني” (قاصداً حركة حماس) عن مسؤوليّته في قصف المستشفى المعمداني.
5- تُسلّم مصادر مطّلعة بأنّه على الرغم من حدّة وخطورة ما يجري على الجبهة الجنوبية فإنّ “الضاحية لكثير من الأسباب ستبقى بعيدة عن ميدان الضربات العسكرية بسبب توازن الردع الذي أرساه الحزب، ولأنّ قصف الضاحية سيكسر كلّ المحظور، وقد يعني دخول المنطقة برمّتها في الحرب. ولو أراد العدوّ أن يضعها في حساباته لكان فعل ذلك منذ الأيام الأولى بسبب ما يتعرّض له من ضربات قاسية على حدوده الشمالية تدفعه إلى التكتّم عن عدد الإصابات الفعلية والقتلى. والضاحية حتى إشعار آخر ما تزال مكتظّة سكانياً مع تسجيل حركة نزوح طفيفة وحركة نزوح مضادّة، وطفيفة أيضاً، من الجنوب باتّجاهها، فيما يجزم العارفون حصول إعادة تموضع لبعض كبار قادتها لكن من دون مغادرة المربّع الأمني إلى خارجه”.

تفيد معلومات “أساس” عن تسليم جزء من المقيمين في القرى الجنوبية الحدودية ممّن نزحوا، بناءً على مبادرة منهم أو بناءً على تمنٍّ من الحزب، مفاتيح منازلهم إلى عناصر الحزب للاستخدام

6- تفيد معلومات “أساس” عن تسليم جزء من المقيمين في القرى الجنوبية الحدودية ممّن نزحوا، بناءً على مبادرة منهم أو بناءً على تمنٍّ من الحزب، مفاتيح منازلهم إلى عناصر الحزب للاستخدام. يحصل هذا الأمر بشكل أكبر في القطاع الغربي الذي يشهد النسبة العليا من المعارك الضارية مع العدوّ الإسرائيلي، مقارنة بالقطاعين الأوسط والشرقي، ويمتدّ على طول شريط بلدات الناقورة وعلما الشعب والبستان والضهيرة ويارين وراميا ورميش، ويشهد تاريخياً الانتشار الأكثر كثافة لعناصر “المقاومة”.
7- فَصل الحزب، وربّما منذ اللحظات الأولى للسابع من تشرين، بين ما يجري في غزّة وما يجري جنوباً عبر التأسيس لجبهة منفصلة، كانت مؤجّلة لسنوات ويصفها بعض القريبين من الحزب بـ “اللحظة التاريخية الواجب استغلالها”، ولها حساباتها ومدّتها الزمنية ولها جرحاها وقتلاها والنتائج المترتّبة عليها على الساحة اللبنانية، وتتجاوز بكثير إشغال العدوّ الاسرائيلي عن جبهة جنوب غزّة أو إنهاكه بين “جبهتين”.

 

لمتابعة الكاتب على تويتر: MalakAkil@

مواضيع ذات صلة

هل تملأ مصر فراغ التّسليم والتّسلّم؟

يترنّح المسار التفاوضي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية تحت وطأة الضغوط العسكرية التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية في عدوانها الوحشي بحقّ لبنان. في الأثناء، يواظب الموفد…

برّي ينتظر جواب هوكستين خلال 48 ساعة

تحت وقع النيران المشتعلة أعرب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب عن موافقته على أن يستكمل الرئيس جو بايدن مسعاه للوصول إلى اتّفاق لوقف إطلاق النار…

الجيش في الجنوب: mission impossible!

لم يعد من أدنى شكّ في أنّ العدوّ الإسرائيلي، وبوتيرة متزايدة، يسعى إلى تحقيق كامل بنك أهدافه العسكرية والمدنية، من جرائم إبادة، في الوقت الفاصل…

وزير الخارجيّة المصريّ في بيروت: لا لكسر التّوازنات

كثير من الضوضاء يلفّ الزيارة غير الحتميّة للموفد الأميركي آموس هوكستين لبيروت، وسط تضارب في المواقف والتسريبات من الجانب الإسرائيلي حول الانتقال إلى المرحلة الثانية…