إسرائيل مرتاحة: بايدن قد يكون “أقرب” من ترامب

مدة القراءة 5 د


بعد 19 يومًا، تتجه أنظار العالم إلى الاستحقاق الإنتخابي الأبرز، الذي سيحدّد من سيرأس الدولة الأقوى في العالم حتى عام 2025. وكما العالم  كلّه، تتجه أنظار الإسرائيليين إلى هذا الاستحقاق، الذي بات معروفاً أنّ مصير السياسة الإسرائيلية يرتبط إلى حدٍّ كبير بمن يكون حاكم المكتب البيضاوي، وإنّ خير معبّر عن هذه النقطة، هو ما قاله رئيس الوزراء الإسرئيلي السابق ليفي إشكو، الذي  “ورث” أوّل رئيس وزراء لإسرائيل، ديفيد بن غوريون. فعندما قيل له: العام المقبل سيكون عام قحط، ، سأل فورًا دون تردّد: “أين؟”. فأجابوه: “ما هذا السؤال؟ في إسرائيل!”، ليردّ بابتسامة: “خفت للوهلة الأولى… ظننت القحط سيكون في الولايات المتحدة”.

إقرأ أيضاً: ناخبو ترامب في ميشيغن: شيعة شيعة!

هناك رأي يقول إنّ الطريق إلى واشنطن كان يمرّ في تل أبيب. أما اليوم، فتمّ نقل الطريق إلى “القدس”. وعند التوقف مليًا عند هذا الرأي، يستطيع المرء أن يستنتج أنّ الإسرائيليين يريدون ترامب رئيسًا لـ4 سنوات جديدة. والرئيس الحالي للولايات المتحدة قدّم الكثير من “الخدمات” لهم. فمن أيامه الأولى قام بنقل سفارة بلاده إلى القدس، ووقّع اعترافًا بالسيادة الإسرائيلية على الجولان، وانسحب من اتفاق “أوباما” مع إيران. ومؤخرًا، رعى سلامًا علنيًا  بين دولة الإمارات ومملكة البحرين، وفتح باب تفاوض بين لبنان وإسرائيل لترسيم الحدود بينهما، بالإضافة إلى دعم الكامل للإسرائيليين في أيّ قضية داخل أروقة الأمم المتحدة… خطوات ترامب السابقة، أعطت دعمًا أيضًا للرأي الذي يقول: “الرئيس الجمهوري أفضل لإسرائيل من الديمقراطي”.

هناك آراء سائدة في السياسة الإسرائيلية تطمح إلى إعادة ترميم العلاقة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي الأميركي، وليس هناك طريقة أفضل لترميم هذه العلاقة من وصول رئيس ديمقراطي صديق لإسرائيل إلى البيت الأبيض

لكن رغم “مغريات” ترامب لتل أبيب، لكن في حال تمّ انتخاب جو بايدن رئيسًا، لن يكون أمرًا سيئًا للإسرائليين بكافة أحزابهم اليمينية واليسارية، بل قد يكون مفيدًا لهم أكثر من ترامب نفسه!

تاريخ المُرشح الديمقراطي كسيناتور في مجلس الشيوخ الأميركي مليء بالتأييد التام لـ”العلاقات الخاصة” بين واشنطن وتل أبيب، وخصوصاً في المجالات الأمنية والعلمية، وما يسمّى بـ”حقّ إسرائيل بالدفاع عن نفسها”. وبالإضافة إلى تصريحه بأنّه سيُبقي على سفارة بلاده في “القدس” في حال تمّ انتخابه، كما تذكر وسائل الإعلام العبرية، فإنّ جو بايدن هو صديق جميع رؤساء الوزراء الإسرائيليين منذ عهد “اليسارية” غولدا مائير وصولًا إلى “الليكودي اليميني” رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو، رغم اختلاف وجهات النظر بينهما بعدد من الملفات…

كما أثبت التاريخ أنّ الحزبين الجمهوري والديمقراطي قد يختلفان حول أيّ موضوع داخلي أو خارجي في الولايات المتحدة، إلا أنه عند  طرح أيّ موضوع على التصويت في الكونغرس أو مجلس الشيوخ، يتعلّق بإسرائيل، ينال دعمًا كبيرًا وواسعًا من ممثّلي الحزبين في المجالس التشريعية دون استثناء.

وهناك آراء سائدة في السياسة الإسرائيلية تطمح إلى إعادة ترميم العلاقة بين إسرائيل والحزب الديمقراطي الأميركي، وليس هناك طريقة أفضل لترميم هذه العلاقة من وصول رئيس  ديمقراطي صديق لإسرائيل إلى البيت الأبيض، إذ هناك اعتقاد يفيد بأنّ الديمقراطيين اتجهوا أكثر نحو اليسار خلال الأعوام الماضية، خصوصاً أثناء السنوات الـ8 لعهد الرئيس السابق باراك أوباما.

العقبة الأكبر بين بايدن وتل أبيب هي انتقاده المتواصل لبناء المستوطنات، إلا أنّ قراءة أعمق لانتخاب بايدن، تشير إلى أنّ ذلك قد يعطي الفرصة للإسرائيليين لاستعادة الإجماع السياسي الأميركي

يسعى الإسرائيليون، من أصحاب نظرية ترميم العلاقة مع الديمقراطيين، لترميم العلاقة أيضًا مع يهود الولايات المتحدة الذين ينتخبون بأغلبية كبيرة. هذا التوجّه سبّب نوعًا من الشّرخ بين التجمّع اليهودي الأكبر في العالم بعد فلسطين المحتلة. وخير دليل على ذلك تفضيل اليهود هيلاري كلينتون على ترامب الذي حاول استمالتهم بترويج نقله للسفارة الأميركية للقدس، فلم ينل سوى 30% من أصواتهم بينما ذهبت نسبة الـ70% منهم إلى منافسته كلينتون.

وجدير بالذكر أنّ بايدن (78 عامًا) في حال فوزه، سيُعتبر الرئيس الأميركي الأكبر سناً في  تاريخ البلاد، إلا أنّ المُرشحة معه لمنصب نائب الرئيس كاميلا هاريس مُتزوجة من يهودي، كما أنّها من المؤيدين المتحمّسين لإسرائيل.

العقبة الأكبر بين بايدن وتل أبيب هي انتقاده المتواصل لبناء المستوطنات، إلا أنّ قراءة أعمق لانتخاب بايدن، تشير إلى أنّ ذلك قد يعطي الفرصة للإسرائيليين لاستعادة الإجماع السياسي الأميركي، بشقّيه الجمهوري والديمقراطي، بشكل تامّ، كما سيقرّب اليهود الأميركيين من إسرائيل، وسيحلّ المواضيع الخلافية، فتكون تل أبيب قد حصّلت مكاسبها من ترامب الجمهوري وحافظت عليها، بل وعزّزتها مع بايدن الديمقراطي!

مواضيع ذات صلة

أغرب سبع إقالات في ولاية دونالد ترامب

على مدى 4  سنوات من ولايته، كان الرئيس دونالد ترامب شخصية مثيرة للجدل بإجماع المراقبين والخبراء، وربّما دُول العالم وشعوبها بأسرها، إذ تميّز بشخصية كسرت…

وزير خارجية بايدن: عازف فرنسي.. لألحان إيرانية

من هو أنتوني بلينكن، المُرشّح من قبل جو بايدن لمنصب وزير الخارجية الأميركي؟ في البداية هو سليل عائلة لها باع طويل في السياسة الخارجية الأميركية….

والد صهر ترامب لـ”أساس”: ترامب “المتوازن” مرشح عام 2024 أما بايدن فصهيوني

لاحقته الاتهامات والشائعات بوقوفه خلف إدراج النائب جبران باسيل على لوائح العقوبات الأميركية كونه من المقرّبين من الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظرًا لعلاقة “المصاهرة” التي…

كيف سقطت استطلاعات الرأي في امتحان الانتخابات الأميركية؟

  ديفيد غراهام David A. Graham، (ذي أتلانتيك The Atlantic)   حتّى مع استمرار التنازع على نتائج التنافس الرئاسي، يبدو أنّه ثمّة خاسر واضح في…