السيّد حسن.. غداً ماذا ستطعمنا؟!

مدة القراءة 3 د


سماحة السيّد حسن نصر الله، بعد أن تابعت كلمتك على شاشة التلفاز ثم قرأتها عدة مرات على مواقع الأخبار: أنا المواطن اللبناني البيروتي، المسلم السنيّ، أتى أهلي إلى هذه الأرض قبل مئات السنوات، أقرّ وأعترف أمامك باحتلال حزب الله لوطني، لمدينتي وكلّ زاروب فيها، وبهيمنته الكاملة بالشكل والمضمون على كلّ مرافق الدولة، وعلى كلّ قراراتها، السياسي منها وغير السياسي.

إقرأ أيضاً: نصر الله مستدعياً مساعديه غاضباً

.. أرفع يديّ، أعلن الاستسلام، متعهّداً كلبناني أن:

–       لا أطالب بحريتي وإن كفلتها كلّ الشرائع والقوانين والأديان.

–       أرفض القرار الدولي الصادر عن مجلس الأمن رقم 1559، وكلّ مندرجاته، وكلّ من يطالب بنزع سلاح حزب الله، وكلّ سلاح غير شرعي رافضاً حصرية السلاح بيد الدولة. ولا ضير عندي بسحب السلاح من يد الدولة وأجهزتها الشرعية وتسليمها لحزبكم الكريم.

–       أتنازل عن تمسكي بالهوية العربية لوطني متعهّداً أن أحرق كلّ مضارب قبيلتي ومضارب قبائل أبناء العمومة، راجياً أن تختار لنا أيّ هوية تستهويك: فارسية، أو بوذية أو صومالية أو من بلاد السنسكريت.

–       أنثر الأرز على مواكب الدراجات النارية من شرفة منزلي وألقي عليها التحية إن صادفتها في الشارع مثل ذاك الإعلان الذي يظهر فيه المواطنون وهم يلقون التحية لعناصر الجيش حين يكون للجيش عيد.

.. أرفع يديّ، أعلن الخنوع متعهّداً كمسلم سنّي أن:

–       لا أغضب على إهانة أم المؤمنين عائشة، وأن لا أشكو إن شتمتم والدها الصديق أبي بكر ومعه الفاروق أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، مُقرّاً أن عثمان بن عفان قُتل بحادث سير حين تعثّرت ناقته في الطريق.

–       أعترف بأنّي من قاد السيارة، عفواً القافلة، بالسيدة زينب من كربلاء إلى دمشق وسط النحيب.

.. أرفع يديّ، مستسلماً متعهّداً كبيروتي أن:

–       لا أتحدث بعد اليوم عن هوية مدينتي ولا عن كرامة أهلها، وعن السبب بإهانتنا وقهرنا بين الحين والحين، تارة من أجل شبكة اتصال ثَبُتَ أن من عينته مهندساً عليها باعها لاحقاً بدراهم معدودة للإسرائيلي الخبيث. وتارة من أجل إسقاط حكومة، وأخيراً من أجل قانون قيصر الذي ليس لي أنا وأهلي وناسي فيه ذنب ولا تدبير..

–       لن تطبخ والدتي بعد اليوم “المفتقة”. سنأكل “الهريسة” كلما صاح الديك.

سماحة السيد حسن نصرالله أستحلفك بالله بالإمام علي رضي الله عنه وبكلّ الأئمة وبكلّ المباركين، أن تُجيبني، وإن أردت لا تعرني اهتماماً، أجب أهلك وناسك وكلّ المحبين: “غداً ماذا ستطعمنا وغداً كيف سنعيش؟!

.. أرفع يديّ إلى الأعلى متعهّداً كمكلّف ودافع للضرائب أن لا أعترض على دعم الغذاء لتهريبه كي يستمر النظام السوري، لقد سمعت حليفك بشار الأسد ماذا قال وكيف سيعيش، حتّى لو أنكر التسجيل الصوتي بعد ثلاثة أيام من انتشاره.

.. أتنازل عن جنى العمر الذي جمعته في حسابي بالمصرف. فدعم الليرة السورية، أغلى من لقمة عيش أهلي. ومن بعد مصلحة الممانعة والممانعين، لا أنبت الله حشيشاً.

أتعهّد سماحة السيّد حسن نصر الله، بكلّ ما ذكرت أعلاه. موقّعاً صاغراً، ودع عنك قواي العقلية، فلا تبالِ بها. أجبني على سؤال واحد لي كمواطن أو إذا رغبت كسجين، أستحلفك بالله بالإمام علي رضي الله عنه وبكلّ الأئمة وبكلّ المباركين، أن تُجيبني، وإن أردت لا تعرني اهتماماً، أجب أهلك وناسك وكلّ المحبين: “غداً ماذا ستطعمنا وغداً كيف سنعيش؟!”.

مواضيع ذات صلة

ياسر عرفات… عبقرية الحضور في الحياة والموت

كأنه لا يزال حيّاً، هو هكذا في حواراتنا التي لا تنقطع حول كل ما يجري في حياتنا، ولا حوار من ملايين الحوارات التي تجري على…

قمّة الرّياض: القضيّة الفلسطينيّة تخلع ثوبها الإيرانيّ

 تستخدم السعودية قدراً غير مسبوق من أوراق الثقل الدولي لفرض “إقامة الدولة الفلسطينية” عنواناً لا يمكن تجاوزه من قبل الإدارة الأميركية المقبلة، حتى قبل أن…

نهج سليم عياش المُفترض التّخلّص منه!

من جريمة اغتيال رفيق الحريري في 2005 إلى جريمة ربط مصير لبنان بحرب غزّة في 2023، لم يكن سليم عياش سوى رمز من رموز كثيرة…

لبنان بين ولاية الفقيه وولاية النّبيه

فضّل “الحزب” وحدة ساحات “ولاية الفقيه”، على وحدانية الشراكة اللبنانية الوطنية. ذهب إلى غزة عبر إسناد متهوّر، فأعلن الكيان الإسرائيلي ضدّه حرباً كاملة الأوصاف. إنّه…