الإفراج عن “إيميلات” وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كليتنون هو إطلاق عيون الأميركيين والعالم على خفايا السياسة الأميركية في العالم، بما فيه منطقة الشرق الأوسط. وهو إطلاق لسراح أرشيف مهم يسرد وقائع ولحظات سياسية مفصلية حصلت أثناء تولّيها منصبها، ومنها ما يتّصل بالرّبيع العربي، ليس أقلّه ملابسات قتل مؤسس تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن، وصولاً إلى أحداث أخرى شهدها الشرق الاوسط والعالم.
“أساس” يبدأ اليوم نشر العديد من هذه الرسائل، على حلقات متتابعة، تحتوي تفاصيل مراسلات هيلاري كلينتون مع مسؤولين ودبلوماسيين في الخارجية الأميركية، فيها الكثير من الأسرار والمفاجآت والحقائق حول مواضيع كان لكلينتون أو إدارة الرئيس السابق باراك أوباما تدخلاً مباشرًا فيها…
إقرأ أيضاً: الأميركيون مستعجلون: 20 مليون صوّتوا “باكراً” مقابل 6 في 2016
لا شك أنّ توقيت الإفراج عن ما عُرِفَ بـ”إيميلات هيلاري” قبل حلول يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية له دلالات مهمة. خصوصًا أن الحزب الديمقراطي منذ عام 2016 يدفع بمرشّحين كانوا بارزين في إدارة الرئيس السابق باراك أوباما نحو السباق، ومنهم المرشح الحالي للرئاسة نائب أوباما السابق جو بايدن، والمرشحة ووزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون. لقد شكّل القرار القضائي بنشر بريدها الإلكتروني الشخصي، الذي كانت تستعمله لدواعي العمل، سابقة تُعدّ خطيرة في تاريخ الولايات المتحدة. لأنّ بريدها الشخصي غير مُؤَمّن من القرصنة والخرق كما هو حال البريد الخاص بالوزارة.
“قنبلة إيمايلات هيلاري” لا شك ستؤثّر على فرص المرشح جو بايدن. فالهدف المستور من نشرها هو “إخبار الّناخب الأميركي كيف كانت تدار الأمور في مطبخ الديمقراطيين السياسي، والتوريطات التي وقعت فيها الإدارة الأميركية خلال حكم باراك أوباما”
في الرسائل التي نُشرَت على موقع وزارة الخارجية الأميركية لحرية الحصول على المعلومات، يظهر دعم الحزب الديمقراطي بعض الأجندات في منطقة الشرق الأوسط وأبرزها الدفع باتجاه تقسيم وخراب المنطقة كما حدث في العراق، وسوريا وليبيا. وفي ليبيا منع تدخّل مصر من إنجاز التقسيم كما هو مخطط.
وُصِفت عشرات الآلاف من هذه الرسائل في بريد هيلاري كلينتون الخاص، بأنّها “قنبلة مدويّة”، في الأوساط السياسية الأميركية، نظرًا لحساسية وسريّة المواضيع التي كانت تتداولها وزيرة الخارجية السابقة.
“قنبلة إيمايلات هيلاري” لا شك ستؤثّر على فرص المرشح جو بايدن. فالهدف المستور من نشرها هو “إخبار الّناخب الأميركي كيف كانت تدار الأمور في مطبخ الديمقراطيين السياسي، والتوريطات التي وقعت فيها الإدارة الأميركية خلال حكم باراك أوباما”.
واحدة من الرسائل التي قد ترقى إلى مستوى الفضيحة، هي تلك التي تُظهر أنّ واشنطن كانت تعلم بتزوير الانتخابات التي فاز بها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد عام 2009، والتي تلاها اندلاع “الثورة الخضراء”. إلا أنّ أعضاء الإدارة الأميركية يومها برئاسة باراك أوباما، ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون، كانوا يفضلون فوز أحمدي نجاد على منافسه الإصلاحي يومها مير حسين موسوي.
وتصف عقيلة الرئيس السابق بيل كلينتون في الرسالة الإلكترونية المسربة الرئيس، الإيراني السابق المحافظ محمود أحمدي نجاد بأنّه “الأصلح للنظام العالمي الجديد”، رغم إقرارها في الرسالة ذاتها أنّ من فاز حقيقة في في عملية الاقتراع يومها كان المرشّح مير حسين موسوي.
يُذكر أنّ المرشد الإيراني علي خامنئي أنهى الخلاف بين أنصار نجاد وموسوي بعد أن قام بالتصديق رسميًا على النتائج “المزوّرة” في 3 آب 2009، ليعتلي أحمدي نجاد الرئاسة الإيرانية لولاية ثانية بعد يومين من هذا الإعلان
وأشارت الرسالة المُسرّبة من بريد كلينتون الإلكتروني إلى أنّ اللجنة العليا للانتخابات في إيران اتصلت بحملة مير حسين موسوي الانتخابية بعد انتهاء من فرز الجزء الأكبر من أصوات الناخبين وأخبرته بأنّه عليه الاستعداد لإعلان فوزه في الرئاسة رسميًا، إلا أنّ شيئا ما تغير في اللحظات الأخيرة. وكان لهذا الدعم الأميركي لوصول أحمدي نجاد للرئاسة مجددًا، حتى عام 2013، أثر مهمّ في إخماد “الثورة الخضراء” التي اندلعت في محافظات ومدن إيران عام 2009، لتحظى الانتخابات في ذلك العام باهتمام لم يسبق له مثيل في البلاد.
يُذكر أنّ المرشد الإيراني علي خامنئي أنهى الخلاف بين أنصار نجاد وموسوي بعد أن قام بالتصديق رسميًا على النتائج “المزوّرة” في 3 آب 2009، ليعتلي أحمدي نجاد الرئاسة الإيرانية لولاية ثانية بعد يومين من هذا الإعلان.
وبسبب اعتراضه على نتائج الانتخابات فرض النظام الإيراني على المرشح مير حسين موسوي الإقامة الجبرية المستمرة حتى يومنا هذا، على الرغم من تلقّيه دعم الرئيسين السابقين محمّد خاتمي والراحل هاشمي رفسنجاني.