#امتحانات_الموت في “الجامعة اللبنانية”: 80 ألف طالب مهدّدون بـ”موجة كورونا” عاصفة

مدة القراءة 6 د


امتحانات_الموت هو الهاشتاغ الذي غرّد به آلاف طلاب الجامعة اللبنانية ليل الإثنين رافضين إجراء الامتحانات النهائية، ومطالبين بمساواتهم بطلاب الشهادتين المتوسّطة والثانوية، وإعفائهم من الامتحان، واعتماد علامات الامتحانات النصفية، خصوصاً أنّ الطالب الجامعي يستند في دراسته على الأبحاث والمشاريع الدراسية، وليس على الحفظ والاستظهار.

وكانت رئاسة الجامعة أصدرت قراراً بفتح أبواب الجامعة 15 يوماً، من منتصف الشهر الحالي إلى 30 منه، لتعويض دراسي سريع، لا يتجاوز 10 أيام دراسية، لمن لم يتمكّنوا من متابعة التعليم عن بعد، وذلك بعد انقطاع لأربعة أشهر كاملة عن الدراسة. على أن تبدأ الامتحانات في الأوّل من تموز المقبل، وفقاً لبرنامج الكليات المختلفة.

قرار إجراء الامتحانات وفق 13 ألف تغريدة تقريباً، هو “مجحف”، فالجامعة على حدّ آلاف المنشورات، “ليست مؤهلة صحيّاً وقاعاتها لا تناسب قوانين التباعد الاجتماعي في ظلّ اكتظاظ الصفوف الدراسية المعروف منذ سنوات”.

واعترض الطلاب بسبب عجزهم عن الوصول إلى كلياتهم، بناءً على قرار وزارة الداخلية باعتماد سير السيارات والمركبات وفق قاعدة “المفرد والمزدوج”، وبسبب “خطورة وسائل النقل العام وصعوبتها في الأيام المذكورة”، كذلك الضغوط النفسية الكبيرة التي عاشها الطلاب خلال أربعة أشهر من “الحجر المنزلي” وعدم قدرتهم على التركيز، إضافة إلى أنّ المئات منهم لا يزالوان عالقين خارج لبنان.

إقرأ أيضاً: كورونا يرتفع “هستيرياً”: إلى الكارثة.. ومناعة القطيع؟… البزري: الوزارت كلّها مقصّرة

الوزير المجذوب أطلّ على شاشة otv ليل الإثنين نفسه، وسؤال وحيد من المذيعة داليا داغر حول الهاشتاغ، أجاب عليه بالتالي: “طلاب البروفيه والثانوي عمرهم تحت 18، وفوق الـ18 يمكن للمواطن أن يستحصل على دفتر لقيادة السيارة، وبالتالي يمكن أن يأتوا إلى الكليات”. إجابة اعتبرها مئات الطلاب “غبية” ولا تستند إلى قواعد علمية حول سبل انتشار فيروس كورونا.

صرخة الطلاب أمس، وضعوها برسم وزيري التربية والصحّة، فهم “لن يخاطروا بصحتهم ولا بصحّة أهاليهم”، على ما أكّد كثيرون منهم، فيما توحّدت الأصوات حول مطلب واحد وهو “الامتحانات عن بعد” إذا أمكن، على ما ذهبت إليه معظم الجامعات الخاصة، بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا التي لا تزال تحصد عشرات الإصابات الجديدة يومياً، بين المقيمين وبين الوافدين.

نجوم وفنانون وإعلاميون وسياسيون انضمّوا إلى “ترند” الهاشتاغ، وغرّدوا متضامنين، وأعلن كثيرون منهم أنّ اختلاط 80 ألف طالب مع بعضهم البعض في قاعات مقفلة وغير مجهّزة صحيّاً، قد يكون له أثر كارثي على المجتمع اللبناني، لأنّهم ينتشرون في كلّ المناطق اللبنانية، مدناً وأريافاً، وقد ينشرون العدوى بشكل غير مسبوق في حال أجريت الامتحانات في القاعات الضيّقة التي يعرفها القاصي والداني.

الدكتور عماد غنّوم هو أستاذ جامعي يدرّس “الألسنية “في الفرعين الأوّل والثالث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، يؤكد لـ”أساس” أنّ الأساتذة “قد أعطوا جميع المحاضرات أونلاين، وهذه المحاضرات مسجّلة ويمكن لأيّ طالب الرجوع إليها في أيّ وقت”، موضحاً أنّ مهلة الـ15 يوماً في النصف الثاني من حزيران “هي لمساعدة الطلاب وليست للتعليم، فكلّ طالب لديه إشكالية في مادّة ما أو في مسألة ما بإمكانه التوّجه إلى الجامعة ومقابلة الأستاذ المعنيّ”.

بحسب الدكتور غنوم “لا مجال لإجراء امتحانات عن بعد، والتوّجه الجدّي والرسمي حالياً هو لإجراء الامتحانات في قاعات الجامعة اللبنانية بدءاً من الأوّل من تموز، على أن يصار إلى تعديل هذا التاريخ تبعاً لإرشادات وزارة الصحة في حال طرأ أيّ تطوّر على الوضع الصحّي المرتبط بفيروس كورونا”.

وعند سؤاله عن الاكتظاظ، يوضح الدكتور غنوم أنّ “كليات الآداب والإعلام والحقوق لا اكتظاظ كبيراً فيها، وبالتالي يمكن تنظيم التباعد وإجراء الامتحانات، وسيكون هناك مسافة بين كلّ طالب وآخر، وسيتمّ تقسيم العدد. وقد نجري الامتحانات قبل الظهر وبعد الظهر”.

لا يأخذ غنوم حجّة “المفرد والمزدوج” على محمل الجدّ، فبحسب كلامه “يمكن للطلبة ببساطة أن يستقلوا النقل العام”. ولكن هل ستتمّ مراعاة الطلاب في هذه الامتحانات من حيث نوعية الأسئلة إذا أُجريت؟  يجيب غنوم: “لدينا توصيات باختصار بعض المواد وبتسهيل الأسئلة وعدم التشديد في التصليح”.

تؤكد مصادر “أساس” أنّ هناك توّجهاً لإجراء امتحان خاصّ للطلبة المسافرين لدى عودتهم، إلا أنّ هذا الكلام لم يوثّق بقرار رسمي حتى اللحظة

لكن هل تكفي 15 يوماً لتعويض محاضرات 4 أشهر؟، يسأل الطلاب. فهذه الامتحانات بالنسبة إليهم ليست عادلة، إن بسبب الظرف الصحّي، أو بسبب وجود أغلبهم في مناطق بعيدة بعدما غادروا سكنهم الجامعي عقب الأزمة، إضافة إلى الطلبة الموجودين خارج لبنان.

وفيما تؤكد مصادر “أساس” أنّ هناك توّجهاً لإجراء امتحان خاصّ للطلبة المسافرين لدى عودتهم، إلا أنّ هذا الكلام لم يوثّق بقرار رسمي حتى اللحظة. ويرفض الطلاب في السياق نفسه الاستخفاف بموضوع المفرد والمزدوج، فـ”النقل العام خطر في هذه الظروف”.

بعض الطلاب أشاروا إلى أنّ “الأساتذة الذين وقفنا معهم وأقفلنا أبواب الجامعة أشهراً طويلة تضامناً معهم خلال مطالبتهم بتحسين أجورهم، يقفون ضدّنا اليوم طمعاً في بدل مالي هزيل لقاء مراقبة الامتحانات وتصحيحها”، وبعض الطلاب غرّدوا مهاجمين الأساتذة “الذين لا يقفون معنا في هذه المحنة”.

لا يخفي الرئيس السابق لـ”الجمعية اللبنانية للأمراض الجرثومية” الدكتور زاهي الحلو المخاطر التي يترتب عليها إجراء الامتحانات، سواء في وسائل النقل أم في الجامعات، معتبراً في حديث لـ”أساس” أنّ “الامتحانات عن بعد هي الخيار الأفضل في حال كان هناك إمكانية لتطبيقها”. أما إن لم يكن هناك مفرّ من إجراء الامتحانات في الجامعة، فيشدّد الدكتور الحلو على “ضرورة توفير أصول التباعد الاجتماعي، ووضع الماسك، وتعقيم اليدين، وإلاّ سنكون أمام أزمة جديدة وكبيرة”.

مواضيع ذات صلة

أيّها اللبنانيّون.. إلى الكمّامة  دُرْ

أعلن وزير الصحة فراس أبيض ارتفاع النسبة الموجبة لفحوص كورونا إلى 2 .14% بعدما كانت تراوح في بداية شهر كانون الأول الفائت بين 5.5% و6%….

كورونا يعود بقوّة: زيادة الوفيات 78% في الشرق الأوسط

قالت منظمة الصحة العالمية أمس الأول (الثلاثاء) إنّ حالات الإصابة بفيروس كورونا تضاعفت ثلاث مرّات في جميع أنحاء أوروبا خلال الأسابيع الستة الماضية، وهو ما…

الكورونا مجدّداً في لبنان: هل “ينفجر” في تموز؟

كورونا.. جدري القردة.. التهاب الكبد الوبائيّ. يبدو أنّ البيئة المجتمعية والصحيّة في لبنان تساعد على تكاثر الفيروسات. دخل “جدري القردة” لبنان عبر حالة وافدة من…

“أنت البطل في معركة الوباء”.. كواليس كورونا الصينية

“أنت البطل في معركة الوباء” (To fight against covid-19, you are the hero) هو عنوان كتاب يعود بنا إلى بداية أحداث انتشار وباء فيروس كورونا في…