رئيس “أمراض الرئة” في “الحريري”: كورونا باتت أضعف في لبنان

مدة القراءة 5 د


“الكورونا تضحك في موسم الأعياد”، واحدة من النكات التي تداولها اللبنانيون، بعد انتشار صور وفيديوهات من مناطق مختلفة، تظهر خروج أعداد كبيرة من المواطنين من ثوب الوقاية، ورصد مجموعات كبيرة من “الاختلاط” دون كمامات أو تباعد اجتماعي، لكنّ اللافت أنّ عداد الإصابات انخفض إلى “الصفر” نهار الإثنين بين المقيمين و5 بين الوافدين (5 إصابات)، بعدما كان فوق الستين نهاية الأسبوع الفائت، وأمس الثلاثاء سجّل العدّاد 15 بين المقيمين و6 بين الوافدين (21 إصابة).

الصور والفيديوات التي تناقلها اللبنانيون تظهر القبلات والعناق، وكأنّ الكورونا في إجازة العيد، فلن يصطاد متجاهليه. وكأنّ موسم الأعياد محميّ من الفيروس، فالحياة عادت إلى طبيعتها في مناطق عدّة، رغم ارتفاع عدّاد الإصابات إلى ما فوق الستين إصابة يومياً، خلال اليومين الأخيرين قبل عطلة العيد.

حالة التسيّب الكوروني في العيد، وعزل مناطق وبلدات كاملة، طرحا سؤالاً إن كانت الوزارات المعنية ستتجه إلى تشديد الإجراءات خلال اليومين المقبلين.

إقرأ أيضاً: في مستشفى رفيق الحريري… لا عيد لمن صنعوا لنا العيد هذا العام

مصادر وزارة الصحّة تؤكد لـ”أساس”، أنّ الخطة الحالية ما زالت الذهاب نحو “مناعة المجتمع”، أو ما يعرف بـ”مناعة القطيع”. وقد سبق أن تحدّث عنها وزير الصحة حمد حسن، موضحاً أنّ الوضع سيبقى على حاله هذا الأسبوع “ولا إغلاق كامل”. فيما سيتمّ التريّث بالتوّجه نحو مراحل جديدة من الفتح بانتظار النتائج التي سيسجّلها هذا الأسبوع.

بحسب المصادر، فإنّ يوم الأحد المقبل هو المفصلي. وخلاله سيتمّ اتخاذ القرار “إما الاستمرار بالفتح التدريجي أو العودة إلى التشدّد في الإجراءات، وذلك في ضوء عدد الإصابات التي ستظهر”.

وبالعودة إلى تسجيل “صفر حالات” يوم الإثنين بين المقيمين، توضح المصادر أنّ “عدد الإصابات يرتبط بعدد الفحوصات، وفي الأعياد كانت الفحوصات قليلة”، مستبعدة في الوقت نفسه أن يكون لبنان خالياً في هذا اليوم من تسجيل أيّ إصابة.

إلى ذلك تؤكد مصادر الوزارة أن لا عودة عن قرار إعادة المغتربين: “من حقهم العودة إلى وطنهم لا سيّما وأنّ بعضهم يتعرّض لمعاملة سيئة في الخارج”. ولا تنفي المصادر أنّ بعض الوافدين “ينقصهم الوعي وتحمّل المسؤولية”، مشيرة إلى التوّجه نحو “تطبيق قرار يجرّم من لا يلتزم بالحجر 14 يوماً ويعرّض الآخرين للخطر”.

وتتوقف مصادر الوزارة عند دور البلديات، فبلديات مجدل عنجر والمرج وبشرّي تصرّفت على قدر المسؤولية: “ونحن جاهزون لتقديم أيّ مساعدة للبلديات. وفي مجدل عنجر كان هناك تعاطٍ جدّي مع الأزمة، والوزير لبّى طلبهم كمامات ضعف عدد السكان، إضافة إلى فتح سقف غير محدود من الفحوصات لهم. والوزارة جاهزة لتأمين المستشفيات واستيعاب المرضى، والبلديات دورها المراقبة وضبط الوضع في نطاقها”.

الحالات التي بحاجة لعناية فائقة من بين المصابين، عددها قليل، والقطاع الصحّي قادر على تحمّل هذا الموضوع ولا يوجد أيّ مشكلة

إلى ذلك أعلن وزير الصحة حمد حسن اليوم أنّ “وعي المجتمع في هذه المرحلة ضروري ولا نريد المكابرة والمطلوب الالتزام بالإرشادات”، لافتاً إلى أنّ “فتح البلد أو تمديد التعبئة قرار يعود الى الحكومة اتخاذه وفق تقارير وزارة الصحة”. وأشار حسن إلى أنّ  “الخطة الحكومية واضحة في تخفيف بعض إجراءات التعبئة ونسير بشكل منهجي باتجاه العودة إلى الحياة الطبيعية”.

رئيس وحدة العناية الفائقة وامراض الرئة في مستشفى رفيق الحريري الدكتور محمود حسون، كشف لـ”أساس” أنّه “وفقاً للحالات التي سجّلت مؤخراً، واضح أنّ جزءاً كبيراً منها سبّبها الوافدون من الخارج الذين لم يكونوا على قدر كبير من الوعي، فخالطوا أشخاصاً من المقيمين ونقلوا العدوى إليهم. بالإضافة إلى العمالة الأجنبية، فعدد كبير من الجالية البنغلادشية، كانوا سبباً أيضاً بارتفاع عدد الإصابات”، مضيفاً: “لا يمكن أن نبقي البلد مغلقاً إلى أجل غير مسمّى. نحن بالطبع مع عودة الحياة تدريجياً ولكن ضمن محاذير الوقاية المطلوبة، أي التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات واتّخاذ الاحتياطات من غسيل اليدين والتعقيم”. وبحسب الدكتور حسون، فإنّ “الحالات التي بحاجة لعناية فائقة من بين المصابين، عددها قليل، والقطاع الصحّي قادر على تحمّل هذا الموضوع ولا يوجد أيّ مشكلة”.

أما في ما يتعلّق بتراجع عدد الحالات التي تحتاج إلى المستشفيات عمّا كان الوضع عليه في المرحلة الأولى من وصول الفيروس إلى لبنان، وإن كانت طبيعة الفيروس قد اختلفت، يقول الدكتور حسون إنّ “قدرة الفيروس على أن تكون شديدة على الجسم، ربما تراجعت. وهذا يعود لعوامل عدّة، من بينها، أنّ أيّ وباء ينتشر في أيّ منطقة، حين يُعدي مجموعة كبيرة من الأشخاص يصبح أضعف. مثلاً، لو كنّا فتحنا البلد منذ 3 أشهر، لكنا في واقع مماثل لإيطاليا. ولكن كلمّا تفشّى الفيروس كلما أصبح أضعف”، لافتاً إلى أنّ “الفيروس قد يكون تأثّر أيضاً بالطقس وغيّر من طبيعته، ما أضعف قدرته”.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…