حسان استقال ونوّاف في السراي..

مدة القراءة 3 د


استيقظت من النوم، لا لشيء فلقد اعتدت أن استيقظ عند الساعة السادسة من كل صباح. “كبست” زر الريموت كونترول، كما أفعل يومياً عند الاستيقاظ. الخبر يمرُ في الشريط أسفل الشاشة، حسان دياب قدّم استقالته، ونّواف سلام نازل إلى السراي.
الأخبار تتوالى، فهذا هو نظام التيكر (الشريط)، الدولار وفور سماعه الخبر اهتزت فرائصه وبدأ بالتهاوي وعاد الى سالف الأخبار، بألف وخمس مئة ليرة، فهذه هي تسعيرة الأحرار ألا تذكرون عندما كنّا نقول للدليفيري آتنا بفكة للمئة دولار…!

إقرأ أيضاً: دولة الرئيس… بلا “تكليف” سني

أما الخبر التالي يقول إن دول مجلس التعاون الخليجي. ومع تسمية نوّاف سلام لرئاسة الحكومة أعلنت كلّ بدورها هبة مالية لإنقاذ اقتصاد لبنان المنهار. وبعضها فوق الهبة، قرر وضع وديعة في المصرف المركزي لفرفحة قلوب اللبنانيين، بعد هذه الشهور العجاف والقلق وماعاشوه خلالها من قهر عند سماع نشرة الأخبار. والبشرى لا تتوقف هنا، كل هذه الدول دعت رعاياها لزيارة لبنان في الصيف. حيث السماء جميلة، والجبال زاهرة، لا كورونا ولا هلع، ولا من ينغّص علينا الجلسات المسائية، حيث يحلو السهر برفقة القمر والغناء “نحن والقمر جيران” ويواصل الشريط بأسفل الشاشة مسيرته، إنه خبر رهيب..!
التحكم المروري يطلب من المواطنين تجنب سلوك الطريق القديمة للمطار، الآليات العسكرية التابعة للميليشيات وصواريخها يجري تجميعها هناك لتسليمها للجيش اللبناني، ألا تذكرون منظراً شبيهاً بعد اتفاق الطائف على أوتوستراد جل الديب وصولاً الى الدورة، فالمجلس الحربي حيث مرفأ بيروت وإهراءات القمح التي تكاد تخلو من مخزونها أيها الشعب المغوار.. ويستمر شريط الأخبار، إنه تصريح للرئيس سلام بلغة حاسمة يقول فيه: “سيُطبق اتفاق الطائف بالحرف، دون زيادة أو نقصان. أنا من سيشكل الحكومة دون تدخل حزب الله أو تدخل جبران.

لا أصدق ما أراه، كيف لي أن أصدق هذه الأخبار. ما الذي تغيّر كي تَصْلُح أمورنا هكذا؟ أسئلة انهمرت عليّ كانهمار الأمطار..!

لن أسمح لهم باختيار أيّ وزير، والرئيس بري هذه المرة، لن يحمل أسماء وزرائه الى القصر الجمهوري، كي تكون خاتمة بورصة الوزراء. يواصل الرئيس سلام تصريحه ممازحاً الإعلاميين، “لا تستغربوا الوجوه الجديدة حولي، فكل البطانة تمّ ترحيلها ورجاء لا سيلفي بعد اليوم. فأمامنا عمل كثير ننجزه أيها الأحبة حملة الأقلام وناقلي الأخبار..
لا أصدق ما أراه، كيف لي أن أصدق هذه الأخبار. ما الذي تغيّر كي تَصْلُح أمورنا هكذا؟ أسئلة انهمرت عليّ كانهمار الأمطار..!
فجأة يختفي الشريط من أسفل الشاشة. انه فاصل إعلاني، وصوت راديو جارتي يرتفع كالعادة في الصباح وتتسلل منه الى غرفتي أغنية لزياد الرحباني تقول “قوم فوت نام وصير حلام إنو بلدنا صارت بلد، هيدا بلد لا مش بلد هي قرطة العالم مجموعين”.
ارتديت ملابسي وخرجت من المنزل متأبطاً أوراقي لا لشيء، فقط كي تتأكد جارتي أنني صحفي أجيد كتابة المقال. ركبت سيارتي متوجهاً الى العمل، لا لشيء فلقد اعتدت أن أفعل ذلك كل صباح.
هذا ليس المنام الأوّل ولن يكون الأخير في هذا المشوار…

مواضيع ذات صلة