كتب إ.ر.
لم يكن مفاجئًا للمتابعين لقاء مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشّرق الأدنى ديفيد شينكر بالبطريرك الماروني بشارة الرّاعي، إلا أنّ اللافت في هذه الزيارة كان استئناف الدبلوماسي الأميركي، الذي يلتزم الصمت الإعلامي في زيارته التي ستستغرق بضعة أيام، لقاءاته الرّسمية من الصّرح البطريركي في بكركي على مدى ساعة ونصف الساعة من الزّمن.
إقرأ أيضاً: الحزب: ستبقى وحيداً…
وفي معلومات خاصّة حصل عليها “أساس”، فإنّ شينكر اختار زيارة بكركي بعد انتهاء جلسة مفاوضات الترسيم في الناقورة كنوع من تأييد طرح البطريرك الرّاعي حول الحياد الإيجابي، الذي كان له حيّزً مهمّ من اللقاء. إذ أكّد مساعد وزير الخارجية الأميركية للبطريرك أنّ “إعلان الحياد” الذي تبنّته بكركي لفت الأنظار في واشنطن، وإنّها تراقب مواقف بكركي المتعلقة بهذا الشّأن عن كثب، وإنّ الإدارة الأميركية تؤيّد القول بأنّ الحياد يعيد لبنان إلى طبيعته وينقذه من أزمته. وبالإضافة للحياد، كان موضوع حزب الله حاضرًا بطبيعة الحال، إذ أنّ شينكر أكّد للراعي على ضرورة ابتعاد لبنان عن النزاعات في المنطقة التي لا تفيده أبدًا خصوصًا في هذه الفترة الصعبة على الصّعد كافة التي يمرّ بها لبنان.
أكّد شينكر للبطريرك أنّ بلاده لا تتدخّل بالشّأن الداخلي للبنان، ولا يهمّها على الإطلاق اسم الشخص الذي سيتولّى تشكيل الحكومة. وإنّما ما يهمّ هو المواصفات التي يتمتع بها وقدرته على إجراء الإصلاحات، ومحاربة الفساد، وفرض سلطة الدولة حيث ينبغي أن تكون
وعن الشأن الحكومي، أفادت المعلومات أنّ شينكر كرّر أمام البطريرك ضرورة تشكيل حكومة مستقلة بعيدة عن السياسيين تتمتّع بالشفافية المطلوبة لتنال ثقة اللبنانيين والمجتمع الدّولي، وتقوم بالإصلاحات ومحاربة الفساد كأحد أبواب الخلاص من الأزمة الحادة التي تعصف بالبلاد، ليكرّر أمام مضيفه العبارة الأميركية المعروفة منذ ما قبل احتدام الأزمة: “على لبنان أن يساعد نفسه كي يساعده الآخرون”، وأكّد أنّ واشنطن يهمّها لبنان كثيرًا، وأنها لن تتخلّى عنه ولا عن شعبه، وإن حصل تغيير في الإدارة الأميركية بعد الانتخابات الرئاسية.
وأكّد شينكر للبطريرك أنّ بلاده لا تتدخّل بالشّأن الداخلي للبنان، ولا يهمّها على الإطلاق اسم الشخص الذي سيتولّى تشكيل الحكومة. وإنّما ما يهمّ هو المواصفات التي يتمتع بها وقدرته على إجراء الإصلاحات، ومحاربة الفساد، وفرض سلطة الدولة حيث ينبغي أن تكون…
وذكرت المعلومات أنّ الطّرفين تطرّقا إلى موضوع ترسيم الحدود، الذي هو المحورالأساسي في زيارة شينكر إلى بيروت، إذ أنّ شينكر أوضح للبطريرك الماروني أنّ الجلسة الأولى للتفاوض كانت عاملاً إيجابيًا بمجرّد انعقادها، وأنّ الأمور تحتاج إلى حلحلة رغم توقّع بعض الصعوبات إلا أنّ الليونة في التعاطي بهذا الشّأن مطلوبة من الطرف اللبناني.